تقاعُد

الشعر (:::)
شعر : عبد الرحيم الماسخ – مصر (:::)
شجرةٌ أنت َ في الصحراء
فاحبِب ْ من شئت َ
فلن تصلَ الماء
كذلك الشمس ُ و القمر !
بسمتُها التي جرفت ْ قلبك َ إلى آخر مدَى
و أنت تصيح ُ بالبحر أن ْ يُحوِّل َ الموج َ
بعيدًا عن ألسِنة الصخور
و على حافة الظلام طال جلوسُك
ووقوفُ القصيدة مُطرِقة َ الرأس بين يديك
رحلت ِ الحبيبة ُ .. فصرت َ شاعرا
رحلت ِ الأم ُّ .. فصرت يتيما
رحل العدل ُ .. فصرت َ مظلوما
رحل الأمن ُ .. فصرت َ خائفا
رحل النور ُ .. فصرت كفِيفا
رحلت ِ الحياة ُ .. فصرت َ ميّتا
فما الذي أحياك الآن َ لِتستدعي َ الماضي
من شقوقه ِ التي لا تنسى
ثم تدور ُ حواليه ِ كالساقية العمياء
تتعرّف ُ على مدارك الأحزان ؟
هنا الأرض ُ قِطَع ُ الوجوه
فلماذا تلين للنظرة ؟
هنا العقول ُ تتعارف ُ لِتتوه
فلماذا تأخذُها الحيرة ؟
هنا البداية ُ تمسك ُ النهاية َ بيد ٍ
و بالأخرى تُشعل ُ الطريقَ  :
للظالِم ِ عُذرَه
و للمُجاهد  صبرَه
و للنائم أجرَه
و للحائم السارق القاتل الغادر المُداهن قدْرَه
فلماذا أحببت َ أيها العصفور ُ الشجرة َ
لِتقتلعها الرياح ؟
حُل َّ أسرك َ بالهجرة ِ من النقص إلى التمام
و انس الحبيبة َ
فلكَم نسيتَها فعادت تُذكِّرَك
ما أنجز َ الحنان ُ بعَبْرة
و ما أنجز الجمال ُ ببسمة ناطقة ٍ في نظرة
و ما أنجز الفراقُ بخيط ٍ
كلّما ارتخى اشتد َّ مَحبة ً إلى أن ْ يكره
تحب ُّ , و حولك َ الدُنيا تدُور ُ
فلا يبقى العناء ُ أو السرور ُ
و أنت َ كصخرة ٍ وقفت ْ كثيراً
لينحِتها لخطوته ِ العُبور ُ
فلو غيّرت َ نفسك َ , سرت َ دوماً
وصلت َ , ولم يُصِب ْ يدَك َ المصير ُ .