المهمة الوطنية الفلسطينية الاولى في العام 2022: بقلم : نواف الزرو – الاردن

آراء حرة ….
بقلم : نواف الزرو – الاردن …
مواجهة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الاجرامي المنفلت…!.
لا شك ان المعارك الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني كبيرة وواسعة على امتداد مساحة الوطن المحتل من اقصاه الى اقصاه، غير ان العنوان اعلاه “المهمة الوطنية الاولى: “مواجهة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الاجرامي المنفلت” ليس عفويا او عابرا، وانما هو عنوان يلخص ويكثف لنا المشهد الفلسطيني الراهن برمته، ففي ضوء ما نتابعه على مدار الساعة من هجمات واعتداءات اجرامية يشنها المستعمرون الارهابيون الصهاينة على الارض والانسان الفلسطيني على امتداد مساحة القدس والضفة حصرا، وتابعنا ذلك مؤخرا على نحو اجرامي لا سابق له في بيتا وبرقة واخواتهما الفلسطينيات، فان هذه القضية يجب ان تحتل قمة الاجندات والبرامج السياسية والنضالية الفلسطينية….!
وفي هذا السياق الاستعماري الاستيطاني دعونا نتابع أحدث واخطر معطيات الاستعمار الاستيطاني ، فوفق تقرير موثق فقد وصل عدد الاعتداءات الجسدية التي شنّها المستوطنون في الضفة الغربية إلى 250 منذ مطلع العام 2021، مقارنة بـ100 في العام 2019، أي بارتفاع 150%، بحسب المحلّل العسكري لموقع “هآرتس”، عاموس هرئيل. كما سجّلت 60 مواجهة بين المستوطنين وبين قوات الأمن الإسرائيليّة منذ مطلع العام، مقارنة بـ50 في العام 2019. وسُجّل 135 اعتداء بقذف المستوطنين الحجارة على الفلسطينيّين منذ مطلع العام، مقارنة بالعام 2019.
كما جاء على لسان المدير العام لمعهد الأبحاث التطبيقية في القدس (أريج) جاد اسحق-الإثنين 01 نوفمبر 2021- “أنّ عدد المستوطنات في الضفة الغربية وصل إلى (199) مستوطنة، تضاف لها 220 بؤرة استيطانية، يقطنها 913 الف مستوطن منهم 350000 مستوطن شرقي القدس، مشيرًا إلى أنّ مساحتها تبلغ (542 كم مربعا) والطرق الالتفافية بطول (946 كم”.وأوضح جاد، خلال لقائه عددا من الصحفيين، أن المستوطنين نهجوا نهجا جديدا في الاستيلاء على الأراضي من خلال انشاء بؤر رعوية، وعلى الأخص في منطقة غور الأردن، حيث أقيمت 21 بؤرة استيطانية بشكل غير قانوني في المنطقة.وأشار إلى أن الاحتلال – منذ احتلاله الضفة الغربية- أصدر 113 امرا عسكريا خاصا لإنشاء 23 مستوطنة صناعية على ما مساحته 19831 دونما، إضافة الى ان الاحتلال كشف عن مخططات لإنشاء 35 مستوطنة صناعية أخرى في الضفة الغربية على ما مساحته 25073 دونما من الأراضي الفلسطينية.ولفت الى ان الاحتلال أعلن عن (140) موقعا كمحمية طبيعية في مختلف انحاء الضفة الغربية، وهدم ما يزيد على (250) منزلا فلسطينيا (منازل وخيام وبركسات سكنية) وما يزيد على (450) منشأة (بركسات حيوانية، ومخازن، ومحلات تجارية) بذريعة عدم الترخيص، بالإضافة لإخطار اكثر من (350) منزلا ومنشأة أخرى بالهدم.
كما كشف تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يعدّه المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، عن “هجوم استيطاني شرس” في عمق الضفة الغربية المحتلة، ومشاريع تهويد جديدة تستهدف قلب مدينة القدس المحتلة- السبت 06 نوفمبر 2021″، وأشار التقرير إلى أنّ حكومة الاحتلال تركّز نشاطاتها الاستيطانية في القدس دون أن تبطئ من وتيرة هذه النشاطات في بقية محافظات الضفة الغربية، لافتًا إلى أنّ مشاريع الاستيطان الكبرى في القدس تهدف إلى نقل تواجد المستوطنين إلى قلب المدينة، لتعزيز السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي عبر نشر البؤر الاستيطانية وثكنات الجيش وشبكات الطرق التي تقطع السبيل على التواصل الجغرافي بين الأراضي الفلسطينية.ولفت إلى أنّ حكومة الاحتلال تنفذ، في عمق الضفة الغربية المحتلة، خطوات استيطانية كبرى، حثيثة ومتدحرجة، ففي الأشهر الأربعة والنصف الأولى من عمرها عملت بنشاط لتعزيز المستوطنات، وتعميق الاحتلال “الإسرائيلي” للأراضي الفلسطينية، وأبرزها: الترويج لمجموعة من خطط البناء في المستوطنات ومنها مخططات بناء 3000 وحدة التي صادق ما يسمى “المجلس الأعلى للتخطيط في الإدارة المدنية” عليها.
ل كل ذلك وغيره الكثير نعود مرة اخرى لفتح ملف الاستعمار الاستيطاني الصهيوني المرعب الذي يجتاح الضفة الغربية وينهب الارض فيها مترا مترا بل وشبرا شبرا، بعد ان اجتاح الصهاينة فلسطين المحتلة عام 1948، ونعتقد ان هذا الملف اليوم هو الاهم والاخطر في المشهد الفلسطيني منذ النكبة، ويجب ان يبقى مفتوحا وان لا يغفل عنه ابدا، لأن الاستيطان يعني النهب والسلب والتهويد وإقامة حقائق الامر الواقع بهدف تخليد الاحتلال والاستيطان حسب مخططهم، وهو التحدي الاستراتيجي الاكبر امام الفلسطينيين، بل يعتبر أخطر مظاهر الإجرام الصهيوني الى جانب سياسات التطهير العرقي المجازري الاجرامي، وهو الترجمة الاساس للمشروع الصهيوني على الارض الفلسطينية، فبدون الاستيطان لم تكن لتقوم “اسرائيل”.
كتبنا ونشرنا سابقا العديد من المقالات والدراسات والتعليقات حول هذه القضية الجذرية، ونعود مرة ثانية وثالثة ورابعة لنكتب وننبه: ان تطورات المشهد الفلسطيني اليوم تثير القلق اكثر من اي وقت مضى، فنحن نتابع الموجات المتلاحقة من الهجمات التي يشنها المستعمرون المستوطنون الارهابيون الصهاينة على مختلف الاماكن الفلسطينية بحماية جيش الاحتلال وغطاء حكومة الاحتلال بكامل اركانها، وهذه الهجمات مرعبة بكل معنى الكلمة، ونحن لا نقصد إثارة القلق والتشاؤم هنا، بل نقصد لفت الانتباه الى ما يجري فعلا في انحاء القدس والضفة، فبعد أن آلت المواجهة الاخيرة (من هبة وانتفاضة وجولة حربية) الى ما آلت اليه من “وقف لاطلاق النار”، نتابع كيف تواصل سلطات الاحتلال بجيشها ومستعمريها عمليات وهجمات السطو المسلح على الارض الفلسطينية وعملية الانتهاكات في الشيخ جراح والاقصى وسلوان من جهة اخرى، بل ان الاستعمار الاستيطاني يتمدد ويتغول في القدس والضفة بما لا يخطر بالبال، والاحتلالات الاستيطانية تتمدد وتنتقل من جبل الى آخر في الضفة، فان السؤال الكبير على كل الاجندات والنقاشات الفلسطينية:
طيب، وبعدين…الى متى سيستمر المستعمرون المستوطنون الارهابيون بجرائمهم في القدس و الضفة وامتدادا الى حدود غزة وفلسطين المحتلة 1948….!؟
والاهم: كيف يمكن ردع هؤلاء المستعمرين المجرمين الذين يصولون ويجولون قتلا وتدميرا وتخريبا واستيطانا …؟!
نراهم اليوم في كل مكان على امتداد مساحة الضفة: من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب….يمارسون السطو المسلح على الارض والناس وبدعم وغطاء كامل من جيش الاحتلال…؟!
نعتقد ان المهمة الوطنية الاولى لكافة القوى والفصائل الفلسطينية هناك يجب ان تتركز في مواجهة العصابات الارهابية الصهيونية المحمية والمدعومة من حكومة وجيش الاحتلال، وفي مواجهة غول وتغول الاستيطان الذي ينتشر كالسرطان في الجسم الفلسطيني…!
نفترض اننا وبعد الهبة -الانتفاضة-الجولة الحربية امام معادلات جديدة تحطمت فيها بعض المحرمات الصهيونية، واننا نحو غد فلسطيني-عربي مختلف ومشرق….؟!
غير ان هذا الاستعمار الاستيطاني سيبقى كالخنجر في الخاصرة الفلسطينية اذا لم يتم وقفه واحباطه… وتفكيكه….!
نتمسك دائما بالامل والتفاؤل والايمان والعمل…ّ!

Nzaro22@hotmail.com