الملك وحده لا شريك له …بقلم : عدنان الروسان – الاردن

آراء حرة ……
بقلم : عدنان الروسان – الاردن ..
بات واضحا تماما أن مجلس النواب هو مجلس ديكور كما صرح ذات يوم الرئيس الحالي للمجلس و أنه ليس مجلسا للتشريع و لا للرقابة بل مجلس لخدمة أعضاءه السادة النواب و لحصولهم على رواتب و حوافز و سيارات من دافعي الضرائب ، فتصريح الملك بقبوله بمشروع حلف الناتو النسخة العربية لصحيفة سي ان بي سي CNBC الأمريكية دون أن يربط ذلك بموافقة الشعب او موافقة المجلس النيابي او أي جهة أخرى أو حتى أن يقول ان شاء الله و الأخذ على عاتقه وحده لا شريك له بقبول الناتو حلفا عسكريا بين الأردن و مصر و البحرين و الإمارات و السعودية و اسرائيل يكرس مبدا ولاية الفقيه الأردني مقابل الفقيه الشيعي و يصبح الأردن مرهونا بصورة مباشرة و كاملة بالمعصوم أية الله الملك عبدالله الثاني قدس الله سره و على الشعب الأردني أن يتحمل النتائج مهما كانت.
بعد توقيع الإتفاقية العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية و اقامة اثنتا عشر قاعدة عسكرية في شمال و شرق الأردن و دون أن تمر تلك الإتفاقية على مجلس النواب او الحكومة و تحصين هذه القواعد بحيث ان أحدا ما مهما كان منصبه او رتبته بما في ذلك رئيس هيئة الأركان لا يستطيع ان يزور تلك القواعد دون اذن مسبق كما أن الجنود الأمريكيين محصنون ضد اي عقوبة حتى لو قتلوا او دعسوا او خطفوا مواطنا اردنيا ، يأتي موضوع الناتو العربي و الذي قرر الملك ان يكون الأردن جزءا منه دون أن يعلن اي زعيم عربي اخر ذلك حتى الآن و دون أن يشرح لنا أحد ماهو هذا الناتو العربي و موجه ضد من.
قواعد عسكرية أمريكية في الأردن و عشرات الآلاف الجنود و رادارات تغطي المنطقة كلها كل هذا لمن و موجه ضد من ، بالتأكيد ليس ضد اسرائيل فهي دولة صديقة و لها سفارة في رابية عمان و علمها يرفرف خافقا في المعالي ، و الحلف ليس موجها ضد العراق فأمريكا موجودة بقضها و قضيضها في العراق و لا تحتاج لنا في العراق و ليس موجها بالضرورة ضد سوريا فسوريا تعج بالقوات الأمريكية و البريطانية و الفرنسية و الروسية و التركية و الإيرانية اضافة الى عشرات الميليشيات الممولة من دول عربية كثيرة …
إذن لمن يتم حشد كل هذه القوة الهائلة و هذه القواعد ..؟!
يبدو أن هذا الحشد و هذا الحلف العربي الإسرائيلي الأمريكي له وجهتان و هدفان ، روسيا و ايران ، فالحرب الأوكرانية ربما تكون أتت في غير وقتها لأمريكا و الغرب ، و الغرب لا يريد مواجهة مباشرة مع روسيا قد تصل الى حرب نووية فتزول دولا و مدنا غربية عن الأرض و بالتأكيد ستزول مدنا روسية لكن الضرر الواقع على لندن و باريس و واشنطن سيكون أكبر بكثير جدا لإعتبارات جغرافية و لوجستية كثيرة ، و من هنا فإن الولايات المتحدة قد تفتعل حربا مع ايران عندنا في الشرق الأوسك سيء الحظ و هي تعلم أن مثل هذه المغامرة ستجر الولايات على المنطقة لكن لا يهم ما دامت الولايات المتحدة الأمريكية بأمان.
ما دخلنا نحن في الأردن في كل هذه الفوضى ، ماهي مصالحنا في الدخول في حرب نعلم أننا سنكون وقودا لها ، اذا كان هناك مصالح لنا فالأولى ان يتحدث الملك لنا و ليس للمجلات و الصحف الأمريكية ما علاقة أن نكون نحن أصحاب الشأن و الحديث للصحف الأمريكية السنا نحن الشعب الأردني ، اليس ابناؤنا ابناء القوات المسلحة الأردنية هم من سيكونون في اتون المعركة و لهيبها ، ماذا سنستفيد ، لماذا لا يتحدث الملك الينا و يخبرنا عن تفاصيل هذا الحلف و ما دورنا فيه و ماذا سنستفيد منه ، هل سترتفع رواتب الجنود مائة بالمائة مثلا فيقبرون الفقر ، هل ستدفع لنا أمريكا و الخليج ما يسد جوعنا و يروي عطشنا و يجعلنا نكف عن الإقتتال على حاويات القمامة ، هل سيصلحون لنا الطرق و يستخرجون لنا النفط و الماء ..
اسئلة كثيرة و قاسية و محرجة و لكنها منطقية و تحتاج الى اجابات ..
أعتقد أن الوقت قد حان كي يتذكر الملك أن الأردن ليس زيد و سمير الرفاعي و لا الدغري ابو الحقائب المحشوة بأموال الأردنيين المهربة الى كندا و اوروبا و لا المخرفنين من الرؤساء السابقين و وزير الأوقاف الذي يحارب دور تحفيظ القرءان الكريم و أصحاب مغاسل الأموال و الفاسدين و المتشعبطين …
الأردن هو الأردنيين من شتى اصولهم و منابتهم ، الأردن هو اربد و السلط و الكرك و الطفيلة و المفرق و عجلون و معان و البادية و الأغوار و المسحوقين المسروقين و ليس فقط ابناء احياء الفصل العنصري في الأبارتهايد الرسمي الأردني ، الأردن هو نحن ، و نحن الأردن و لم نفوض أحدا لا الملك و لا غيره ان يبت في قضايا كبيرة جدا تمس أمننا و أمن ابناءنا و أحفادنا دون مشورتنا ، سكتنا عن الأموال التي نهبت و عن الفوسفات و الميناء و الصوامع و البوتاس و المياه و الكهرباء و وليد الكردي و الملاذات الآمنة و القنصليات المكلفة بالتهريب ، سكتنا عن كثير جدا من حقوقنا و من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام ، تعبنا و هرمنا و أنتم ترفلون باثواب العز و تعيشون باموالنا في قصور غناء على الأرائك متكئين باموالنا و عرق جباهنا و حليب اطفالنا و قوت اولادنا و دموع نسائنا …
نحن الذين تعرفون ما فعلنا تعاملوننا كأبناء الإماء و ملك اليمين و أولئك ابناء الملاهي و اللقطاء سيدتموهم علينا ، نحن الذين بنينا ، نحن الذين ضحينا ، نحن الذين قاتلنا و خضنا كل معارككم و التي تبين انها كلها معارك ضد طواحين دون كيشوت الهوائية و كنا نظن انها معارك تحرير و معارك وطن ، نحن الجائعون في الوطن بينما أنتم تتنقلون بطائراتكم و يخوتكم و كأننا عبيد و الأردن مزرعة و أنتم الها علينا ….
اذا اطلقت طلقة واحدة من الأردن ضد ايران او حزب الله او روسيا فسنكون نحن شهداء لماذا …!! شهداء لبايدن و أمريكا ام لجونسون و بريطانيا العظمى أم لديانة ابراهيم التي يروج لها شيوخكم الذي كفروا و يحاولون تكفيرنا …
تعبنا من كثرة ما كتبنا و نعلم أن مانكتب لا تقرؤونه لأسباب كثيرة ، لأنكم تحتقرون هذا الشعب الذي يقبل كل شيء و لم يعد يكترث بشيء لأنكم اوصلتموه الى غيابة الجب و لا سيارة اتت لتقول يا بشراي هذا شعب و يسرونا بضاعة…
الناس تغلي ايها الملك ، الناس تعبت ، بعض من معكم يشتمون الشعب الأردني من خالد طوقان للسيدة تبعت وزير المياه و لا نراك تنتقم للشعب مرة واحدة و لا نراك تتحدث لنا مرة واحدة و كتاب و مفكروا الدعسة السريعة يزينون لكم كل شيء بلغة بليغة و يتفنون في النفاق و بعضهم على حافة القبر و ما يزال ينافق لأنه يظن أن لكم حظوة يوم القيامة تحميه من جهنم و لهيبها…
كتبت لك كثيرا و أنت لا تعرف من أنا بين الناس لأنك لا تهتم بالناس بل تهتم بأمثال باسم عوض الله و لم تتنبه له و لأمثاله الا بعد ان مكنته من سرقتنا و لم تعتذر لنا حتى على سوء تقديرك له و سوء تقديرك لنا…
سنلتقي ذات يوم …. هناك حيث ينادي الله أنا الملك و لا أدري حينها هل سيضع التلفزيون الأردني أغنية هاشمي هاشمي أم سنرى المنافقين الذين نافقوا و غشوا و سرقوا و غرروا بالشعب و بالملك مشفقين مما هم فيه ، ” فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلْكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحْصَىٰهَا ۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ”
سيقول لك البعض ان هذا الكلام قاسيا و فيه تطاول و اطالة لسان و أنا اقول انني ناصح أمين علني أجد لنفسي عذرا عند الله و علك تسمع مرة و تأخذ ما نقول بحسن نية …
مرة أخرى … اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد
وقد نقول غدا وداعا يا أردن وة داعا لا لقاء بعده ..