انتصار إرادة الأسير المضرب أبو الهواش على سجانيه – قلم : بكر السباتين

فلسطين ….
بقلم : بكر السباتين – الاردن – فلسطين ..
إن إرادة الأسير البطل هشام أبو الهواش وتكاتف الشعب الفلسطيني بكل اتجاهاته مع قضيته ثم تضافر جهود منظمات حقوق الإنسان المعنية بقضية الأسرى لكافة الفصائل أو المستقلة منها بالإضافة إلى جهود السلطة الفلسطينية المعلنة رسمياً بعد قرار الإفراج -التي نتمنى منها أن توقف اتفاقية التنسيق الأمني من أصله كي نثق بها إزاء الأسرى وأن لا تكون سبباً باعتقالهم كما ينشر حول ذلك- ناهيك عن صيحات الضمير الإنساني، وأخيراً تهديد الفصائل الفلسطينية من خلال غرفة العمليات المشتركة في غزة، كل هذه الجهود المتضافرة أصابت جميعاً أهدافها نحو رفع اليد عن بطل معركة البطون الخاوية، بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عنه وهو في الرمق الأخير، قبل أن يختطفه الموت ويشتعل البارود في وجه السجان الغاشم.
هذا ما قالته مصادر فلسطينية مطلعة في إن النيابة العسكرية الإسرائيلية وافقت على الإفراج عن الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام لليوم الـ141 على التوالي رفضا لاعتقاله الإداري يوم 26 فبراير المقبل.. ويبدو بأن النية كانت مبيتة لاغتياله جوعاً والذي اعتبرته غرفة العمليات المشتركة في غزة خطأً أحمراً يُلْزِمُها بالرد.
من جهته أعلن خالد محاجنة محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين مساء يوم أمس، أن الأسير هشام أبو هواش، أعلن فك اضرابه عن الطعام بعد 141 يوما، بعد انتزاع حريته في إطار حرب البطون الخاوية التي خاضها بإباء.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قد قالت إن 50 أسيرا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية سيبدؤون الليلة إضراباً مفتوحا عن الطعام، تضامناً مع الأسير أبو هواش.
إن صمود أبو هواش سجل انتصاراً جُيِّرَ لحركة الأسرى وخاصة قضية الاعتقالات الإدارية ووضَعَها في واجهة الحدث الذي تفاعل معه الجميع، رغم كل التحديات التي واجهها ورفاقُهُ الذين سبقوه بالإضراب، والتنكيل بهم عبر سياسة تضليل ممنهجة لكسر صمودهم حتى لو أدى ذلك إلى اغتيالهم بالجوع ورفع العتب عن سجانيهم، وذلك بالتنسيق بين كافة أجهزة الاحتلال وبمستوياتها المختلفة، وبعد أن أوْصِدَتْ الأبواب أمام ما يُسمى بالجهاز القضائي الإسرائيلي الذي يترجم قوانين الاحتلال الظالمة على أرض الواقع، حيث استمر أبو هواش في معركته بقوة وصبر، وتمكّن بإرادته الحرة أن يحقق هدفه ومطلبه المشروع بالموت المشرف أو العيش بكرامة.
ويُسَجَّلُ لهذا الأسير البطل أنه وَحَّدَ الشعب الفلسطيني بكل اتجاهاته وفصائله ليقفوا متكاتفين خلف قضية الأسرى المقدسة.
وهذا لا يعني بأن الموقف الفلسطيني لا بد وينتهي عند هذا القرار الإسرائيلي الذي قد يكون من باب المراوغة، حتى تتوقف الضغوطات على دولة الاحتلال التي تنكل بالفلسطينيين داخل السجون وخارجها، وكي يمتص العالم تداعيات الموقف المتفاقم ضدها، على اعتبار أنها دولة احتلال تمارس سياسة الفصل العنصري بحق الفلسطينيين وتغتالهم جسدياً ومعنوياً على نحو ما تفعله تلك السلطات الغاشمة بالأسرى الرافضين للظلم حتى يتحرروا من نير سجانيهم!
لذلك يجب أن تستمر هذه الضغوطات، حتى يتم الإفراج عن الأسير أبو الهواش الذي صنع أسطورة الصمود في أعظم صورها، لا بل وعن كل الموقوفين إدارياً، ومعاملة الأسرى وفق مبادئ القانون الدولي حتى يفرج الله كربهم.. بعد ذلك ليشمر الفلسطينيون عن سواعدهم من أجل تنفيذ عصيان مدني لإسقاط مشروع أوسلو برمته إذا لم يغير قادته من نهجهم الاستسلامي المهين؛ بغية ترتيب البيت الفلسطيني من خلال إحياء منظمة التحرير الفلسطينية لتضم كل الفصائل الفلسطينية العاملة في الأراضي المحتلة وتوحيدها على خيار المقاومة.
والشعب الذي أنجب الأسير أبو الهواش لديه إرادة تحقيق هذا الحلم الفلسطيني الملح لإعادة رصف الطريق إلى حقوق الشعب الفلسطيني عبر تحرير الأرض والإنسان.. لا بد من قرار شعبي وإلا فمستقبل الشعب الفلسطيني غارق لا محالة في الظلام.