اراء حرة (:::) عدنان الروسان – الاردن (:::) يتواصل المشهد المأساوي العربي ، تنظيم الدولة الإسلامية يبث الرعب في صفوف النظام الرسمي العربي ، و الحوثيون يقلقون منام السعوديين و جماعة خراسان التي لم تبدأ أعمالها بعد فعليا تنتظر ساعة الصفر لتكمل ما قد تكون عجزت عنه القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية أو تنظيم داعش كما يحلو للإعلام العربي الرسمي تسميته ، مشهد القتل والذبح والحرق و الدمار يتواصل ، و مشهد الشجب الرسمي العربي و إطلالة الزعماء العرب الغاضبة على شاشات المحطات الفضائية تتواصل و تحليلات كتاب الدعسة العربية السريعة تتواصل و تغريدات ضاحي خلفان جيمس بوند الإمارات العربية المتحدة ماتزال تتوالى ، و تثاؤب الرئيس الأمريكي الريس اوباما ما يزال يتواصل أيضا . النظام الرسمي العربي يعيش حالة إنكار فظيعة تكاد تصل إلى حد المرض النفسي ، فهم لا يريدون أن يناقشوا لماذا داعش و لماذا كل هذه الشعبية التي تسري همسا سريان النار في الهشيم في صفوف الشباب العربي لداعش ، و يريدون أن يقنعوا أنفسهم والآخرين و لو بالقوة أن الكل يكره داعش فالذي يمدح داعش إرهابي والذي لا يدين داعش ارهابي والذي لا يشجب داعش إرهابي والحركات الإسلامية التي لا تشتم داعش على شاشات التلفزيون إرهابية أي أن الخيار الوحيد أمامك كي تثبت ولائك العربي وانتمائك الوطني هو أن تشتم داعش ثم يقولون ” ياخي هاي كل الناس تكره داعش ” أليس هذه حالة مرضية مستعصية تحتاج إلى علاج . طيب ، لماذا لا تحاجج الأنظمة العربية الفكر الداعشي بالفكر الرسمي للدولة القطرية العربية ، لماذا لا نضع أحد منتسبي داعش مع أحد الموالين لأحد الأنظمة العربية و نرى حوارا بينهما لنرى من حجته أقوى ، بلاش داعش ، لماذا لا نرى حوارا بين أحد أقطاب الإخوان المسلمين و بين أحد رجالات النظام العربي الرسمي ، زعيما مثلا ، أو تابعا من الأتباع ، ضاحي باشا خلفان مثلا لنرى حجة ضاحي خلفان و حجة الإخونجي و نحكم من على حق و من على باطل ، من حجته أقوى و من يقدر أن يقدم نفسه بصورة أفضل للجماهير ، لماذا يعيش النظام الرسمي العربي حالة إنكار للتوجه الإسلامي للمجتمعات العربية كلها و الرغبة الجامحة لدى الشعوب العربية لحكم إسلامي ، لماذا لا يريد أحد أن يستخلص العبر من انتخابات مصر وانتخابات الجزائر وانتخابات فلسطين و من كل انتخابات حرة نزيهة في العالم العربي التي لا يمكن أن تحصل دون أن يحصل فيها الإسلاميون ايا كانوا على الأغلبية الساحقة من الأصوات أو أن يفوزوا فيها على الأقل . ألا يرى النظام الرسمي العربي أنه يورد المنطقة موارد التهلكة و أن السنن الكونية الجبرية تسير بصورة قطعية نحو زوال النظام نفسه بصورة دموية ، هل هناك بلد عربي واحد ليس فيه اضطرابات أو قتل أو ذبح أو تفجيرات أو خلايا نائمة أو خلايا قائمة أو حرق أو تهشيم أو تهميش أو إقصاء إلى أخر كل المفردات التي يمكن أن نجدها في القاموس العربي والتي تؤدي نفس المعاني ، لماذا لا نسمع صوت العقل مرة واحدة من النظام الرسمي العربي بعيدا عن التطبيل والتزمير والأغاني للقائد الأعظم والزعيم الأوحد و الرئيس الخالد و غير ذلك من السفاهات التي ما عادت حتى تثير الضحك في نفوس الناس كما كانت تفعل يوما ما . لماذا لا نسأل أنفسنا يوما لماذا داعش ، من أوجد داعش ، لماذا تحظى داعش بكل هذه القوة و هذا التأييد و هذا الدفع الهائل ، إن قلتم أن أمريكا ورائها فلنتوقف إلى هذا الحد من الحديث و لنذهب لنقاتل أمريكا التي تدعم داعش ، أما إن أردنا أن نحل المشكلة و نخرج من حالة الإنكار التي نعيشها فلنبحث عن الأسباب الحقيقية التي تجعل من داعش عملاقا بغض النظر عمن يقف ورائها ، داعش كانت بسبب الفساد الكبير الذي كان و ما يزال يعيشه النظام الرسمي العربي من نهب للثروات و سرقة لأموال الأمة وإيداعها في البنوك البريطانية والأمريكية ، داعش هي نتيجة الظلم المجتمعي ، والفقر والبطالة و بؤر العوز المزمنة التي تنتشر في معظم المدن العربية ، داعش هي نتيجة للهزائم العسكرية التي مني بها النظام الرسمي العربي أمام إسرائيل ، داعش هي نتيجة لحالة الإستقواء التي يمارسها الزعيم العربي على شعبه و حالة الاستخذاء والضعف التي تتلبسه أمام إسرائيل ، داعش هي رد الأغلبية الصامتة المقهورة المغلوب على أمرها . هذه هي داعش … على نفسها جنت براقش ، و براقش هنا هو النظام الرسمي العربي الذي تصرف مع الشعوب العربية كما تصرفت براقش مع أهلها في بلدان المغرب العربي ذات يوم ، و براقش لمن لا يعلم مع حفظ المقامات العربية والموسيقة ، هو اسم كلبة كانت لبيت من العرب في إحدى القرى الجبلية في المغرب العربي وكانت تحرس المنازل لهم من اللصوص وقطاع الطرق، فإذا حضر أناس غرباء إلى القرية فإنها تنبح عليهم وتقوم بمهاجمتهم حتى يفروا من القرية، وكان صاحب (براقش) قد علمها أن تسمع وتطيع أمره، فإذا ما أشار إليها بأن تسمح لضيوفه بالمرور سمعت وأطاعت، وإن أمرها بمطاردة اللصوص انطلقت لفعل ما تؤمر.
وفي أحد الأيام حضر إلى القرية مجموعة من الأعداء , فبدأت (براقش) بالنباح لتنذر أهل القرية الذين سارعوا بالخروج من القرية والاختباء في إحدى المغارات القريبة، حيث أن تعداد العدو كان أكثر من تعداد أهل القرية، وفعلا خرج أهل القرية واختبأوا في المغارة، بحث الأعداء عنهم كثيرا ولكن دون جدوى ولم يتمكنوا من العثور عليهم فقرر الأعداء الخروج من القرية وفعلا بدأوا بالخروج من القرية، وفرح أهل القرية واطمأنوا بأن العدو لن يتمكن منهم.
عندما رأت (براقش) أن الأعداء بدأوا بالخروج بدأت بالنباح، حاول صاحبها أن يسكتها ولكن دون جدوى، عند ذلك عرف الأعداء المكان الذي كان أهل القرية فيه مختبئين، فقتلوهم جميعا بما فيهم ( براقش) ولذلك قالوا هذا المثل جنت على نفسها براقش. مرة أخرى للمدعين العامين في العالم العربي كله ، لست مع داعش و لكنني أكتب حتى أبلغ فقد أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و بلغنا أن لا نصمت على حق و أمرنا ان نقول ما نراه صوابا و أمرنا أن نهدي الى الخير ما استطعنا ، فلسنا مع داعش ولا مع حالة الإنكار العربي المرضية. adnanrusan@yahoo.com