آراء حرة …..
عبد الرحيم الماسخ – مصر
ما كان لمعرض الكتاب ان ينطلق ثم يعود ادراجه بخفي حنين ، لكن حركة النشر صارت تتقلب في جو مشحون بالغبار، كل شئ يتعرض لامواج الغلاء المتتالية، و المعروف ان الثقافة هي الراس ، لذلك كانت و مازالت اول ما يتاثر بالصحة و العافية و الثراء و كذلك بالمرض و التحلل و الضياع و كل ما يدب في اجساد الامم، كما ان العقل يحتاج الي غذاء متوازن مستمر يجعله في نشاط دائم ، حتي يستطيع استيعاب كل ما حوله من المدركات بما في ذلك البوادر و الاحتمالات ، مع دوام الربط التاكيدي ما بين المتخيل و المستقبل الواقعي، الظروف هنا دائمة الاختلاف ، و المعروف ان القطاع الخاص توظيف مادي لحركة الحياة ، فاذا كانت الحركة مادية كالسكن و الماكل و المشرب ،،، كان التوافق ايجابيا متيسرا، اما في احوال الفكر المتحرك نحو المامول فقد تختلف الطرق ، لذلك احتاجت المواهب من كل التخصصات الي امكانيات عظيمة خارج حسابات و خطط التحرك الروتيني المتدرج ، الان اصبح الفرق واضحا ما بين الطموح المخطط و الامل الموكول للحظ ، المعرض لا يستطيع احتكار سوق النشر علي حدة ، لكنه ترتيب يجب ان يندفع متاثرا بما حوله ، مثلا لو تم طرح كتاب معروف القيمة لتهافت اهل الاختصاص لاقتنائه، فاذا لم يتم طرحه طلبه الطالبون بنفس النسخ دون ابطاء ، اذن لماذا يتهافت البعض علي المعرض؟ للفرجة احيانا و لحضور الانشطة الثقافية، و لاقتناء ما تيسر من الكتب، النظام الثقافي داخل المعرض غير مخطط في معظمه و يعتمد المجاملات و العلاقات العامة، لذلك تركت انشطته الحركية معظم المثقفين مهما علا شانهم في اقاليمهم و اكتفي المنظمون بمن يعرفون دهاليز المشاركة الدورية علي الدوام، دعم الكتاب رسالة الحياة لمن تريد، و اذا ارادت البلاد اتساعا جديدا للفجوة الطبقية فما عليها الا ان توقف مجانية الثقافة، الثقافة لا يجب ان تكون حجرا علي البعض، فلا المعرض و لا دور النشر و لا مكتبة الاسرة و لا وزارة الثقافة كل ذلك لا يمكن ان يملك صك الثقافة الشاملة، لكن المحاولات الجادة لتنشيط التاليف و الترجمة وتغذية العقول بكل جديد يجب ان تكون هدفا قوميا لا يجب الحيد عنه تحت ظرف ما و ان كان ظرفا اقتصاديا، فالثقافة مواطنة و امن عام و توافق عقلاني و رؤية موحدة للحاضر و المستقبل !