ا لمصفقون اولا .. المصفقون آخرا قصة قصيرة . بقلم : سفيان الجنيدي

 

القصة …..
قصة : سفيان الجنيدي ..
اكتظت القاعة بجمهور غفير ، لحظات و يعتلي خشبة المسرح، احد اكثر الشعراء المقروئين في المدينة، قدمه مدير الحفل ، تكلم شذراً عن منجزه الشعري و اسهب في الحديث عن محطات متنوعه في حياته الشخصية، تمنى للجمهور أمسية شعرية دافئة ، ترجل عن خشبة المسرح و انضم للحشد الغفير.
استقبل الجمهور شاعرهم المفضل بالتصفيق الحار ، حيّاهم و أشار اليهم، ممتناً، أن يجلسوا و ان يكفوا عن التصفيق حتى يتمكن من البدء في القاء آخر من نظم من شعر، تجاهلوا اشاراته و واصلوا تعبيرهم عن حفاوتهم به بمزيد التصفيق ، زادوه خجلاً ، أومأ لهم، مرة أخرى، بالجلوس، استجابوا على مضض.
أبحر بهم في فضاء الشعر الرحب، اجاد في طرح تساؤلات عدة و ترك الباب مشرعاً للتأويل، تجاوز ضعفي الوقت المحدد، امتثالاً لتكرار مطالباتهم بالاعادة و لسطوة التصفيق على القصيدة.
لم يختلف مشهد الوداع عن الاستقبال، فصل التصفيق ما زال يحتل المسرح حتى بعد ان توارى عن الأنظار و تلاشى في البعيد .
بدأ المسرح ينعم بالهدوء شيئاً فشيئاً، تقاطروا الى ردهة الطعام المجاورة، تشكلوا زمراً، احتسوا بعض المشروبات الدافئة، تجاذبوا اطراف الحديث عن القاءه الشعري المميز، عن ايحاءاته المعبرة و المدروسة بعناية، و بعضهن خُضّنَ في وسامته، الا ان المفردات، كلها، خانتهم في سبر كنه القصيدة.