الى احد الاصدقاء – ارسلتها المبدعة نوال فاعوري

فن وثقافة …
بقلم : نوال فاعوري – الاردن …
يخبرني البريد بأن قلوبًا طاهرة تتفقدني على حين غفلةٍ مني وغياب، على اللسان سلام وفي القلب شوق
وحدها الرسائل الصادقة تأتي بشكل مختلف، لها نكهة مميزة، وفي وقت غير متوقع، تحمل كثيراً من الصمت، وقليلاً من الكلام
. كنت محظوظة إذ نلت منها واحده منك يا صديقي
المشاعر لا تُكتب، هي شيء يُحس فقط، يبقى طويلاً في القلب، كالسر، وإن خرجت بليت. هي شيء أرق من الوصف، أبلغ من أن تتلاعب بها ألفاظ اللغة، وأسمى من أن يلطخها حبر المطابع وبياض الأوراق، وإن زعم أحدهم أن ثمة مشاعر تُكتب فهذه لا تعدو كونها “بلطجة” كتابية لا أكثر!
إن الذين نحبهم ليسوا أولئك التي تجمعنا بهم سطوح المنازل مقاعد الحدائق , طاولات المقاهي , فناجين القهوة بل أولئك الذين يجمعنا بهم كون وتبعدنا عنهم تذكرة سفر ..!
إنهم ارتباك خطوط الطول والعرض واختلاف الليل والنهار
اولئك الذين يسكنون أرواحنا ❤
اصبحت الكتابة يا صديقي عملية معقدة جدا وكلما ابتعدنا عن الكلمات كلما زادت تعقيدا وعصيانا.
مصابة باللامبالاة
بالعزوف عن الكثير من الاشياء… بعدم الرغبة في الحوار والنقاش و الجدل و حتى الكلام…
اجيب ببضع كلمات واصمت طويلا استمع لهسيس النار في داخلي
لزمجرة الريح.. لسكون السماء
في زمن مضى
قالت لي صديقتي : كيف تستطيعين الصمت لعدة ايام وانت ابنة الحرائق
والكلام !؟
يا صديقتي لم اعد اصمت فقط بل و ادير ظهري و اذهب بعيدا بعيدا ..
هل تفعل بنا الهزائم هكذا..؟!
لا اعلم.. ربما
ربما الخيبات والطعنات ..
ولكن في انتصاراتي ايضا لم اعد اتكلم كثيرا
لا بل اشعر انها لا تعنيني كثيرا !
ابتسم كمن ينتظر بالصمت الخلاص