منوعات …
بقلم : بكر السباتين – فلسطين \ الاردن …
ارتقت روح الشاعر والصحفي تيسير النجار إلى باريها ليلة الخميس، الماضي إثر وعكة صحية ألمت به حيث كان يعاني من مرض في القلب.
وكتب النجار على صفحته الشخصية في موقع فيس بوك، قبل وفاته بثلاثة أيام: ” يا لطيف … ألطف بحالي مريض جدا …مؤسف ان يكون بقلبي كل هذا الوجع محبتي . اللهم منك الشفاء والعافية . آمين”.
وذاع صيت النجار عالمياً على خلفية اتعتقاله في دولة الإمارات تحت قانون الجرائم الإلكترونية بعد نشر تعليقات عبر موقع التواصل فيسبوك. انتقد فيها دور أبو ظبي المشبوه خلال البعثة الطبية إبّان العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.
وفي شباط 2019، أفرجت الإمارات عن تيسير بعد أن قضى في سجونها ثلاث سنوات. وقد أنهك معنوياً وجسدياً، بعد طول قهر وعذاب قضاهما في غياهب سجون الإمارات.
وبمناسبة موته نستذكر ما قاله النجار في الحساب الذي افتتحه بعد يومين من إطلاق سراحه: “السجن الأمني الذي عشت فيه بأبو ظبي، إذا أردت ان أمدحه، أطلق عليه لقب سجن.. هو حقيقة الأمر معتقل… هذا السجن ما يزال يرافقني، فليس من السهل الخلاص من قسوة وألم وظلم وقهر 3 سنوات وشهرين، خلال مدة 12 يوما.. أليس كذلك”.
وقال أيضاً:
“سحقا للظلم والظالمين.. سحقا للأقنعة والويل كل الويل للمكذبين وصدق الله تعالى (ويل يومئذ للمكذبين)”.
وقال النجار: “الظلم كلمة من اللغة وواقع حياة عشته بكل الم وبصبر ورضى من الله.. الظلم الذي وقع علي احتسبه عند الله.. وكما يقول احد الحكماء الظلم في مكان ما يمثل تهديداً للعدل في كل مكان.. الإيمان بالله أنه القوة الوحيدة التي تملأ ادراج الألم بالزهور والياسمين”.
وفي مشاركة أخرى قال النجار: “لم أصدق بعد، أنني خرجت من السجن” .
ووصف النجار أشخاصاً لم يحددهم بـ”البرابرة الجدد” وأضاف: “أولئك الذين ينكرون الإنسانية على الآخرين.. فحين تكون سجينا هذا لا يعني أنك لم تعدّ إنسانا … نعم أنا إنسان اسمي تيسير النجار، ولدي صلات بيني وبين ذاتي وبيني وبين سائر البشر”.
وأخيراً وجدت روح النجار راحتها الأبدية بين يدي باريها.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. إذ نعزي ذوي الراحل الكبير ونعزي أنفسنا فدم تيسير النجار عالق بسجانيه الذين أدموا روحه ونكلوا به في زمن الرياء..
19 فبراير