الكوكب الغريب

التصنيف : الشعر (:::)

خليل ناصيف – فلسطين المحتلة (:::::)

لا يلائم المكان مقاساتنا

نعلق في عنق الساعة الرملية

من فوقنا الساعات

من تحتنا الزمن المنسل …

يخنقنا الرمل

يجفف احلامنا …

قضيتُ وقتا أكثر مما ينبغي في هذا الكوكب الغريب ..

لا زجاجة مرطبات على الطاولة

لا نادل يطلب مني الرحيل …

لأ صديق يأخذ بيدي لا صديق ..

لا يلائم المكان مقاساتنا

الترزي اصابه الجنون

كتب المقاسات على قطعة خبز بالحليب

وقدمها لقطة جائعة …

2

ماري

لم يتضرج وجهها حمرة , لم تصبغه بالمساحيق ..

تبدو شهية للشفاه النهمة وراء زجاجة النبيذ ..

أيها الحمقى بالطموحات الشهوانية

أحدكم صفعها مساء اليوم بكف ملطخة

بدم الحمل الصغير الذي نام في بطونكم في وجبة العشاء

جانيت

ماري

كم انت جميلة فرنسية

في سفية قراصنة

تعوم في دم الحمل الصغير !

3

قط

البطانية كانت بالية

والقط وسيلة التدفئة الوحيدة للجسد والروح ..

لم يكن نمرا يزأر

بل انياب البرد والوحدة

التي تعض !

البطانيةُكانتبالية

في الغرفة الباردة

على سرير الرجل العجوز

يستلقي قط أشقر

كنقش نمر سيبيري غلى بطانية فاخرة !

4

بخطوات مكتومة

مشت امامي ..

خفيفة الحزن زرقاء السائل الحامض في الكأس ..

وراءها مشيت ُ ظلا ابيض

لا يسبقها

أنا كائن من ماء

لا يتقن المشي على الزجاج …

5

بيني وبينك

خطوة بين رصيفين

تعبرنا المرايا مغبرة الوجوه

ولا نعبر الطريق الينا ..

غاضبة مني

غاضب منك

والغضب الزائف بيننا سيل زئبق

من كف ساحر شرير …

يقتل وجهي

يقتل وجهك

يحولنا الى طفلين خائفين من الصور

في منزل المرايا المحدبة

كهذا الطريق

الاحدب بيننا ..

6

لوحتُها

وباغتُكِ في لحظة

مابين ضربة فرشاة ولوحة رسم

حائرة بين أنصاف المشاهد ..

أكبرُ من تلميذ مدرسة لأقترح الصاق لوحتين بالغراء الرخيص

أصغرُ من زوجك الانيق لأقترح شراء لوحة جاهزة …

وقفتُ كصديق طيب

أفكر لك بحل …

أكثر مما ينبغي وقفتُ

وبينما كنت أحبك كنت تكملين لوحتك :

وجهٌ بعينين مختلفتين …

عين امرأة مندهشة

عين رجل عاشق …

تضعين لمساتك الاخيرة على اللوحة المزدوجة

وتوقيعك (سما ) …

يا لجرأتك

كنت اظن نصف اللوحة ملكي

قبل سماعك تقولين :

“شكرا

كنت ممتازا

أيها الموديل ” ….

—————–

خليل ناصيف

رام الله

nasif.khalil@gmail.com