تخاريف – بقلم : وليد رباح

سخرية كالبكاء …
بقلم : وليد رباح : نيوجرسي
علجان كانا يتقاتلان في فناء الدار .. فغلب الكبير الصغير .. اما المغلوب .. فذهب من وقته الى مأواه ..وأما الغالب .. فصعد فوق السطح .. واخذ يصفق ويصيح مفتخرا .. فبصر به بعض الجوارح .. فانقض عليه واختطفه .. من القراءة الرشيد ( بتصرف)
***
العلج الآدمي في اللغه .. معناه المدجج بالسلاح الفارغ من الداخل كالنخله .. وفي قول آخر أن العلج يطلق على من لا يعترف بوجود الله .. وفي قول ثالث .. ان العلج  هو الطويل العريض الذي يسير كالفيل في مشيته لكنه فارغ من الداخل .. اما القول الرابع فيعزي الكلمة الى علوج الروم الذين كانوا يقاتلون المسلمين في معاركهم .. وهي سبة وشتيمة ..  هذه تفسيرات حلمنتيشية أما تفسيرات اللغويين .. فان العلوج رديف للطراطير .. والطرطور من يضع على رأسه قبعة تحوي في متنها  بضعا من الارانب تقفز حالما يرفع صاحب الطرطور طاقيته .. وتنط الى حلة الملوخية التي يغلي ماؤها من فرط السخونه ..
وهناك طرطور يطلق على اكلة (سورية) دسمه .. ولذا فانك تجد طراطير باللبن .. واخرى بالصلصة .. وثالثة كاملة الدسم .. وأخرى منزوع منها .. اما الخامسة .. فانها ترفع الكوليسترول لدى متعاطيها.
***
وبما أن حكامنا ادامهم الله على رقابنا.. ارادوا ان يعيدوننا الى تاريخنا( المجيد) . فاوغروا صدورنا على العلوج والطراطير .. فقد ثبت لنا دون ادنى شك باننا ما زلنا نحارب بالكلمات .. أما الاخرون فانهم يحاربوننا بالمفرقعات.. والنتيجة تبقى معروفة سلفا .. وهذا ما حدث للعلج الصحاف الذي كان وزيرا للاعلام في حكومة الرئيس صدام حسين والناطق الحربي ابان اجتياح العراق .. فقد كان يصف الجيش الامريكي بالعلوج ..
ويبدو اننا لا نتعلم ابدا .. فقد خضنا كل التجارب منذ اول بيت شعرقاله المتنبي الى آخر بيان عسكري صدر عن احمد سعيد في اذاعة صوت العرب .. مرورا بالحروب التالية .. ونهاية بداعش مما يوحي لنا بان تاريخنا القديم جزء من (الاعلام الكلامي) الذي نجيد فيه فن التزوير الى ابعد الحدود .. ويبدو اننا كنا ننتصر بالكلمات .. وليس على ارض المعركة .. اما امبراطورية العرب شاسعة الاطراف التي اخذ العامة والخاصة في الدول القريبة والبعيده يقضمونها شبرا اثر آخر ..  فلم تكن الا من عند الله  دون ادنى تدخل منا ..
***
وأجمل ما قيل ان سوقا في احدى الدول العربية اطلق اسم العلوج على نوع من الفواكه يدعى الافوكاتو .. ولا أدري ما سر التسميه .. ولكن احد الخبثاء قال .. ان العرب درسوا المحاماة عندما كانوا شبابا .. وبما ان الافوكاتو معناها المحامي باللهجة المصرية او اخذوها عن الاسبانية.. فقد نسبت هذه الفواكه الى اخوتنا عرب اليوم .. لذا فان هذه الفاكهة التي كانت كاسده .. قد  اصبحت اكثر شهرة منهم
***
وقيل ايضا .. ان أحدهم اراد يوما ان يدعو الصحافة لاجتماع حاشد قبل الحرب التي نشبت بين القبائل .. بناء على طلب من زعمائهم .. فلم يجدوا صحافيا  واحدا يقبل الدعوة سوى الصحافة المحلية .. فسافروا الى سويسرا وجمعوا عددا من زبالي  مدينة بال واستأجروهم على انهم صحافيون محترفون أتوا الينا للمشاركة في مؤتمراتنا الصحافية ..
وبما ان الصحافة مأخوذ اسمها من الصحائف العربية .. فقد كانت الاسئلة متفق عليها .. وكانت الاجوبة تأتينا بالهاتف النقال فنجيب عليها .. وقيل انها كانت تتحدث فقط عن الانتصار.
***
هكذا ايها الساده ..  اصبحتم تعلمون ان هناك علوجا بالملوخية .. واخرى باللبن الرائب .. وثالثة بالفلفل الحار .. ورابعة ببطاريات دوراسيل .. تعمل وتعمل دون ان تتوقف لحظة واحده ..
ومن عجائب الدهر ان ترى البيانات العلجية ترقع في كل الوطن العربي .. بينما في بقية العالم  كانوا يتحدثون عن دقة صاروخ التوماهوك .. وفعالية القنبلة العنقودية .. وكم تحوي من المسامير والبراغي التي تنتشر مثل الوباء ..
ايها الساده ..
نحن العرب .. اعزنا الله .. ونصرنا على من عادانا .. نقيس النصر بفحولة الكلمات .. ومن هنا فان كلماتنا يتوالد عنها كلمات اخرى ..
ولسوف نظل نحكي ونحكي .. ولا نتوقف عن الحكي .. حتى نرى الدبابات من كل صنف تغزو مخادع نومنا ..  ولنا في زعمائنا اسوة ..