فلسطين ….
قلم : ناجي شراب – فلسطين المحتلة ..
الفلسطينيون والإسرائيليون طرفا الصراع الرئيسيين ، ويقدمان نموذجا فريدا وغير مسبوق في الصراعات الدولية، إسرائيل الطرف المحتل الذى يسيطر ويتحكم في الأرض وفى الإنسان والزرع ، والفلسطينيون الشعب الوحيد الذى يعانى من كل صور الاحتلال ويقاوم لرفع هذا الاحتلال.هذا النموذج تحكمه إتفاقات موقعه ، وتحكمه درجات عاليه من التنسيق الأمني والعلاقات الإقتصاديه ، والتعايش بالصراع على الأرض. والسؤال أى مستقبل لهذا الصراع ؟وما هي السيناريوهات المتوقعة والممكنة ؟سيناريو الصراع الدائم او سيناريو التعايش مع الصراع ،او سيناريو التعاش السلمى والبحث عن صيغ للعلاقات المشتركة بين الشعبين . هذه السيناريوهات يفسرها قانون الفقاعة السياسية. ولعل من أبرز محددات العلاقات ما نراه اليوم على كافة المستويات من تنامى حالة الكراهية والعنف والرغبة في القتل والثأر. والتطرف في العلاقات ،وكيف حبس كل طرف نفسه داخل هذه الفقاعة لسنوات طويله بدأت مع النكبة وتهجير اكثر من 750 الف من ديارهم وأرضهم ليعيشوا في الشتات في مخيمات، وقبلها اكثر من مذبحة راح ضحيتها الآلآف من المدنيين. ومنذ اكثر من سبعين عاما وحالة العنف والكراهية تكبر مع عمر الإحتلال وسياساته التطهيرية وممارسة الحصار والإذلال على الحواجز وتدمير المنازل وإعتقال الآباء والأمهات امام اعين أطفالهم، ورد الفعل الطبيعى على الجانب الفلسطينى بمزيد من العنف والكراهية التي تسمح بتغذية التيارات المتشددة.فبدلا من الحوار والبحث عن صيغ للتعايش أساسها إنهاء الاحتلال ، والعمل للوصول لحلول مشتركه لقضايا الصراع التي يتم تناقلها من جيل لجيل من منطلق ان الأرض واحده وغير قابلة للتقسيم إن لم يكن السياسى فالجغرافى والإقتصادى.فكل طرف يتمسك بروايته وينفى رواية الطرف الأخر.وتصر إسرائيل على رفض الشعب الفلسطينى وكل حقوقه التاريخية والتى أقرتها كل قرارات الشرعية الدولية.وتستمر في إحتلالها لكل الآراضى الفلسطينية وترفض قيام الدولة الفلسطينية . وهذا القانون يقدم لنا الإجابة لحالة العنف والصراع, ورفض إسرائيل فكرة التعايش المشترك برفضها كل الحلول التفاوضيه وما بادرت به منظمة التحرير وهى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينيى من إعتراف بإسرائيل وتوقيع إتفاقات أوسلو. ورغم تمسك السلطه الفلسطينية بالحلول السلميه والتفاوضيه.وفى الجانب الآخر سياسة الحصار لأكثر من مليونين نسمه في غزه وأربعة حروب زرعت الفقر والعنف والكراهية لدى الشعب الفلسطينى ، لنقف امام نموذج مركب ومعقد للصراع.ويسود اليوم ثقافة العنف والكراهية التي تحبس الجميع في داخل زجاجه صغيره.فانتشرت ثقافة الفتاوى والفكر الحاخاماتى والدينى والتي تجيز فكرة القتل ، وطرد الفلسطينيين من منازلهم. وملاحقتهم في معيشتهم. وكرد فعل سيقابلها ثقافة فلسطينية تعمق من الكراهية والعنف والقتل. وهذا القانون نجد صوره اليوم في الكثير من الأحداث التي تشهدها الأراضى الفلسطينية من عنف متبادل. والنتجية الحتمية ان حالة من الإنفجار الشامل التي ستاخذ في طريقها كل أمل في الحياة والتعايش.وبدلا من التفكير من منطلقات الأرض الواحده والتداخل السكانى والبحث عن صيغ للتعايش السلمى بإنهاء جذور الصراع ـ بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية لمرحلة ما بعدها من التكامل والعلاقات سيبقى الصراع قائما ، وسيبقى الطرفان حبيسا زجاجه صغير ستنفجر في النهاية وتصل تداعياتها لما ورائها. وهذا يفرض على الولايات المتحده بإعتبارها الفاعل الرئيس المتحكم في العملية التفاوضية ومعها الدول ألأوروبية والعربية للعمل جديا على إنهاء الاحتلال وإستئصال أسباب العنف قبل ان تتوالد جيلا لجيل آخر,والعمل على قيام الدولة الفلسطينية السلمية المدنية.
=====
drnagishurrab@gmail.com