المقاومة و الشعب الفلسطيني يهزمان أعتى قوة في الشرق الاوسط – بقلم : سفيان الجنيدي

دراسات …..
بقلم سفيان الجنيدي – كاتب فلسطيني …
يوماً بعد يوم تفاجئ المقاومة الفلسطينية الباسلة العدو الصهيوني و الجماهير العربية على حدِ سواء بتفوقها و قدراتها الفائقة و الذكية في إدارة الحرب ضد العدو الصهيوني الغاشم .
و مما لا شك فيه أن المقاومة الفلسطينية الباسلة إستطاعت تحقيق إنجازات نوعية غير مسبوقة من حيث إلحاق الخسائر الفادحة و الاضرار الجسيمة بالعدو الصهيوني، و زيادة الشرخ في الحياة السياسية في الكيان الصهيوني، و دب الرعب بين قطعان الصهاينه، و كذلك لم تغفل أيضاً الحرب الإعلامية و النفسية و أستطاعت إدارتها بنجاح و تميز منقطعي النظير.
و لقد أكدت وسائل الاعلام الصهيونية على ذلك ، على الرغم من منع النشر و التعتيم الذي يفرضه جيش الاحتلال عليها ، إلا أنها أفادت و في اكثر من نشرة إخبارية بأن المقاومة الفلسطينية لم تخسر الحرب و على أقل تقدير إن لم تنتصر عسكريًا فإنها حققت نصراً معنوياً لم يمكن إغفاله.
و قطعاً ان ما تحققه المقاومة الفلسطينية الباسلة في صمودها الأسطوري ،امام أعتى قوة عسكرية في منطقة الشرق، يشكل معجزة حقيقية بكل المقاييس، و هذا الكلام ليس من قبيل شحن العواطف و الهمم و ليس من قبيل الخيال و أحلام اليقظة، فالمقاومة و الشعب الفلسطيني حققا سلسلة من المكاسب و التي يمكن تلخيصها بما يلي :
اولاً: نجحت المقاومة الباسلة في إدارة و كسب المعركة الإعلامية، من خلال دقة البيانات التي قدمتها ، و كذلك تحديها البطولي في تحديد ساعة و وجهة القصف، و إعطاء العدو الفرصة للإستعداد و لإعادة تنظيم خطوطه، وعلى الرغم من ذلك نجحت في قصف الجهة التي اشارت إليها و في الساعة التي حددتها، و كبّدت العدو خسائر فادحة، لتثبت للعالم أجمع مدى تطور قدراتها العسكرية، و على النقيض مدى ضعف و تداعي إمكانات العدو العسكرية.
ثانياً: زادت المقاومة من حدة و وتيرة الحرب النفسية و الإعلامية مع العدو الصهيوني، و ارادت التاكيد على تفوقها في هذا المضمار، فقامت بالتلاعب بالعدو الصهيوني ، و وجهت له الصفعة تلو الأخرى، لتختتمها حتى كتابة هذا المقال ، بصفعة و طرفة معنوية جديدة، حيث قام المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية ” حماس” ، السيد أبو عبيدة في تحدٍ صارخٍ و ساخرٍ للرأي العام الصهيوني، و نقل لهم تعليمات القائد البطل و المتحكم الفعلي بالداخل المحتل ” محمد الضيف” بفرض منع التجوال في منطقة تل أبيب و ضواحيها، و التزمت قطعان الصهاينة ، و لم يتم تسجيل أي إختراق لتعليمات حاكم تل ابيب و الداخل المحتل، القائد محمد الضيف.
ثالثًا: ربما أن من أهم تداعيات الهبة الفلسطينية المباركة، الآثار النفسية التي تركتها آلة القتل الصهيوني الهمجية ، على جيل التحرير المستقبلي من أبناء الشعب الفلسطيني و العربي ، والذين لم يعايشوا من قبل أي من الحروب و المجازر الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني و العربي، و بذلك استطاع الجيل الجديد أن يرى بأمِ أعينه مدى وحشية و سادية، و المجازر التي إقترفتها قطعان الصهاينة بحق أهاليهم العُزّل، و هذا النشئ الجديد هو نفسه الذي سيأتي دوره يوما ما في الإقتصاص من الصهاينة المجرمين، و عليه سيتم إنتقال شعلة النضال من جيل إلى جيل حتى يتم دحر الغزاة و تحرير جميع أراضي فلسطين التاريخية.
رابعاً : أخرست هبّة أبطالنا في الداخل الفلسطيني، الطابور الخامس، و اذناب الحكومات العربية العميلة، و التي حاولت جاهدة النيل من فلسطيني الداخل ، و وسمتهم بأقذع الصفات من قبيل العمالة و الانبطاح، في محاولة منها إقناع شعوبها بأن الشعب الفلسطيني باع قضيته و أراضيه و انه لا يستحق الدعم و المناصرة ، إلا إنتفاضة الشعب الفلسطيني في كل فلسطين التاريخية أفشلت جميع مخططاتها و سياساتها العميلة و الخبيثة.
خامساً: أظهرت الهبّة المباركة لابناء شعبنا المناضل في الداخل المحتل عام ١٩٤٨ الفشل الذريع لسياسات الكيان الصهيوني في تهويد و تدجين فلسطيني الداخل المرابطين.
سادساً : أثبتت الهبة المباركة لجميع مكونات الشعب الفلسطيني ، في الداخل المحتل، و في القدس، و الضفة الغربية، وفي غزة الابية، عقم و ضعف إمكانات جهاز الاستخبارات الصهيوني ” الموساد” ، و الذي لم يستطع إمداد إدارته السياسية بالحد الأدنى من المعلومات الدقيقة و الموثوقة، و بذلك سقطت إسطورة الجهاز الانجع و الاذكى و الأكثر فاعلية في العالم.
سابعاً : تساقطت هيبة و قدسية الصنم الصهيوني، و الذي تم الترويج له طويلاً من الأنظمة العربية المتخاذلة ، و عليه نتمنى على الأنظمة العربية التوقف عن عبادته، و تطهير بلدانهم من دنسه، و العودة إلى عبادة الحق جلّ في علاه.
ثامناً: أظهر تماسك و صمود المقاومة الفلسطينية عجز و فشل جيش الاحتلال الصهيوني ، و الذي يعد الجيش الأقوى في منطقة الشرق الأوسط ، من الحد من القدرات العسكرية لها و أقتصرت إنجازاته فقط على ممارساته السادية و الهمجية في تقْتيل الشعب الفلسطيني الأعزل.
تاسعاً : الاضرار الجسيمة و الفادحة غير المسبوقة، و التي ألحقتها المقاومة الفلسطينية الباسلة في العمق الصهيوني، زادت من حالات الهلع و الرعب في الرأي العام الصهيوني، و من المؤكد ان تداعياتها ستؤدي إلى الهجرات الصهيونية الكبيرة، هروباً من وطن مكذوب، لا امان و لا إستقرار فيه.
عاشراً: نتيجة لإنتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد بإستطاعة الكيان الصهيوني إخفاء الاضرار، والخسائر الفادحة التي تكبدها، من جراء القصف الصاروخي العنيف لاذرع المقاومة الباسلة، حيث أن الكاميرات الشخصية قامت بتوثيق النيران، و هي تلتهب المنشآت الكيماوية، و انابيب النفط، ناهيك عن الاضرار الفادحة و الجسيمة التي لحقت بالمطارات و المباني و البنى التحتية و الحافلات و السيارات إضافة إلى توثيقها لجثث قطعان الصهاينة.
الحادي عشر: أشرنا في مقالٍ سابقٍ، إلى حالة الانهيار التي تعيشها دولة الكيان الصهيوني، و ما يؤكد على ذلك، إعتراف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بعجز دولة الكيان الصهيوني عن حماية رعاياها، وإقراره بإستحالة تصدي و إعتراض القبة الحديدية لجميع الصواريخ، و من جهة أخرى أدت المقاومة الأسطورية للشعب الفلسطيني إلى زيادة الشرخ في الحياة السياسية الصهيونية ، والتي شهدت سابقة جديدة من نوعها، حيث أبدت شريحة واسعة من الساسة الصهاينة رفضها و عدم تأييدها للحرب ، و التي حسب زعمهم كانت عبارة عن مغامرة سياسية غير محسوبة النتائج، و جاءت بالويلات عليهم، و أكدوا انها لم تكون في صالح كيانهم، بل انها كانت محاولة من نتنياهو لإنقاذ مستقبله السياسي، ناهيك عن السابقة غير المعهودة في الكيان الصهيوني، حيث أن أقلام الصحفيين و المفكرين الصهاينه إعترفت بمدى الجحيم الذي يخيم على الكيان الصهيوني، بل أن الصحفي و الكاتب الصهيوني جدعون ليفي في مقال له بتاريخ ١٣/٥/٢٠٢١ و المنشور في صحيفة هآرتس الصهيونية ذهب أبعد من ذلك و قال بالحرف الواحد ” لا أعرف كم من الوقت نستطيع ان نبقى في هذه الظروف ، فالجحيم فوق رؤوسنا، و نحن نعيش الان في الملاجئ و حياتنا و اعمالنا مشلولة و معطلة، اعتقد انه قد حآن الوقت، للهروب بإتجاه أوروبا و التي عليها إستقبالنا و منحنا حق اللجوء” .