القصة ….
قلم : سحر فوزي – مصر ..
قالت شاكية : لم تعد حياتي كما كانت كلها نور ، بعد أن شق الظلام صدري شقا.. وأفلت شمس عمري وأتبعها القمر ،وأطبقت الهموم على روحي تسلبها ببطء لأسقط دون إرادة في بئر ليس لها قرار ، جدرانها الوحدة والعجز والحرمان ..اترنح من كثرة المسئوليات والهموم التي حملتها فوق رأسي سنوات ، والتي دمرت ماتبقى لدي من عافية، أصرخ في صمت دون أدنى إعتراض ..أبكي حالي في أعماقي ، أتوكأ على ذكرى عرجاء ربما كانت سعيدة مرة، وتعيسة مرات ومرات، لكنها ولت وأدعو الله ألا تعود.. أتوسل إلى جفني أن يغمض، لكنه يأبى أن أستريح، فالراحة ثمنها باهظ وصرت لا أقدر على السداد .. ولما يجن علي الليل تهاجمني الهموم والويلات .. دموعي تحرق وجنتاي ..دقات قلبي تبث الرعب في نفسي.. أشعر أن روحي سجينة بين ضلوعي..ترحب بالفرار و تئن من الآلام.. بعدما أصبح كل أملها أن تترك هذا الجسد المتعب المعذب ليرتدي الرداء الأبيض ، ويتوارى في التراب ،وقتها تحلق في السماء، باحثة عن العوض الجميل من رب العباد.
إستمع إليها الطبيب ثم نصحها بدخول الرعاية المركزة…..إنهمرت دموعها وردت باكية: لقد ماتت الرعاية المركزة يوم ان ماتت أمي ، لقد كانت رعاية وعناية مركزة في كل وقت وحين ، وفي أي مكان، دون أن تكل أو تمل أو تطلب مقابل حتى لو كان بعض كلمات الثناء والعرفان بالجميل ، الآن فقط عرفت معني الحرمان ، اشعر بوجودها منذ مرضي ترقد بجواري ، تختلط أنفاسها بأنفاسي ، ترتدي نفس ثيابها ، أحاول أن ألمسها بيدي لتعود إلي الحياة.. انظر إلى صورتها أجدها تبكي على حالي ، أسمع صوتها يناديني وكأنها تدعوني لتكمل رعايتها المركزة لي ، والتي انقطعت بموتها و تود أن تكملها عندما نلتقي في العالم الآخر ونترك الدنيا بما فيها من عذاب