افتتاحية العدد …
بقلم : رئيس التحرير – الولايات المتحدة الامريكية
كتبت في وقت مضى .. وتحديدا يوم كان الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب .. في اوج فشخرته واحلامه وعنطزته .. كتبت مقالة عن تلك الشخصية العجيبة التي كان يظن صاحبها ان الله خلقه ليس من طين كما خلق البشر .. وانما من الزمرد والذهب اضف اليها الديناميت والقنابل.. وتطرقت في مقالتي التي كانت قبل ثلاث سنوات .. الى العنجهية التي تجعله يظن ان البشر الذين يحكمهم عبارة عن نمل او صراصير لا يجوز التحدث اليهم او حتى الوثوق بهم .. هذا من الناحية الشخصية التي لا تتعلق بالسياسة ..
اما السياسة التي كان ينتهجها فقد كان يعتقد ان الله خلق (نوعان من البشر) .. النوع الامريكي .. والنوع الاسرائيلي .. اما الباقون فانهم كانوا في نظره من البقر .. ويجب ان يضربهم بعصاه على اقفيتهم لكي يتعلموا حضارته ( العظيمة ) التي يتحفنا بها ويظنها آتية اليه من الله .. هذا ان كان يعرف الله اصلا .
ولقد لامني صحافي امريكي صديق على ما كتبت .. ليس حبا في ذلك الرئيس .. ولكن خيفة ان يقنصني احد زلمه في شارع جانبي .. وعندما قلت له ان الحرية في امريكا مضمونة خاصة ان كانت رأيا سياسيا قال ضاحكا .. هذا هزء كثيرا ما نستخدمه لنعزي انفسنا .. واضاف جادا .. يمكن ان تنقد كل رؤساء امريكا الاحياء منهم والاموات .. ولكنك لا تستيطيع ان تنقد ترامب بمثل ما وصفته في مقالتك التي تخدثت بها عن عنطزيته وفشخرته . واضاف الصديق .. انه يهتم كثيرا بما يكتب عنه في الصحف التي لا تصدر بالانكليزية .. ولا انكر انني قد خفت على نفسي في ذلك الوقت ..
ومضى قطار العمر سنة من حكم الرئيس حينذاك او اكثر قليلا .. عندما قدمت طلبا للقسم الصحافي في البيت الابيض لكي يمنحوني بطاقة استطيع ان احضر بها اجتماعات الرئيس .. أو اجتماعاته بالصحفيين في مؤتمراته . وقدمت رفقة مع طلبي بطاقتي الصحافية واسم الجريدة التي اصدرها منذ ثلاثين عاما كاسبوعة متواصلة …ولكن لم تصلني حتى مكالمة بالمنع او بالمنح .. وقدمت طلبا آخر .. فنال نصيبه مثلما كان الاول ..
قلت لصديقي الصحافي الامريكي عن ذلك فقال لي ضاحكا .. من الافضل لك ان تسكت .. والا .. قلت له على الهاتف .. ماذا والا .. قال : انت تبحث عن المتاعب .. عندها قررت مجازا ان اضع على شفتي لاصقا من النوع الرخيص لكي اسكت او اعتزل الصحافة .
ورغم انني عزفت ان اطلب الامر ثانية حتى بعد ان اصبحت صحتي لا توافقني ان اناكف من لا احبهم وبالمعنى الرئيس اكرههم .. لان عنظزتهم اصبحت مثل أكل لحوم الاموات من الانسان .. فان عنادي جعلني ان اصاحب احدهم ممن صرفت له بطاقة للحضور .. فغدا ( يعلفني ) بكل ما يدور هناك .. ولكن ذلك لم يغير من الامر شيئا .. وبقيت على حال من البعد عن واشنطن ..
ملحوظة :
يوم سقوط الرئيس الذي كان يعتبر نفسه الها .. ولا اله الا هو .. بدأت ارقص في المنزل فقالت لي زوجتي .. ماذا تفعل يا رجل .. قلت لها .. اني احتفل بفوز الرئيس ترامب .. قالت : ترامب لم ينجح .. لقد سقط سقوطا ذريعا وهو يكرر في كل دقيقة انه الفائز .. قلت .. حقيقة .. انه صادق .. لقد نجح .. ولكن نجاحه جاءبالويلات على نفسه وعلى امريكا نفسها .. لذا ترينني ارقص .. ولا ادري لماذا ارقص .. فربما كان من تولى بعده ربما .. اقول ربما .. كان اسوأ منه . وتحياتي ..