اراء حرة ….
بقلم : إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك …
عندما أتحدث في موضوع يتعلق بالأديان ، حديثي لا يكون من باب التعصب أو التشدد فأنا لا أعرفهما منذ نعومة أظافري لأن البيئة التي نشأت فيها لم تكن تشجع هذه الانحرافات ، موضوع بناء الكنائس في مصر الذي بلغت المناقشات واللغو إلى حد الظن أن الأمر يتعلق بغزو المريخ ومن سيكون الرئيس فوقه وكم عدد الوزراء والمعضلة في اختيار مجلس للنواب يسير على نفس النهج في مصر ليضع المريخ فوق القمر ويسندهما من أسفل بالمشترى وأشياء أخرى خليطة بين مسئولين لا تصلح مسئوليتهم سوى لحظيرة الدجاج . المناقشة في موضوع بناء الكنائس وإسلوب وضع النقاط المحيطة به يخيل لمن يتابعه أنه حصيلة التعصب أو التشدد أو الاثنين معاً بعكس ما أراه أنا وهو حصيلة الجهل المترسب من جيل لجيل . جهل يبدأ من الجاهل بالفعل ويصعد إلى أعلى شهادة علمية لكنها أيضاً جاهلة فليس كل من يحصل على شهادة يكون قد انفتح عقله على جهات العالم الأربع ، الثقافة الغائبة لكل مفاتيح الحياة هي الغالبة فأصبحت الشهادة لا تعبر سوى عن الجهل المقنع الذي ينكشف عند المناقشة في أي موضوع حتى لو كان موضوعاً يتعلق بمعرفة الكتوت عند فقسه من البيضة هل هو ديك أم دجاجة ويفيد أحدهم بأنه يمكن وضعه فوق الأرض فإذا مشى فهو ديك أما إذا مشيت فهي دجاجة فيضحك الشيطان قائلاً أنظر إلى عقول من خلقت يا ألله . موضوع حديثي سألخصه في كلمة واحدة وبصفة عامة ” الجهل ” الذي ابتلت به بلادنا ، سأحكي من البداية عندما كنت أرى الصبية يمزقون مقاعد المواصلات العامة للحصول على قطعة من الأسفنج للعب بها ، سأحكي عن الألاف من الصبية أصيبوا منذ صغرهم بالبلهارسيا نتيجة السباحة في الترعة والذي أودى بحياة الألاف ولقد كان المطرب عبد الحليم حافظ أحدهم لأنه نشأ في بيئة ريفية لم تعي معنى كلمة الثقافة ، سأحكي عن حجز الأطفال عن التعليم والجاني هو الأب الذي يريدهم للعمل معه في الحقل ، سأحكي عن العادات المُذِلة للمرأة بدءاً من ختانها إلى استخدامها كمطية لإنجاب الأطفال دون حساب حتى تزايد عدد السكان والدولة تولول فقط ولم تعالجه بوضع البرامج التي توظف البشر للإنتاج وليس للإستهلاك كما فعلت اليابان التي اكتسحت الاقتصاد العالمي بتوظيف الطاقة البشرية ، سأحكي عن وضع الرجل الغير مناسب لإلقاء التعاليم الدينية فينشأ الأطفال وفي عينيهم نظرة خاطئة للآخر ، سأحكي عن الفلاح الذي ترك أرضه وهرب ليعمل كأجير في البلاد الأخرى مع ما يلقاه من إهانة ، سأحكي عن الآلاف الذين أصيبوا بالأمراض الفتاكة نتيجة استخدام الجهل في العلاج بالطرق البدائية وفقد الدكتور طه حسين بصره نتيجة لهذا الجهل ، سأحكي عن مسئولين تصدر عنهم القرارات التي لا يمكن بأي حال من الأحوال وضعها سوى تحت خانة الجهل المطلق بأبسط الأمور الحياتية ، أخيراً سأحكي ثانية عن هؤلاء الذي يتعاملون مع قانون بناء الكنائس بإسلوب كيف يمكن أن يمر الجمل من ثقب الأبرة . كم يلزم للكتابة عن الجهل الذي ذهب ببلادنا إلى الحضيض وقد نسيته أو تناسته كل فترات الحكم السابقة بل حتى هذه اللحظة ثم نصرخ في طلب الإغاثة ، يا سادة إقضوا على الجهل سيقفز الوطن تلقائياً ، صحيح بلد شهادات والثقافة مفيش !!!
edwardgirges@yahoo.com