فن وثقافة …
بقلم / يونس عاشور …
الهجرة والغربة عنوانها حكاية إنسان..
إنسان واقف..
إنسان خائف..
إنسان هارب..
واقف ينتظرُ فرجاً يتأتى..
خائف من شرٍ يتعدّى حدود الإمكان ويستفحل..
هارب من جورٍ يتفشّى..
إنسان في حالة مشيٍ لا يتمطّى ..
يُطأطئ رأساً من عدوٍ يتقصّى (يستقصي)..
إنسان في زمنٍ يتخفّى..
إنسان في وطنٍ ليسَ لهُ مأوى..
ليسَ لهُ وطن يأويهِ سِوى الغربة لهُ مثوى..
الهجرة والغربة تنبئ عن إنسانٍ لهُ شكوى..
يتحدّثُ بحكاياتٍ وأقاصيص لها فحوى..
تجرحُ قلب وتذهل عقل وتشغل فكر يتأذى..
يتأذى من شيطانٍ يتخفّى ..
أصنام تظهر وأخرى تقهر.. لكنّ الحق لها يتصدّى ..
والقول الفصل لها يتحدّى..
ثمةَ من يشكو جراحات وآهات منها يتأسّى ..
يبكي بدموع القهر على الأوطان..
قهر دموع ليس لها زمن يفطمها..
يفطمها من ضيم كي لا يزهقها..
اقتفينا خير قول مرشدا من متاهات الحياة..
مبصرينَ الدربَ نوراً كي لا يعمّ الشتاة..
عارفينَ الحقَّ والصدقَ طريقاً للنجّاة..
كيف ما كان مداه فهو مجد للأباة..
وسنبقى دائماً نرتجي شوقَ الحنين..
لِنكونَ دوماً سائرين باعتقادٍ ويقين ..
وبشائر النصر ستمحو مآسينا والأنين ..
ليبقى نصرنا ماثلاً للمستضعفين..
ويخْلُد ذِكراه علماً ولو بعد حين..
وهتافات سنهتفها في وجه العابثين..
أرحلوا أيها الأشرار وأتركونا آمنيِن..
نعمر الأرض سلاماً وصلاحاً في كل حين ..