منوعات ….
بقلم : بكر السباتين ..
مرت قبل يومين الذكرى الثامنة عشره لوفاة الأستاذ يوسف قنديل، أحد كبار المثقفين الإردنين ممن نظموا قطاع المعلوماتية والمكتبات، في الأردن وأحد الناشطين في المشهد الثقافي الأردني..
والفقيد كان عضواً في رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب والأدباء العرب، أنتخب رئيساً لجمعية المكتبات الأردنية في أربع دورات للأعوام : 1992، 1998،1996، 2000 (إلى منتصف المدة حيث وافاه الأجل المحتوم).
وقد اسهم المرحوم يوسف قنديل في تأسيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، وانتخب رئيساً له في دمشق بتاريخ 22/6/2001، كما صاغ البيان الاول للوثيقة العربية الذي القي بعد وفاته باسمه في الاحتفال الاول ليوم الوثيقة العربية في 17/10/2001.
لقد فجعت الثقافة العربية وخاصة قطاع المعلوماتية والمكتبات برحيل هذه القامة إثر حاث سيارة مؤسف وهو في طريق عودته إلى عمان بعد فوزه برئاسة الاتحاد وكان بمعيته المرحوم الأستاذ عيسى العزب. وقد أكمل المسيرة من بعده في رئاسة جمعية المكتبات الأردنية، د. ربحي عليان بتاريخ 22/6/2001 .
وقد ترأس الفقيد تحرير مجلة المكتبات الأردنية الشهيرة خلال فترة رئاسته لجمعية المكتبات الأردنية، ولديه عدة مخطوطات في مجال المكتبات وتنظيمها في الأردن وهو جهد ميداني متميز.
وكان قد صدر عن النادي العربي للمعلومات في دمشق كتاب “كلمات للذكرى” الى روح المرحومين يوسف قنديل وعيسى العزب، بمناسبة الذكرى الاولى لوفاتهما.
واشتمل الكتاب على الكلمات التأبينية التي القيت بمناسبة الاربعين على وفاتهما، حيث ضم الكتاب كلمات للسادة: د. ربحي عليان رئيس جمعية المكتبات، المهندس بشار عباس، النادي العربي للمعلومات، د. هاني العمد ـ لاتحاد العربي للمكتبات، د. حسين جمعة ـ رابطة الكتاب الاردنيين، علي طوقان ـ جمعية المكتبات والمعلومات الفلسطينية، سهيل الملاذي ـ جمعية المكتبات والوثائق السورية، د. عامر قنديلجي ـ الجمعية العراقية للمكتبات والمعلومات، انور عكروش ـ كلمة رؤساء الجمعية السابقين، د. نجيب الشربجي ـ كلمة اصدقاء الفقيدين، المحامي فراس يوسف قنديل ـ كلمة آل قنديل، د. موسى العزب ـ كلمة آل العزب، نشوان العوفي ـ كلمة الشركة العربية للتعدين.
وقال فيه الدكتور مجبل المالكي والمتخصص في المكتبات والمعلومات عبر تعليق على صفحتي:
“لقد كان حقا عالما وقامة باسقة في مجال المعلومات والمكتبات وكان له حضوره البهي الساطع في الندوات والمؤتمرات العلمية وترك منجزات ابداعية على جانب كثير من الاهمية اثرت المكتبات العربية وكانت مصادر غنية للباحثين والدراسين فضلا عن نشاطاته المهنية والادبية والمعرفية المتنوعة وتربطني به والصديق الراحل عيسى العزب صداقة وزمالة ايام وجودي في عمان ومشاركاتي في فعاليات وانشطة جمعية المكتبات الاردنية وجامعة الزيتونة الاردنية ومن خلال حضوره في بغداد في انشطة وفعاليات مختلفة ورحلات وزيارات قمنا بها الى دمشق وبلدان اخرى رحمك الله ايها الصديق العذب النبيل الراقي بخلقه وسجاياه وكرمه وطيب معشره”
ويوسف قنديل الذي عرفته عن كثب (زوج خالتي) كان شخصية تتمتع بجاذبية خاصة.. معطرة بالطيبة ودماثة الخلق، وهو ما يندرج عليهم وصف “الصلب بليونة” فرغم عناده إلا أنه كان الأكثر تفهماً للمتناقضات والقادر على إخراج المواقف من مأزق التشنجات والذهاب إلى خاتمة مرضية، لما تحلت به شخصيته من هدوء، فيتقبل الآخر برحابة صدر، ويستمع إليه ويبسط الأمور ويحل المشاكل العالقة وهو يبتسم بطيبة ونقاء سريرة عهد بهما. وكان من الناشطين في المشهد الثقافي الأردني من خلال عقده الدورات في مجال المكتبات وإعطاء المحاضرات التثقيفية في مجالي المعلوماتية والأدب.. وكان قنديل يميل سياسياً إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (اليسار) حيث كان مهتماً بالشهيد غسان كنفاني وإنتاجه الأدبي وقام بعمل دراسات نقدية حول أدبه نشرها في بعض الصحف العربية.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.