القصة …..
ترجمة : ب حسيب شحاده – جامعة هلسنكي …
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها راضي بن الأمين صالح صدقة الصباحي [رتسون بن بنياميم تسدكه هصفري، ١٩٢٢-١٩٩٠، أبرز مثقّف سامري في القرن العشرين،
”إبراهيم بن مفرج (مرحيب) صدقة الصباحي (هصفري)
سكن في عام ١٩١٢ في المنشية في يافا، إنسان تقي ورِع، هو إبراهيم بن مفرج صدقة من آل الصباحي. وقد عُرف عنه أنّه مِضْياف لا محاباةَ عنده ولا يعرف الخوف، لأنّ الله كان في عونه وحماه من كلّ الأعداء الذين نووا مضايقته.
أحبّ كلُّ الجيران والأقرباء إبراهيمَ، وكانوا يُرسلون له الهدايا من وقت لآخرَ، بمناسبة عيد أو فرح عائلي. كما دأب على زيارته وُجهاء من أماكن نائية للتعرّف عليه واستشارته، إذ اعتبروه حُجّة في شؤون الدين والشريعة. وكان إبراهيم ينظُم شعرًا دينيًا ومديحًا للخالق الأعلى، ليُغدق نِعمَه على طائفة السامريين الصغيرة ويُكثر من عددها.
مضت أيّام الغُفران وتطهّرت نفس الإنسان، كي تشترك في فرح الأعياد. أقام إبراهيم مِظلّة رائعة الجمال بين جدران بيته من حيث الأغصانُ والفواكه. وكلّ من دخل هذه المِظلّة الجميلة والمباركة كان يُسبّح الباري الذي خلق بحكمته عبادَه.
وتُطلق طائفتنا على السبت الواقع ضمن سبعة أيّام عيد العُرش اسمين: سبت جنّة عدن من جهة وسبت عيد العُرُش من الناحية الأخرى. وفي هذا السبت زار ثلاثة من اليهود المتديّنين/الحسيديم المقدسيين بيتَ إبراهيم لطرح أسئلة تتعلّق بشرائع التوراة وللتمتّع ببهاء مِظلّته.
الأسئلة والأُعجوبة
دخل المتديّنون المظلّة، طرحوا تحيّة ”كلّ شيء حصل بكلامه“، جلسوا على البُسُط المفروشة على المصطبة، وتناولوا ممّا على المائدة من طعام وشراب. بعد ذلك سألوا إبراهيم: بناء على ماذا تُقيم مظلّتك بين جدران البيت وليس في الخارج؟ أجابهم إبراهيم: أوّلًا، كنّا نقيم عُرُشنا خارج البيوت وعندما كثُرت أعمال الشغب والمجازر ضدّ السامريين، انزوى أبناء السامريين في بيوتهم؛ ومنذ ذلك الحين، بدأنا بإقامة المظال في البيوت.
لم يكتف المتديّنون بهذا فسألوا – ألا تُمَسّ قدسيةُ المِظلّة المقامة بين جدران البيت؟ ردّ عليهم إبراهيم ببشاشة: انتظروا قليلًا لأُثبتَ لكم أنّ القُدسية لا تُمَسّ؛ ها لكم العلامة؛ أقرأُ الآية ”إسمع يا إسرائيل“ ثمّ مزمور لعيد العرش وستتحرّك أغصان المظلّة وفواكهُها فورا. وعند توقّفي ستتوقّف حركتها؛ ولكن لديّ شرط واحد: أَغْلقوا باب غرفة المظلّة وجميع نوافذها.
قام المتديّنون للحال بتنفيذ طلب إبراهيم. وحالًا استهلّ بتلاوة الآية وبمزمور العُرش؛ وللحال تحرّكت أغصان المظلّة وفاكهتها. خوف شديد انتاب المتديّنين، سقطوا أرضًا ولم يقووا على النهوض خشية من مجد الله الذي حلّ على المظلّة.
أنهى إبراهيم نشيده، فسكنت أغصان المظلّة وفاكهتُها وعادت كما كانت من قبل. شعر المتديّنون أنّ عبئًا ثقيلا قدِ انزاح عن كاهلهم، خرجوا خارج المظلّة لاستنشاق الهواء، لأنّهم أحسوا بضيق شديد غشيهم.
شكر إبراهيم اللهَ الذي أغدق عليه بنعمه، وأعطاه علامة كما طلب“.