الهجانه والدرك : اردنيون.. يرتكبون الفظائع في سجون البحرين

الجريمه (:::)
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي (:::)
عزفت فيما مضى عن كتابة تأجير جيوش الدول العربية بعضها للبعض .. وكنت لا ادري ان كان هذا التأجير بفعل الازمات الاقتصادية او التأييد السياسي او تبادل الخبرات العسكرية او لاسباب العزوة والصهارة  او تبادل المنافع  لدولة لاخرى او غير ذلك .  فقد كنت من ( السذاجة ) بحيث اعتقدت ان هذا الفعل يقرب ما بين العرب ثقافيا وسياسيا واجتماعيا .. ولكن نتائج هذا التقارب كانت اكتساب الخبرات القمعية وادارة المعتقلات بالعنف ومعاملة المعتقلين او السجناء كأنهم حيوانات او اقل درجة من الحيوان ..
ولقد وصلنا من فنون التعذيب الذي قامت به وتقوم تلك الوحدات المؤجرة ما يندى له الجبين .. وعلمنا ايضا بان الوحدات التي تؤجر يرافقها خبراء في التعذيب والقمع وكل انواع تعذيب الاجساد وقتل النفس ببطء وايصال المعتقل الى حال من الجنون او تشويهه خلقة وخلقيا .. وكان ممن وصلنا ان اهانة المعتقل من قبل اولئك قد وصل الى حال الاعتداء جنسيا على السجين امام زملائه لايصاله الى درجة الانتحار .. وكم سمعنا عن معتقل انتحر في سجنه ومن ثم تغطي السلطات على موته بتقارير طبية مزوره تفيد انتحاره بسبب جنونه او انحرافه او ارتكابه الموبقة مع زملائه او غير ذلك من فنون الاتهام التي لا تنطلي حتى على اطفال لا يفهمون ولا يعقلون .
والافظع من كل ذلك .. ان منظمات حقوق الانسان المنتشرة في اركان الارض الاربعه تلتزم الصمت ازاء ما يجرى وتتجاهل المخازي التي تجري في السجون التي تشرف عليها قوات أمن عربية مؤجرة من دولة اخرى .. وسواء كان هذا التأجير يلزم الفريق المستأجر ( بفتح الجيم)  ان يترك له الحبل على الغارب في معاملة المعتقلين ام يقيد باوامر يتلقاها من ادارة السجن التي تكون عادة من البلد الاصلي المؤجر ( بكسر الجيم) لنفي التهمة عن الحراس والاداريين الذين يتبعون البلد ويتلقون التدريب على معاملة المعتقلين من الفرق الامنية المؤجرة للتعامل مع معتقلي المستقبل بعد ذهاب ( فرق الموت ) العربية التي تذهب الى بلدها الاصلي عند انتهاء العقد .
وسواء كان هذا التأجير يشمل الجيوش الاجنبية ( وليست العربية ) التي تقيم لها قواعد في الوطن العربي والتي يجاز لها ( سرا ) ان تعتقل من تشاء ان كان المعتقل يؤثر على امنها والتحقيق معه وتعذيبه كما تشاء .. او تشمل فرق الامن العربية التي تؤجر لفترة زمنية محدده لتدريب المجرمين من قوات الامن المحلية على كيفية التحقيق مع المعتقلين واكساب فرق الامن خبرات جديدة في اذلال عباد الله من المعتقلين او من يرونهم خطرا على امن الدولة المؤجره .
ولقد كانت لنا امثولة في سجن ابي غريب العراقي .. سيىء الصيت الذي ما زالت بعض مكنونات اسراره مختفية حتى كتابة هذه السطور .. فهناك امور جرت يندى لها ليس جبين امريكا فقط .. بل جبين العراقيين الذين كانوا يعذبون المعتقلين العراقيين والحراس الاصليين ينظرون اليهم ويعطونهم طرقا جديدة في عمليات التعذيب وخاصة النساء اللواتي كن يجردن من ملابسهن وتبدأ حفلات الاعتداء عليهن جنسيا امام السجينات الاخريات .. ثم يأتي حكام عراقيون تخلوا عن حيائهم وعروبتهم وعراقة اصولهم وقحهم وسفالتهم لكي يؤكدوا لنا عبر وسائلهم الاعلامية انهم لم يكونوا يعلمون بما يجري .
كل ما كتب يعيد الينا ما يجري في البحرين .. فبعد احتلالها من قبل القوات السعودية التي تشن اليوم حملة ظالمة على اليمن واهله .. استأجرت البحرين ثلة من الهجانة ورجال الدرك الاردنيين للعمل لدى قوات الامن البحرينية .. والذين ارتكبوا الفظائع ضد المعتقلين البحرينيين ونخص سجن ( جو) المركزي الذي تتم فيه عمليات التعذيب التي فاقت كل الحدود في عدم انسانيتها ..
ان الشعب الاردني الذي عرف عنه النخوة العربية الاصيلة لا يرضى لاخوته في باقي البلاد العربية الذلة والمهانه على يد ثلة من المجندين الاردنيين او خبراء التعذيب في الدولة الاردنية ان يعذبوا الناس لقاء المال او المنفعة  او غير ذلك .. وعليهم ان يتحركوا لوقف هذه المذبحة الانسانية التي تقتل الناس ليس قتلا مباشرا وانما قتل الانسان في نفسه وعقله وآدميته . ونحن ما زلنا نتذكر ما كان يجري في القرن الماضي من اولئك الذين كانوا يسمون حرس البادية او الدرك وهم على خيولهم وجمالهم يحتلون القرى والنجوع ويضربون الناس بالكرابيج في الشوارع .. وحجتهم في كل ذلك الحفاظ على الدولة وامنها و ( سعادتها) .
لقد ولت العصور التي كنا نضرب فيها على ظهورنا بالكرابيج ونسكت رغما عنا .. فقد اتجهت الشعوب نحو الثورة على حكامها ان كانوا ظلمه .. ولسوف يشهد الوطن العربي رغم كل ما نرى من مآس .. ان الدنيا سوف تتغير .. وان الحكام الذين يورطوننا في معارك جانبية ليست ذات قيمه .. ان يومهم آت لا محاله .. وان الدنيا سوف تصبح دنيا اخرى رغم كل ما جرى ويجري .. فقد ظلت الثورة الفرنسية اكثرمن ستين عاما قبل ان يتم التغيير الحقيقي وقبل ان تتجذر الديمقراطية الحقيقية لتعم كل انحاء فرنسا ..
اننا نحلم بوطن عربي لا تأجير فيه لقوى الامن ولا استخدام جيوش عربية ضد شعوب او جيوش عربية اخرى مثلما يجري اليوم من آل سعود .. ولسوف يتحقق هذا الحلم .. اما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ..