الجالية العربية …..
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي …
كان الرجل في العصر ( المشمشي) الاول بعد اجتيازه العصر التفاحي الثاني .. يختار المرأة لخفرها وحيائها .. لرقتها وعذوبتها ونعومة (كراعينها) فلا شعر يبرز على رجليها مثل الماعز السمراوية ، بحيث تصبح عدة الحلاقة والشفرات احدى الشروط التي يشتريها الزوج مرغما وتدرج في ورقة الزواج كجزء من المتأخر .. ولا حواجب مصطنعة تلصق في النهار وتنزع في الليل .. ولا رموشا يقف عليها الصقر في ليلة الزواج ثم تصبح حلطاء ملطاء في اليوم التالي .. ولا اسنان لؤلؤية قبل الزواج وطقم اسنان بعده .. ولا عينان خضراوين او زرقاوين يستبدلان في عصر البؤر الملونه .. ثم يكتشف العريس بعد الليلة ( المباركة ) ان المرأة التي تزوجها عوراء بعين واحده .. او حولاء ترى الثلاثة اربعه .. والخمسين مائه .. ولربما كانت عمياء مع بصيص يقودها الى بيت الزوجية ..
ولقد تزوج كاتب هذه السطور نساء ثلاثة .. كانت الاولى على طريقة جدتي .. اما الثانية .. فقد تزوجتها لان وجهها كان مثل البلور يلمع في ليلة صيفيه .. ولكني في صباح اليوم التالي .. اكتشفت انها كانت تحشو اردافها (الاربعة) بكثير من القطن وقليل من المشدات وشيئا من القماش المقوى .. بحيث بدت كعروس النيل لكنها بعد ان خلعت كل ذلك رأيت فيها عفريتا ينسجم مع نفسه مثل سجاير اللف التي كان يدخنها الاباء .. فهنا دعدورة وهناك جبل وذلك واد فكانت عوجاء تمشي كأنها قادمة .. وتعود كأنها آيبة .. وكأنما وجهها قد انقلب الى ظهرها وانفلت قفاها الى صدرها .. هذا اضافة الى الحفر التي اصابت خدودها وكانت تملؤها بكميات من البودرة والمساحيق كي تخفي وديانها ووهادها .. عندها فقط علمت اني خدعت .. فسألتها في يوم الصباحية .. هل انت يا سيدتي الزوجة التي تزوجتها بالامس .. قالت نعم .. قلت : كلا .. فانت مختلفة الشكل ملخبطه القوام سريعة العطب .. قالت .. الحقوني .. طلقني !! وقد اعزف عن ذكر الثالثة لانها لم تزل معي .. فان ذكرت بعض مثالبها فلن انام الليلة قرير العين الا على درجات المنزل في ليالي الثلج البارده .. او ايام الصيف الحارة .. واهم تلك المثالب الشخير في وقت راحتي .. والنكد في وقت صفائي .. والطلب في وقت فراغ جيبي ..
وكان الرجل ( يرحمه الله) ينتظر ليلة الدخلة بشىء من الفزع .. وكثير من الخشية .. اذ كان يلبس الاردية الثقيلة في ليالي الصيف القائظة لحماية نفسه وجسده .. لأن العصي كانت تنهال عليه من كل جانب حتى تصبح حماوته مثل حذوة الحمار عندما تلامسها النار .. وكأنه مقدم على معركة يخوضها بقضه وقضيضه والناس تنتظر في الازقة والشوارع والمزارع انتظارا لاطلاق بوق الفرح .. هذا في بعض أماكن الوطن .. اما في الاماكن الاخرى فان القط يصبح سعره اربعة اضعاف اذا ما تزوج احدهم في الحاره .. اذ يجب ان (يمصع) رقبة قط في ليلة الدخلة حتى تخاف منه الزوجه .. وتصبح له مطواعة كما يطيع الخاروف من يذبحه .. وفي كثير من الحالات كان الزوج يتخيل ان الزوجة قد اصبحت قطه .. فيقوم بمصع رقبتها . ويتزوج بدلا منها القطة المقرر لها ان تموت تلك الليله .. ثم يخترع اشاعة انها لم تكن عذراء .. فتزغرد النساء .. ويهرع الرجال الى (بواريدهم ) لاطلاقها فرحا بموت من لوثت شرف العائلة .. مع انها كانت بريئة براءة الذئب من دم يوسف . ويثبت بعد قرن من الزمان ان الرجل كان مريضا يرى البغل وهو يتمدد في داخل الابريق ..
اما ما يستتبع ذلك من خرقة مغمسة بالدم في تلك الليله .. فقد كانت من شروط ادامة الزواج .. والا .. فانها ستعود حافية الى بيت ابيها تندب حظها .. وتلعن من غرر بها .. ومن الواجب ان تعلق تلك ( الخرقة) على حبل غسيل امام الجيران والاهل لكي يزغردوا فرحين بعذرية العروس و ( نظافتها ) .. وفي بعض الاماكن الجبلية في المغرب العربي وبكل دوله من الدول التي ينتمي اليها السيد طحيمر .. كان المنادي يحمل تلك الخرقة ويعرضها في الشوارع مناديا ان فلانة بنت فلان وجدت بعد ( التجربة ) عذراء نظيفه .. فيصفق الناس في الشوارع ( هذا ان كان هناك شوارع ) وكأنهم حرروا الوطن العربي من ذباب الثورات الكلامية او طردوا المحتلين منه .. أو كأنهم طردوا المستعمر الفرنسي والانكليزي من بلادهم .. وفي كثير من الحالات في البلاد ( المتمدينه) كان دم الارانب بديلا لجداتنا العذراوات .. وتأتي نتيجة التحليل التي قامت بها الام ايجابيه .. وربما جاء تحليل الحماة سلبيا .. ولكنهم في النهاية يتفقون ان الدم انساني من صلب انسان اريد له ان يكون حقيقة .. ويجب على القارىء ان لا يلعنني لان امي تزوجت بمثل هذه الطريقه .. وامك ايضا .. بل وجدتك .. وربما ابنة الجيران التي كنت تتمناها لنفسك ثم لم تستطع ان تتزوجها لان مهرها فوق طاقتك .. كل هذا كان في الزمن الذي يسمونه جميلا .. مع انه كان زمنا قبيحا ليس فيه من الجمال سوى أننا ولدنا فيه .. وفي طياته من السواد اكثر من البياض .. وفيه من العيش القاسي مثلما تعاني منه حمير القرى في هذا الزمان ..
ومع دخول التكنولوجيا والعولمة و ( البصبصة) على مواقع الانترنت وغرف الشات و اغاني الهشك فشك والرقص على خيوط العنكبوت ودهن السماء بالورنيش .. اصبحت موازين الزواج مثل ميزان الجزر الحساس .. يعتمد على اوقيات الذهب واعداد الكنادر والفساتين والقاعة والفرح والمعازيم واطباق الحلوى .. وغدت شروط الزواج ان يصبح العريس بعد الزواج خاوي الوفاض حسابه في البنك صفرا .. ومرارته ( تفقع ) مع كل زيارة يقوم بها اهل العروس لبيته .. والا فهو بخيل لا يكرم ضيوفه .. وهو حمار من النوع ( القبرصي ) لا يجيد حمل الاثقال الا بالعصا .. وهو بغل عنيد مثل بغال مهربي الاسلحة عبر الحدود العربية .. ويجب ان تطلق عليه رصاصة الرحمة عندما يصبح عمره الافتراضي على حافة الانهيار .. ولكن مع كل ذلك .. يبدأ حفل ايقاع بعضهما بالكثير من الاغاني العاطفيه .. وينهيانه بشراء عدة جزم جديده بدلا من التي اهترأت كعوبها نتيجة استخدامها في معارك منزلية مشهوده . هذا عوضا عن الدعاوي والمحاكم وقضايا النفقة والمتأخر و .. طلقني ياجدع .. !!
وفي غضون رحلة الزواج التي تستمر عادة ما بين الشهر والثلاثة .. وربما تعدى ذلك السنة .. وفي غياب قطع رأس القطة .. تصبح الزوجة متنمرة متفردة في القرار فيها صلابة الخزف .. ويصبح الزوج كرتونيا يطيعها مثلما يطيع القطيع تيسه .. وقلما يحدث العكس في هذا الزمن (الجميل) .. فان حدث .. فان الحياة تستمر اذا ما كان في الحي صيدلية تعطي كميات من الحبوب المهدئة دون استشارة طبيب ما ..
ما بين الامس واليوم تستمر الحياه .. ولسوف يأتي اليوم الذي يحمل فيه الرجل جنينا وتقوم الزوجة بالارضاع لان الزوج لا يستطيع ارضاع الجنين .. او ربما تراه في زجاجة بلاستيكية .. ورحم الله جميلة المغنية .. عندما كانت ترقع الموال في الحجاز فيسمعه الناس في الاندلس