كلمة رئيس التحرير (:::)
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي (:::)
بدءا .. انزل الله سبحانه رسالته بين العرب لانه يعرف انهم قساة القلوب اجلاف قلوبهم قدت من دماء مجففة يبيعون انفسهم للغزاة بلا مقابل ويتمرغون في الطرقات كالحمير عندما تصادفهم امرأة حتى ولو كانت مومسا. ومع ذلك فانه سبحانه علم ويعلم ان الاسلام بسماحته ونبل مقاصده لن يثنيهم عما هم فيه من الجلافة على ان يكونوا رحماء بينهم .. اذ كلما برز منهم رحيم قتلوه .. وعابد كبلوه .. وداعية سفهوه .. وعادل قطعوه.. ولا يعجبهم العجب او الصيام في رجب الا ان يروا الدماء تنبثق من رقاب الابرياء مثل الشلال لا تتوقف الا عندما يرتوي شيخ القبيلة من شرب الدماء الندية البريئة .. والا لما قتل العرب خلفاءهم .. ولما ثاروا على الصالحين منهم .. ولما خرجت الينا عبر تاريخهم حركات ونبوءات فاسدة .. ولما قامت بينهم الحروب بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولما انقلب الابن على ابيه والزوج على زوجته والسفيه على الصالح والبذيء على العاقل . ولما جاهروا بازدراء الذين ليس على دينهم سرا وعلانية يظهرون لهم الحب وهم على كراهيتهم للاخر .. ويظهر ذلك حتى في العائلة الواحده .. فالاب يتملق الام لغاية في نفسه .. والابن يتملك الاب للغاية نفسها مع الفارق .. الجار يمدح جاره في العلن اما في سره فجاره منفصم الشخصية في نظره .. واسحب على كل ذلك ما تراه نفسك او ثقافتك ( العربية ) من مآثر اومثالب .
وبما ان الله سبحانه يعرف ان اولئك لا تثنيهم مقاصدهم في الذبح عن الارتواء .. فانه اراد التخفيف من غلوائهم فقدمت لهم الضحايا من فلذات اكبادهم ولم يرتووا بعد . فهم باسم الله يذبحون .. وباسم الاسلام يقتلون.. وباسم الشرف والكرامة والكبرياء المزيف يشربون كأس الدماء عن آخره وحتى آخر نقطة فيه ..
ولقد ذكرنا آنفا ان حكمة الله اقتضت ان يتنزل الاسلام في ارض العرب لعلمه سبحانه ان الرسالات السماوية تتنزل عندما يظهر الفساد ويعم الفسق العباد .. فعسى ان يتعظ الناس ويذكرون الله ويبتعدوا عن مقاصد السوء علهم يرحمون . ولكن العرب او الاعراب او اشباههم لم يتعظوا ولم تدخل الى قلوبهم نعمة السلام والاسلام.. فاذا ما ظنوا انها دخلت الى القلوب عزفوا عنها سريعا بعد احتوائها للحظات وعادوا سيرتهم الاولى .. مجرمين كما يفعلون الان .. وعصابات كما يجري في هذا الزمان .. وقساة قلوب بينهم ورحماء مع عدوهم .. سادنهم ومحرابهم الدنيا يصلون لها ويقتربون منها وهمهم في ذلك تكويش الاموال والسرقة والرشوة والفساد … الا من رحم ربي .. وهم قلة .
وقد يظن قارىء الكلمات انني لست عربيا .. ولا احب العرب .. او اعتز بعروبتي .. وانا اطمئنه انني واحد منهم .. يطلق علي لفظ العربي .. رغم انني اشك بوجودي وانتمائي لهذه الامة التي تقتل نفسها بنفسها . وتمحو بممحاة تاريخها ان كان لها تاريخ لم يزور بعد .. او ظل لها نفيلة تعتز بها او تفخر بما صنعت .. فكل يضحك في وجه جاره وهو يخبىء خلف ظهره سكينا حادا يغرسه في مقتل كلما وجد من جاره او صديقه او عزيز عليه طرفة عين يرى فيها الضحية قد غفل عن مراقبته ..
وفوق كل ذلك جاءنا ما يسمى بالربيع العربي .. ومن ثم جاءت جحافل من يدعون الاسلام فقتل هذا ذاك واستباح ذاك دم هذا .. وقفنا مع هذا حينا فاذا هو عديم الحس نفسه مثل ليمونة متعفنة .. ومن ثم وقفنا مع ذاك ضد هذا وايدناه فاذا به مدمن على شرب الدماء بالكأس وليس بالملعقه .. حرصنا ان نسمي هذا مناضل وذاك منافق وثالث متآمر ورابع اطلقنا عليه لقبا ربما لم يرد في الكتب الحديثة والقديمة .. وفي النهاية رأينا كل يقتل بعضه بعضا مثل السائبة عندما تتناحر على التبن او الشعير او ما يوضع امامها من برسيم او غير ذلك .. فاذا المصلحة وراء كل ذلك .. واذا التآمر خلف هذا وذاك .. واذا بنا كلنا نساق الى المذبح دون ان نرفع اصواتنا بالاستنكار .
كنا فيما سبق نتدر على واحد منا بانه باع وطنه او عمل لمصلحة العدو او اصبح جاسوسا على ابناء بلده ونستغرب الامر .. اليوم ايها الساده .. اصبح كل المتقاتلين يبيعون الوطن بلا ثمن .. وهمهم في ذلك الكرسي الذي اصبح مثلما كان الخليفة ايام جنود اللانكشارية .. مرة نرضى به واخرى نعزف عنه .. ومع كل ذلك فاننا ما زلنا نصفق .. نؤيد هذا ولا نؤيد ذاك ..
ايها الساده : يا ابناء الوطن الذي يسمى عربيا .. ايها الناس .. يا من لا تعبدوا الله ولا تعبدون الا انفسكم .. اغربوا عن وجوهنا فقد كرهناكم وكرهنا الوطن الذي تسمونه عربيا .. لاننا من طينة تشمئز من منظر الدماء التي تسيل دون جدوى .. انتم لصوص وكذابون ومنافقون وقتله .. اغربوا عن وجوهنا لكي نعود سيرتنا الاولى انقياء لا نسلم وجهنا الا لله تعالى .. وليس لوجوهكم المتعفنه .. ولنا الله .