الخلط الإعلامي..الدفاع عن فرد.. أوقضيّة!

أراءحرة (:::)
د. فايز رشيد – فلسطين المحتلة (:::)
بداية أشكر”الوطن” العزيزة على التفاعل بالنسبة للهجوم الصهيوني على زيارة ليلى خالد إلى جنوب أفريقيا, هذه الحملة الحاقدة, المنظّمة جدا والتي بدأت منذ شهر قبل موعد الزيارة! باختصار الحملة تركّز على اعتبارها”إرهابية” بدلا من كونها مناضلة فلسطينية بامتياز.. مثل الكثيرات من بنات شعبنا وأمتنا العظيمة.مناسبة القول:وجهة نظر سمعتها من مسؤول إعلامي كبيرفي وسيلة إعلامية  مؤثرة…ما زلت أكن لها كل الاحترام والتقدير, وعندما دعوته  لتاول هذه القضية..اجابني: بأن ذلك سيجعلهم يَبدون وكأنهم يدافعون عن أفراد وليس عن القضية! استغربت الجواب.. شكرتُه وانتهى الحديث.بالطبع لكل إنسان رأيه وأحترم الرأي الآخرى .. لكنني أراه خاطئا.حينها وُلدت لديّ فكرة صياغة الموضوع المطروح في عنوان لهذه المقالة.أؤكد أنني لستُ متخصصا في الإعلام ,فأنا طبيب وكاتب رسمي منذ ربع قرن زمني, لكن أتمثّل دوما مقولة غوركي الخالدة ” الحياة جامعتي” في الكتابة وفي الإعلام .
قبل الدخول في الموضوع أشير إلى التالي :أذكر شعارا رفعته “مؤسسة Rand الأميركية في عام 1970 ونصّه يقول: (سنقتل المقاومة الفلسطينية حتى الموت, دراسةً… We well study Palestinian Resistance until Death) صاغ الشعارحينها الصهيوني الأمريكي ديفيد آرون وقد كان باحثا وأصبح رئيسا أسبق للمؤسسة. أيضا فإن: محاولة تحويل المقاومة المشروعة للمحتلة أرضهم ووطنهم إلى”إرهاب” وتحديدا المقاومة الفلسطينية!جاء نتيجة جهد صهيوني – إسرائيلي- أمريكي- غربي مشترك في مؤتمرين عقدا: في القدس المحتلة عام 1979 وفي واشنطن 1984 حضرها عتاة الإستراتيجين من الجهات الأربع, بعد تهييىء وترويج أيديولوجي للفكرة من خلال كتب كثيرة لعل أشهرها بعنوان “الشبكة الإرهابية تعمل” للأميركية كلير سترلنغ.
أيضا فإن من أبرزالأساليب الإعلامية عموما : اختلاق الكذبة, تكرارها مرارا فتصبح والحالة هذه  أقرب إلى الحقيقة!,الشخصنة من خلال التركيز على صفة سيئة في الشخص المعني .. وذلك سينعكس سلباعليه  وعلى القضية التي يدافع عنها,الضغط وصولا إلى محاولة التأثير على الجهة/الجهات المعنية بــ التلقي,ادّعاء الموضوعية,إرعاب الشخص المعني!. كل هذه الوسائل استخدمتها إسرائيل في ترويج أساطيرها التضليلية, وتستعملها سلاحا ضد أعدائها: فمثلا لم يتبق طفل في العالم ولم يعرف عن ظهر قلب: قضية الجندي شاليط التي جاء في جيش مهاجم لفلسطينيين آمنين في غزة ,ويستعمل ضدّهم ما فاق ويفوق الأساليب النازية والفاشية. الإعلام الصهيوني وسنيده الصهيو-مسيحي كان يركّز على دموع والدي شاليط المأسور لدى “البرارة الفلسطينيين العرب”!. فهل دفاع الكيان عن جندي بسيط في جيشه..أو مبادلة جثث جنوده المقتولين, لدى الفصائل الفلسطينية هو شخصنة إسرائيل لتلك القضايا؟ وعلى ذلك قس.
بعض الأفراد بنضالاتهم البطولية هم رموز للقضية التي يدافعون عنها. إسرائيل تذكّرنا بحقيقتهم وأهميتهم للأسف! لذلك تعي أدوارهم في القضية وتحاول منعهم  من الوصول إلى الآخرين ! وبخاصة على الساحة االعالمية! تريد فقط أن يكون العالم كله.. ساحَتهَا ومقصورا على سماع افتراءاتها!. لكل ذلك اغتالت إسرائيل  وما تزال تغتال الكفاءات الفلسطينية والعربية على الساحة الدولية..وما أكثرهم شهداءنا الذين اغتيلوا على أيدي الإجرام الصهيوني! غولدة مائير رئيسة وزراء الكيان حينها.. قالت  بعد اغتيال الشهيد غسان كنفاني بالحرف:” لقد تخلّصنا بقتله من كتيبة دبابات ومن ألف مخرّب” . العالم العربي قدّر غسان كنفاني بعد اغتياله!. هل المقصود أنه وبعد اغتيال المعني .. تتسابق وسائل الإعلام لندبه وتغطية أخباره؟ أنا أطرح تساؤلات دون قصد الإساءة لأحد أو الرد على حادثة معينة , ولكن بهدف  مناقشة قضية في غاية الحساسية وهي : الخلط بين الشخصنة (الفردية) و القضية تحديدا في الإعلام!؟.
إسرائيل ومساندوها ركّزوا  في إعلامهم  التزييفي التضليلي تبرير لعدوان على لبنان عام 1982بـ  بـ ذ:  محاولة اغتيال السفيرالإسرائيلي في لندن عام 1982شلومو أرغوف, ولم يمت بل شُلّ  نصف جسده ,وتوفي عام 2003 ! لتقوم الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية  في اليوم التالي لبدء العدون ,بتفهم حق وهدف إسرائيل في الدفاع عن دبلوماسسيها  وسفاراتها في الخارج!  ليس بعيدا أنها أرسلت عملاءها للقيام بالمحاولة لإيجاد المبرر للعدوان!.. وكأنها وحلفاؤها لم يخططوا لضرب المقاومة الفلسطينية في لبنان؟ .القصد … كشف استغلال الكيان إعلاميا , للأفراد وكأن الدفاع عنهم هو المبرر للقيام بالعدوان!؟.
بالنسبة للزيارة المعنية للمناضلة الفلسطينية ابنة شعبنا وأيقونته ( كما يُطلق عليها هذا الإسم في كل دول العالم) فقد فشلت كل المحاولات الصهيونية في منع القيام  بها ,وجرى استقبال رسمي وشعبي كبير للمناضلة, وخوفا من الغدر الصهيوني جرى ويجري تشديد الحراسة عليها.
نعم شعب جنوب أفريقيا أصيل في دعمه لشعبنا وقضيتنا وحقوقنا الوطنة. عانى من العنصرية ونظام الفصل العنصري طويلا. إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لم تقاطع نظام الفصل العنصري وكانت توامه في كافة المجالات !.  الحزب الحاكم” المؤتمر الوطني الأفريقي” هو استمرار للمناضل العالمي الخالد نيلسون مانديلا الذي قال بكل وضوح: ستبقى حريتنا منقوصة  ما دام إخوتنا الفلسطينيون تحت الإحتلال.