كلمة رئيس التحرير ….
بقلم : وليد رباح ….
اذا كان المرشح لرئاسة اكبر دولة واقواها عسكريا واقتصاديا في هذا العالم متخلفا ويمكن ان يصبح رئيسا .. فقل على أمريكا السلام .
***
لم يفكر ترامب للحظة واحدة انه ليس من هذا البلد وانما هو وافد اليها .. ولن يعترف بذلك .. ذلك ان المجانين في هذا العالم كثيرون .. كان اولهم نيرون الذي احرق روما .. وآخرهم هتلر الذي احرق العالم .. اما ما بينهما فقد كان دافيد بن غوريون الذي نبش عظام موتى المسلمين في مقابر القدس ومقبرة مأمن الله ورمى عظامهم في البحر حتى لا يقال ان عربا ومسلمين كانوا يسكنونها ..
فبعد ان هبطت شعبية المتخلف ترامب واخذ مؤيدوه يراجعون انفسهم .. وبعضهم وجد فيه طموحات اباطرة التاريخ المجرمين .. فقد أخذ يتراجع عن مقولاته خطوة اثر أخرى وفي آخر ما ادرجه من مضحكات مبكيات .. انه بعد ان شتم وسب ولعن سنسفيل اباء الأقليات .. اخذ ( يراودها عن نفسها) بان يصلح ما افسده .. ولكن هيهات .. فالكلمة مثل الرصاصة .. اذا انطلقت من مكانها فلا مجال لارجاعها الى ما كانت عليه .. ( ورئيس مستقبلي ) مثل هذا المتخلف .. يمكن ان يحرق العالم في ظرف أيام من توليه الرئاسة .. ومن البديهي ان نقول : انها آخر امبراطورية كانت ثم بادت .. وليست هذه المقدمة دعاية للمرشحة الأخرى التي يسمونها مدام كلينتون .. فالخل اخ للخردل .. وشهاب الدين ( اضرط من أخيه ) .. الا ان الأول مدهون وجهه بالقطران وطعمه ماسخ .. والثانية مدهون وجهها بالعسل يمكن ان تلحسه .. ولكنك لا تجد له طعما بعد لاي .. لانه عسل سكري مزيف.
ولنعد الى التاريخ قليلا لنثبت نظريتان .. احداهما مسألة التطبيع مع بني صهيون .. وثانيهما هل نصبح كفلسطينيين هنودا حمرا في مسار التاريخ المعاصر ..
ولنأت الى ثانيا لتصبح أولا : ان أي شعب في هذا العالم معرض للاضطهاد من الغزاة ان استولى الغزاة على ارضه .. الا ان التطبيع والاستكانة والتعاون مع المحتل يقود الى ذوبان الشعب المستولى على ارضه لانه قد اصبح مسمارا في عدة الدولة التي احتلت الأرض وانشأت كيانا استيطانيا جديدا .. وقدمت للمستكينين الطعام والكساء والعمل والنقود وجعلتهم من مواطني الدولة التي احتلت الأرض وانتهكت العرض .. سوى بعضا سواء كانوا كثيرا او قليلا ممن لهم اليد الطولي في تنوير المستولى على أراضيهم بالمقاومة كي يخرج المحتل يجر اذيال الخيبة .. ثم من بعد ذلك جاء جيل جديد لا يعرف عن تضحيات آبائه واجداده سوى ما تقوله الكتب .. والكتاب حين تقرأه ليس له التأثير الذي له رؤية الدم وهو يسيل على تراب الوطن المنهوب .
ففي أمريكا .. الدولة التي بنت مجدها على دماء سكانها من الهنود الحمر الذين كانوا يستوطنونها منذ خلق الله الأرض ومن عليها .. قامت الدولة (برشوة) من بقي من الهنود الحمر بان قدمت لهم الخدمات شبه المجانية لكي يستكينوا ونجحت في ذلك .. ولم نعد نرى من احفاد احفاد أصحاب الأرض سوى رضاهم بان يصبح سعر علبة السجاير في المناطق التي يسكنونها شبه مجاني .. وسعر رغيف الخبز مثل سعر رباط الحذاء لا قيمة له .. وقامت بتوظيفهم في ادنى الوظائف التي قبلوها خاضعين مستكينين فانتهوا الى لا شيء في هذا الزمان .. هي سيرة تقولها الكتب فقط .. ولم يعد لهم من امر سوى قليلا من الفولكلور الشعبي الذي يقام في اول كل عام يرقص فيه الهنود ويزينون انفسهم ورؤوسهم ببعض الريش والرقص ( لاعادة المجد الذي فقدوه ) .. وتلك من سخافات التاريخ . وبذا فقد أصبحت أمريكا امرا واقعا .. دولة قوية متجذرة لا احد يذكر احتلالها للأرض العائدة لاناس سكنوها منذ الاف السنين .. ولتصبح امبراطورية كبيرة بحيث احتلت المركز الأول في هذا العالم الذي يجيز الظلم ويصفق للاقوى .. ثم يمد اصبعه الوسطى للمهزومين .
اما الامر الثاني .. فالذين اجتمعوا في اول مؤتمر صهيوني في أواخر القرن التاسع عشر قد وضعوا نصب اعينهم الاستفادة من التجربة الامريكية التي كانت في ذلك الزمان في اولياتها ونذر نجاحها واضحة للعيان .. بإقامة دولة يقال انه كان لهم فيها وجود ومنحها الله لهم مع ان الله عادل لا تصدر عنه مثل هذه السخافات فقد جاءوا الى فلسطين لاجئين من العراق باعتراف توراتهم ثم توجهوا الى مصر باعتراف الكتب السماوية جميعا .. ومنحهم الفلسطينيون ضيافة كما منحهم المصريون أيضا ضيافة فاساءوا الى تلك الضيافة فرحلوا عنها ليقول لهم كتابهم اذهبوا الى الأرض المقدسة .. ونسي الكتاب الذي يقرأونه ان فلسطين كان فيها سكانا ولا يجوز محاربتهم او قتلهم لانهم خلق من الله .. وحتى ان كان ما يقولونه صحيحا فمن الاجدى ان يتغير وجه هذا العالم قاطبة .. فاجزاء كبيرة من الهند والصين ملك للمسلمين لانهم دخلوها .. واسبانيا بكاملها كذلك .. وأجزاء كبيرة من افريقيا أيضا هي ملك لهم اما معايير الحكم في هذا الزمان فاصبحت حسب قانون ( سكسونيا ) الذي كان يحضر المجرم فيحاسب خياله او ظله ويصدر عليه الحكم وبذا تنتهي القضية ..
ولنعد الى ما يجري حاليا .. منذ ثلاثة ارباع القرن تقريبا كان الصهاينة يظنون فيما مضى انهم تجذروا في الأرض الفلسطينية وانشأوا قوة عسكرية تهاب منها حتى الدول الكبرى .. فهل رضي الفلسطينيون مع ضعفهم بذلك .. ولا نريد ان نكتب عن الشواهد .. فكل ما يجري ينبىء ان عدة القتل الصهيونية لا تزال تقتل .. ولكن الفلسطينيين يزدادون عددا وعنادا على استعادة ارضهم .. واذا ما كان البعض منهم قد اقتنعوا بما يقدمه لهم الاحتلال فاولئك ليسوا بفلسطينيين .. انهم ممن يأكلون الطعام كما يجري في بعض بلدان الوطن العربي ثم يمسحون لحاهم ليقولوا كثر الله خير الأمير .. مع ان الأمير لا يطعمهم .. ولا يسقيهم .. انها ارضهم التي تنبت الخير فاخذها الأمير منهم بقوة السلاح ..
الفلسطينيون ليسوا هنودا حمرا .. طال الزمان او قصر فانهم سيعودون الى ارضهم والى ممتكاتهم حتى لو استغرق ذلك مائة عام أخرى .. ولتتعظ الدول بما يجري لها .. فقوي اليوم ضعيف الغد .. وضعيف الغد هو قوي اليوم .. والدنيا دول .. يوم لك ويوم عليك .. ما هو مهم ان تظل على اصرارك مهما قدمت من تضحيات .. فالمستقبل لك .. اما الوافدون الاخرون فمصيرهم الى مزبلة التاريخ . وتصبحون على الخير .