الشرطة البريطانية تعيد فتح ملف اغتيال ناجي العلي – ارسل الخبر : فؤاد عبد النور

الجريمة …
ارسلها : فؤاد عبد النور – المانيا ….
( نشرت رويتر  الثلاثاء 28 \ 8 \ 2017 هذا الخبر عن فتح باب التحقيق ثانية عن اغتيال ناجي العلي في لندن. لا أدري إذا كان في  الأمر صحوة ضمير، أم هو نتيجة لطلب عائلته وأحباءه الكثيرين. وبما أني متابع لقصة اغتيال ناجي العلي بصفته ابن الشجرة المدمّرة والمهجـّر أهلها، فأنا مهتم بكل خبر عن ناجي، لأضيفه إلى مسودة رقم 3 لكتابي : ” الجليل .. الأرض والإنسان “.)
———
الخبر كما ورد من رويتر:
أطلقت الشرطة البريطانية اليوم (الثلاثاء) نداء جديداً للحصول على معلومات بشأن اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي في لندن قبل 30 عاماً، أملاً بأن يشعر شخص ما بقدرة أكبر على التحدث بحرية بعد ثلاثة عقود.
و قد تعرض ناجي سالم حسين العلي لإطلاق نار في غرب لندن في 22 تموز (يوليو) 1987، بعد تلقيه تهديدات عدة بالقتل بسبب رسومه الكاريكاتيرية التي سخر فيها من السياسات في الشرق الأوسط. وتوفي في المستشفى بعد زهاء شهر عن عمر ناهز 51 عاماً.
ووصف ابنه أسامة لشرطة العاصمة البريطانية اغتيال والده المفاجئ بأنه «صادم». وقال: «ارتُكبت جريمة مروعة بوضوح، وتحقيق العدالة أمر حاسم للأسرة. وأرى من الناحية السياسية أنه من المهم أيضاً أن يعرف الناس ماذا حدث، وأن هناك حزماً».
وتدعو شرطة لندن حالياً أي شخص لديه معلومات بشأن الجريمة إلى تقديمها لها، خصوصاً ما يتعلق بالمشتبه بهما الرئيسين اللذين لم تتمكن من تحديد هويتيهما.
وكان ينظر إلى رسوم العلي التي كثيراً ما جرى تصويرها من منظور صبي صغير (حنظلة) ينظر للأحداث ببراءة الطفولة، على أنها تحمل انتقادات للسلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية والغربية.
وتلقى العلي رصاصة في رقبته من الخلف في وضح النهار بينما كان يترجل من سيارته إلى مكتب صحيفة «القبس» الكويتية في منطقة نايتسبريدج اللندنية، حيث كان يعمل آنذاك.
وتابع الشهود المسلح المشتبه به وهو يتبع العلي ثم لاذ بالفرار من الموقع على قدميه. ووصفوه بأنه في نحو الخامسة والعشرين من العمر وملامحه شرق أوسطية، وشعره أسود كثيف يصل إلى كتفيه.
كما أبلغ شهود عن رؤية رجل آخر في الخمسينات من العمر وأصوله شرق أوسطية أيضاً وهو يركض بعد قليل من الحادثة ويده داخل جيبه كما لو كان يخفي شيئاً، ثم دلف إلى سيارته المرسيدس وقادها مبتعداً.
وقال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية دين هايدون الذي يشرف على القضية إن الشرطة «اتبعت عدداً من خيوط التحقيق التي لم تقدنا إلى التعرف على هوية الرجلين». وأضاف: «بيد أن كثيراً يمكن أن يتغير في 30 عاماً… فالولاءات تتغير والاشخاص الذين لم يكونوا راغبين في الحديث في ذلك الوقت ربما باتوا مستعدين الآن للتقدم بمعلومات حاسمة».
انتهى الخبر من رويتر. والأن إليكم بعض ما أعرفه عن الأمر، وأكرر هنا ( بعض ما أعرفه ) لعدم رغبتي بإطالة الموضوع كثيراً.
وُلد حنظلة في السنة 1967، وأصبح ”  الإيقونة ”  التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية.
لا يزال اغتياله سراً غير محلولٍ، وللآن يثير الكثير من الجدل بين المؤرخين العرب والصحفيين. آخر ما حصل سجالٌ حادٌ بين صقر أبو فخر من السفير اللبنانية  وعبد القادر ياسين في مصر. ورد  في حديث عبد القادر عن ناجي العلي  الكثير من الاتهامات، موجهاً أغلبها بشكل يقيني إلى عرفات، بينما يعتمد صقر أبو فخر على قرار المحكمة البريطانية التي لم تمس مكتب المنظمة، أو تتهم المنظمة، وإن كانت قد أدانت عميلاً مزدوجا للمنظمة والاستخبارات الإسرائيلية.
يميل الكثيرون إلى اتهام إسرائيل بعملية الاغتيال، وذلك لانتماء ناجي العلي إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فرغبوا في زرع الشقاق بين فصائل المنظمة، مستغلين هجوم ناجي العلي المستمر على المنظمة وعرفات، واتجاه التنازل الذي أخذ يتضح بقوة في تلك الأثناء، ومستندين إلى مقالٍ في صحيفة ” يحيدوت أحرونوت ” حيث عدّد المقال عمليات الاغتيال الناجحة التي ارتكبها الموساد الإسرائيلي، وذُكر اسم ناجي العلي من ضمن القائمة !
رفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزته، والمتعلقة بالاغتيال إلى دوائر التحقيقات البريطانية، مما أثار حفيظتها، فقامت ” مارغريت  ثاتشر ” رئيسة الوزراء آنذاك  بإغلاق مكتب الموساد في لندن.
———-
أنقل هنا فقرة من كتاب الأكاديمي  ” محمود كلم ” من الجليل الفلسطيني عن ناجي العلي، والصادر عن دار بيسان البيروتية ، أظن أنها تلقي بعض الضوء على هذه القضية، وهو ينقل هنا مما نشره ناجي العلي نفسه، وهو يثبت بهذا أن قلمه لم يكن أقل حدة من ريشته:
” هل تعرفون رشيدة مهران؟ لا تظنوا أنها إحدى الفدائيات. رشيدة مهران سيدة مهمة. رشيدة مهران تركب الطائرة المخصصة لرئيس منظمة التحرير، وتسكن قصراً في تونس، وتقرب وتبعد في المنظمة وهيئاتها، وهكذا فهي مهمة للغاية. ألفت كتاباً عن الزعيم الفلسطيني، وقالت فيه أنه إلهها، وطبع الكتاب بطبعات فاخرة، وأرادوا أن يترجموه إلى اللغات الحية، ويوزعوه على مكاتب المنظمة في أنحاء العلم، فاحتار المترجمون كيف يترجمون كلمات ” نبيي وإلهي”.
رسمتُ عن رشيدة مهران هذه علماً أنه لا اعتراض لي على العلاقات الشخصية. ولكن حين تُمسّ قضية شعبي، سأرسم! بعده انهالت علي التهديدات، والتهاني والتعاطف ايضاً. تصوروا أن واحداً من طرف أبو إياد أبلغني سروره بالرسم وقال أني قد  تجاوزت الخطوط الحمر في نظر البعض حين رسمت عن رشيدة مهران، وأنه خائفٌ علي، وأنه يجب أن أنتبه لنفسي. قلت له: يا أخي لو انتبهت لحالي لما بقي عندي وقت أنتبه فيه إليكم وإلى ما تقولون.(انتهي الاقتطاف من محمود كلم).
أما إلياس عطا الله من بلدة شفا عمرو الفلسطينية فقد أحب فتاة فلسطينية من بلدة صفورية المهجـّر أهلها، ورفض والدها والعائلة زواجها من مسيحي، فاضطر الإثنان إلى الهجرة لبريطانيا وتزوجا هناك. وبحكم عمل إلياس في الصحافة  تعرف على ناجي، وأصبحا على علاقة وثيقة، خاصة لما تبين أن زوجتي كليهما من صفورية،  وأخذ ناجي يدعو إلياس” بيا عديلي “.
كتب إلياس في كتابه ” شهادات على القرن الفلسطيني الأول” أن السبب في إبعاد الكويت لناجي أن الكويت لم ترغب في تحمّل دمه!
وكتب كذلك أن ناجي لم يتلق تهديدات من عرفات والمنظمة فقط، بل كذلك من محمود درويش نفسه، حين سخر منه ناجي لما أعتبره محاولات التطبيع الأولى، وكتب ناجي عن ذلك ساخراً: يحق للشاعر ما لايحق لغيره. فاتصل به محمود هاتفياً مهدداً : إنت مش قدي يا ناجي !