آراء حرة ….
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك …
” الريش الملون ” ، أكتب هذه الفقرة من باب الطرافة أو الفكاهة أو الاثنين معا ، أصحاب عقول بائسة لكنها في الحقيقة بائسة بخفة ظل ، خفة ظل القرداتي الذي يسير بقرده يستعرض به نومة العازب وعجين الفلاحة وتعظيم سلام للبهوات ، والبهوات في فقرتي هم بعض أمراء النفط ، بؤس عقولهم من النوع المسالم لكنه يميل ناحية نصف عقل طاير والنصف الثاني يعمل بربع كفاءة ، يرسلون طائراتهم الخاصة لإحضار وجبة من لحم الطاووس من مطاعم مكسيم بباريس تكلفهم الألاف ، حقيقي أسأل ، هل الريش الملون والمزركش يُعطي نكهة للحم الطير يختلف عن لحوم الطيور الأخرى التي اعتدنا عليها ؟، أعرف بعض البلاد تأكل الكلاب والقطط بل الفئران ، وبلاد تشرب شربة الصراصير ، لكنها تفعلها بأسلوب ” إيه اللي رماك على المر قال إللي أمر منه ” ، نعم يأكلونها لأنها موجودة ومتوافرة بكثرة والفقر يملي ذلك ، لا يدفعون فيها سوى القليل ، حاولت أن أصبغ دجاجة بألوان مبهرة لأحولها لطاووس لأعرف كيف يكون مذاقه ، لكنها أصبحت كمهرج السيرك بأصباغه . عندما أفكر حقيقي ما هو المعنى من الاتجاه إلى هذه السلوكيات الغريبة حتى في الطعام لم أجد سبباً آخر غير بؤس العقول ، أموال تراكمت حتى أصبحت تناطح السماء فخافوا أن تمتد إليها أيادي الملائكة ، فأصبحوا يبعثرونها في أشياء مخالفة كنوع من التباهي الممغوص أو كإرضاء لنقص حاد في الإحساس بالكينونة الذاتية فذهبوا إلى إسلوب خالف تعرف ، لا تهمني العقول البائسة ولا كروشها الممتلئة بالريش الملون ، لكن فقط أسأل أليس وجبة واحدة تؤكل في دقائق وتُهضم في ساعات ثم تذهب إلى دورة المياه ، تكفي لإعاشة قرية بأكملها وقد تكون هذه القرية في بلادهم وليست خارجها ؟!! ، أحياناً أفكر ، إذا كان عقلهم البائس هو الذي يوجههم لهذه السلوكيات التي يمكن أن نقول أنها من الشذوذ ، ألا يُخطئ مرة ويوجههم للحم الحمار ، يرسلون طائراتهم إلى مصر لإحضاره بعد أن استباحه فساد الضمير لبعض الجزارين ، وبين شذوذ لحم الطاووس وشذوذ لحم الحمار ياعين لا تدمعي ، وهذه الألاف تعود إلينا ليكف رئيس البنك المركزي عن هلوسة الإحتياطي الأجنبي والتضخم ، الذي يأخذني بسرعة الريح إلى هذه النوعية من العقول البائسة التي أوصلتنا أو بمعنى أدق أوصلت الشعب إلى حالة من الكفر وأقصد به الكفر بجميع الأنظمة التي تتحدث عن الرخاء ثم يتحول الرخاء إلى ضربات تهوي فوق الرؤوس ولا تعطي فرصة حتى لتضميد الجراح أو وقف النزيف ، حتى تحولت الإعلانات عن التبرعات وجمعها وإسلوب الحديث عنها وكأنها دولة تسمى دولة التبرعات ، ما هذا الهزل ؟! ، ما هذا السفه ؟! لست أدري ، أليس من واجب الدولة أن توفر للشعب الحد الأدنى من المعيشة والأمان ، أم كل نظام يأتي يظهرالجديد من بؤس العقول وكأنه السباق لقهر الشعب ، وهذا يوحي بأن هذا البؤس غير مرتبط بعلم أو مكانة أو وظيفة ، لأنه مرض وراثي قد تكون جيناته قد انتقلت من أول الخليقة آدم الذي لهط التفاحة فتلقى ركلة هبطت به إلى الأرض ومعه مرض بؤس العقول ، البعض يرثه والبعض ينجو منه ، لكن أعتقد مع هذا الغلاء أن كل الكراسي قد ورثته !!!!!!.