التخلف رأس الداء والتقدم أصل الدواء – بقلم : علاء الدين الاعرجي

اراء حرة ….
بقلم : د . علاء الدين الأعرجي – نيويورك ….
محام/مفكر عربي متخصص بأزمة التخلف الحضاري العربي
في كتبي الأربعة  المتواضعة الصادرة في العام الماضي، انطلق من فرضيّة بسيطة  مفادها: إن  السبب الأوّل والأهمّ في جميع  إشكالياتنا وكوارثنا، ابتداء من كارثة فلسطين وانتهاء بالكارثة الداعشية، وبينها العشرات، ما قد ينتهي بانقراض الأمة العربية،  هو “التخلُّف الحضاريّ”. ويتفرع عنه التخلف الفكري  بوجه عام، وخصوصاً في ميادين الوعي العميق، للذات والموضوع، وعي الأنا والآخر، بل وعي الوجود المُعْجِز.  ويتفرع عن ذلك، الوعي بالأهمية المطلقة للمعرفة والعلم: “اطلب العلم ولو في الصين، ومن المهد إلى اللحد” و”طلب العلم فريضة على كل مسلم”، فضلا  عن الوعي العميق والدقيق للأهمية المطلقة لنتائج العلم، وعلى رأسها  التكنولوجيا الحديثة، التي تفتقت عن ثورة معلوماتية خارقة لجميع الحدود والقيود. ولكن العرب عاجزون تماماً عن المشاركة فيها كفاعلين ومنتجين، بل كمفعول بهم أي مجرد مستهلكين، ما يؤدي إلى نمط من الاعتماد بل الاستعباد، غير المباشر.
وأرى أن السبب الرئيسي وراء كل ذلك هو تخلّف “العقل المجتمعيّ” Societal Mind العربي، الذي يحظى باهتمامٍ رئيسيٍ في مؤلفاتنا. ومن هذه النظرية تتفرع نظرية العقل الفاعل والعقل المنفعل Active Mind and Pasive Mind. إذ يسود العقل المنفعل  المتأثر بالعقل  المجتمعي ،على عامة الناس، ويتفرد البعض القليل منهم  بالعقل الفاعل، فيلقون الأمرّين من السلطة الحاكمة والجمهور، ومنهم الأنبياء، مثل موسى وعيسى ومحمد(ص) وبوذا …، والفلاسفة، مثل سقراط وأرسطو وابن رشد وابن سينا… والعلماء مثل أرخميدس وابن الهيثم والخوارزمي والبيروني وغاليلو  ونيوتن ودارون وأينشتاين…وغيرهم. وجدير بالذكر أن العلماء العرب كانوا مُكَرَمين معززين في فترة الحضارة العربية الإسلامية، بينما كان العلماء في أوروبا العصور الوسطى مضطهدين من أمثال غاليلو.