الثورات المزيفة في الوطن العربي – كلما جاءت امة لعنت اختها – بقلم : وليد ربا ح

كلمة رئيس التحرير
بقلم : وليد رباح – الولايات غير المتحدة …
سألني سائل فيما مضى : هل تفضل القتال ضد الانظمة العربية الفاسدة في الوطن العربي من خلال ما سمي ( بالربيع العربي)
قلت له : اتعني الخريف العربي .. قال : لماذا هذا التشاؤم .. نحن نريد تغييرا .. قلت : اذا كان التغيير ضمن ايدولوجية مكتوبة تنفذ .. فاني مع ما تطرح .. ولكن اذا كانت هوجائية كما ارى .. فاني لا اؤيدها .. فالثورة دون فكر تعتبر تنفيذا لاوامر عصابة ارادت الحكم فقط .. استغلت جهل الناس بالثورات .. فباتت حركة عند ولادتها تموت .. وهذا ما حدث لاحقا ..
الى هنا .. انتهى التساؤل .. وبعد مرور سنوات على ما سمي جزافا بالربيع العربي .. فلم يبق منه غير الكلمة .. اضافة الى مئات الالاف ممن لقوا حتفهم ظلما .. لنأت الى الموضوع .
***
يعيدني التساؤل الى كلمة قالها سيىء الذكر وزير خارجية امريكا هنري كيسنجرفيما مضى .. حيث قال ردا على سؤال لاحد الصحافيين او احد اصدقائه لا اذكر .. كانت الاجابة غريبة .. ولكنها تنفذ اليوم بحذافيرها .. قال كيسنجر .. بعد عقد او عقدين من الزمان .. سوف لن يظل نظام عربي واحد في الحكم .. اننا نخطط لكي تظل اسرائيل فقط في الشرق الاوسط .. اما الباقون .. فتغييرهم سوف يأتي بالقوة او بتغيير افكارهم تجاه اسرائيل .. ولسوف نخلق حالة من الانشقاق بين العرب جميعا .. لكي تعيش اسرائيل الى الابد .. او هكذا قال .. ونحن اليوم نعيش هذه التجربة .. ( المعروف ان كيسنجر كان صهيونيا متعصبا)
وللاسباب التالية : كان كيسنجر يعني كلماته تلك ..
اولا – لم نسمع او نرى ان ما يسمونها ثورة اطلقت طلقة واحدة على اسرائيل حتى لو كانت من النوع (الفشنك) .. اذ شمل القتل والتمثيل بالجثث في البلد الواحد ومن صنف واحد .. اضافة الى المرتزقة والمنتفعين ..
ثانيا – شملت التجربة ( او المقولة الكيسنجرية) الانظمة ومعارضيهم معا .. وقد سميت تجربة الثورات بالثورات مع انها لا تمتلك ايديولوجية محددة يمكن ان تحارب او تثور من اجلها .. كل ما همهم ان يقوموا باستلام الحكم سواء كان دينيا او سياسيا ..
ثالثا – ان الولايات المتحدة الامريكية قد قامت بخلق ما يسمى بتنظيم القاعدة .. الذي انشق عنه تنظيم داعش .. وكان الهدف محاربة روسيا ابان احتلالها لافغانستان .. واني لاذكر في التسعينات ان امريكا قامت بحملة تجنيدية للجالية العربية في امريكا للذهاب الى افغانستان .. وكانت تعرض على كل من تطوع لذلك اغراءات مادية ضخمة .. وقد نجحت في تشكيل قوة ظل معظمها في تنظيم القاعدة بعد انسحاب القوات الروسية من افغانستان .
رابعا – ان ما سمي بالربيع العربي .. وبدأ في تونس ومن ثم مصر ثم انفلش الى بلدان اخرى .. كان بايعاز من سلطات الحكم الامريكية الذي استلم زمام اموره قوة من ف بي آي .. وقد بدأ قبل ذلك ابان العدوان على العراق وتدمير البنية التحتية للجيش العراقي آنذاك .. اذ كان الخطأ العراقي باحتلال الكويت .. حافزا للقوات الامريكية لكي تقوم بالتضييق على العراق وخنقه والاعتداء عليه وترتيب الفوضى فيه بحيث لم يتعافى بعد من هذه الاثار التي كانت مدمرة .
خامسا – ان المسميات التي تدخل الى متن تلك التنظيمات المشبوهة .. ما هي الا لذر الرماد في العيون .. فهم يذيلون اسماء منظماتهم بالتشديد على انها منظمات اسلامية .. وللحقيقة فان الاسلام منهم براء .
وبما ان تلك المنظمات قد نجحت في بداية تكوينها باغواء الجماهير على انها منظمات ثورية تهدف الى ترسيخ العقيدة الاسلامية .. فانها انحرفت بعد ان تجذرت في الارض التي احتلتها لكي تظهر على حقيقتها منظمات للقتل والسحل والتدمير .. فبدت تقتل الناس وتقطع رؤوسهم بحجة او باخرى .. بحيث بدأت بالتباهي عندما تقطع رأس احد تلصق به اتهامات دون دلائل ..
ولا ننكر ان الكثير من الناس قد تبعتهم .. ولكنها بعد ان اكتشفت الحقيقة اصبحت تعزف عن تأييدهم .. وها نحن نراهم وقد تراجعوا الى الوراء ليس خطوات فقط وانما اميالا .
ان التكتل ضد هؤلاء المعتوهين والاخبار عنهم وعن خلاياهم احدى اهم تنظيف الوطن العربي من رجسهم .. فلكي يصبح الوطن العربي نظيفا منهم .. علينا ان نفشل ا لمقولات البهلوانية .. في نفس الوقت الذي نفتح اعيينا جميعا حتى لا نصبح عملاء في ترس هذه المجموعات التي تدعي الاسلام زورا ..
واننا لهذا الموضوع لعائدون .