اراء حرة ….
بقلم : سعيد مقدم – ابو شروق – الاهواز …
عندما دخلنا سوق الخضار أنا وأم شروق، نزعت نظارتي الطبية،
ضجيج الباعة يزعج أذنيّ، وكأن الناس لا يرون بضائعهم!
أحاول أن لا أصطدم بالمتسوقين، ولكن عربات الباعة ضيقت الطريق ولا مناص من الاصطدام والتلاصق بهم.
أدري أن هذا المكان الضيق لا يصلح أن يكون سوقا، وأن الذنب ليس ذنب الباعة؛ وإنه واجب الجهات المعنية أن تختار مكانا واسعا مسقوفا مناسبا للمتسوقين… ولكنها لم تفعل!
عليّ أن أنتبه للمطبات التي تبدأ من أول السوق ولا تنتهي إلا في خاتمته لتبدأ من جديد في الشوارع الأخرى…
اللهم استخلف مكان مسؤولي البلدية آخرين أكثر رحمة بأهل المحمرة!
لا يسمح لك البائع أن تنقي الجيد من البضاعة، فهو الذي يعبئ لك، ويعبئ ما يحلو له.
وقد نقى لي أحدهم الأجود من البضاعة ذات مرة..فشكرته…لكني فوجئت بأنه كان قد وضع الفاكهة الرديئة في أسفل البلاستيك قبل أن أصل..
كأن الغش معجون مع ذواتهم.
يبعد ميزانه الإلكتروني من الزبون حيث لا يستطيع قراءة أعداده، فهو ووجدانه؛ وكثيرا ما وجدت البضاعة ناقصة عندما وزنتها بميزان
البيت.
ولم أر اتفاقا كاتفاق هؤلاء الباعة في التسعير، كلهم يبيعون بسعر واحد يتفقون عليه صباحا، ولا هيئة رقابة ولا هم يحزنون.
وإن تجرأ أحدهم وباع بسعر أرخص هجموا عليه موبخين معنفين.
ندخل في محل، يقسم البائع للزبون بالله:
والله العظيم اشتريتها بمليونين، اعطني عليها شيئا وخذها.
ثم وبعد قليل من المساومة، يشتريها الزبون بمليون ونصف.
كلامهم البذيء مع بعضهم يغضبني، نهيت أحدهم عنه مرة وطلبت منه أن يحترم مشاعر الناس؛
قال لي وهو يفر بيده: هذا سوق يا عم…
وكأن هؤلاء القوم لم تصلهم دعوة باسم الإسلام، ولم يسمعوا القرآن الذي خصص آيات كثيرة للسوق والميزان:
ويل للمطففين…
وأوفوا الكيل والميزان…
ويحلفون على الكذب وهم يعلمون …
وبينما أخذتْ الشمس مأخذها منا، وضعت نظارتي وخرجنا.
قلت لأم شروق:
من أراد أن يعمل في السوق، عليه أولا أن يتدرع بضمير فولاذي، ثم يدخل معركة الغش والكذب والمكر هذه.
ولا أعمم الأمر، ولا أنسى أولئك الذين ضميرهم فولاذي بالفعل، لا يغشون ولا يقسمون ولا يكذبون…فأولئك هم الفائزون.
سعيد مقدم أبو شروق – الأهواز