كلمة رئيس التحرير (:::)
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي (:::)
لست ممن يرجمون بالغيب .. ولا احب ان افاضل في وقت عزت فيه المفاضلة .. وبما اننا كلنا في الهم شرق .. فان المصيبة ان ترى الدماء تسيل شلالات ولا تستطيع الا ان تدعو .. لكن الدعاء ايها الساده لا يفيد الا ان تفرش له اسبابه .. ونحن والحمد لله .. نقول بالسنتنا ما ليس في قلوبنا .. فقد دعونا على اسرائيل اكثر من سبعين سنة .. وغدت اسرائيل بعد دعاء الملايين قوية منيعة .. وغدا الذين يدعون مصابون بالعجز والهزيمة .. وتسأل الشيوخ فيقولون لك ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .. وتسأل من يدعون العلمنة فيقولون لك اننا لم نأخذ باسباب العلم والتقنية .. فمن نصدق ؟
فاذا ما صدقنا الشيوخ فسنظل ندعو قرنين من الزمان لاننا ندعو ولا سبيل لتغيير انفسنا الا بتغيير ما في قلوبنا وهذا دونه شق القتاد .. واذا صدقنا العلمانيين فاننا بحاجة الى خمسمائة سنة على الاقل لكي نلحق بالعلم واسبابه .. هذا ان اتجهنا نحوه اذن ما العمل ؟
وقبل ان نسير الى ما العمل بعدا عما قاله لينين في ادبياته لنأت الى داعش .. انهم يقولون بالخلافة وتوابعها .. ولكن الخلافة لا تأتي بسيل من الدماء .. قطع رؤوس واعضاء واعدامات لمجرد الشبهه .. ولكن المؤكد ان داعش قد بدأت في بلاد العرب والمسلمين عامه .. ولم نسمع اصحاب الخلافة انهم اطلقوا على اسرائيل طلقة واحدة حتى وان كانت لاصطياد عصفور في الوطن الفلسطيني المحتل .. اذن ما العمل ؟
لنتحدث اليكم بصراحه .. حكام العرب من اعقد المصائب التي حلت بنا .. واسرائيل ( رغم قولنا دائما انها العدو الرئيس ) فان نصف العرب على الاقل يمالئونها ويتمنون نصرها بعد وقبل ان رأوا ما تفعله داعش .. وداعش اخترعت اسلوب قطع الرؤوس والاعضاء دون اسباب واضحه .. وهذا يعيدنا الى غزو التتار للوطن العربي ردحا من الزمن .. فقد كان الجندي التتري يأتي الى مجموعة من المسلمين امام باب مسجد ليقول لهم .. انتظروا لكي آتي بسيفي من على ظهر حصاني فاقطع رؤؤسكم .. فينتظرونه دون ان يهربوا فيقطع رؤؤسهم واحدا اثر الاخر .. ثم يحمل رؤوسهم على سنان رمحه او سيفه ليدور بها على العامة ..اما التقنية فحدث ولا حرج .. فاننا نستوردها من الغرب ثم نسبه ونشتمه والكمبيوترات بين ايدينا .. هذا اضافة الى غزو الفضاء الذي جعل الصاروخ ينطلق من قاعدته على بعد الاف الاميال لكي يصيبنا في مقتل .. ونحن لا نفلح الا بالمآدب في رمضان .. تلك المآدب التي ترى فيها جبلا من الارز عليه ثمانون خاروفا .. ( كما قال المرحوم همرشولد ) عندما زار السعودية .. وهات يا لهط ..
بعد هذه المقدمة المتشائمة .. اود ان اقول لكم ما يلي :
الانظمة العربية تحارب لانها تحافظ على كينونتها وامتيازاتها وتبعيتها .. اذن لا سبيل لنصرها لا على داعش ولا على اسرائيل .. فاسرائيل تقوى .. وداعش اصبحت جيشا دوليا يضرب في كل مكان .. .. فهي كمن يدعو دون فرش الاسباب .. وكل ما تنتجه اجهزة الاعلام سواء كانت رسمية او خاصة هومن قبيل الابر المخدره .. والاعلام المصري انموذجا خاصا سواء كان رسميا او تبعيا لا يحلو له غير الصراخ في اودية مقفره يؤيد الحاكم والحكام في وقت اصبحت فيه الشتيمة جزءا من ادبياته .. والشتيمة مثل الضراط على البلاط .. فان الضراط لا يؤثر بالبلاط .
اما اسرائيل فانها قد سخرت كل ادواتها للعلم والاختراع .. ولا اريد ان احبط الهمم فاقول ان هزيمتها في ظل الظروف الحالية ضربا من الخيال .. ولا ندري ما يأتي به المستقبل ..
الاخوان المسلمون معارضو مصر (التي هي اكبر قوة عربية) يقولون لك ( الاسلام هو الحل) في وقت نرى عجزهم وتفرقهم في رحاب الارض ايدي سبأ .. ولا ندري عن اي اسلام يتحدثون .. واعتمادهم على محطة الجزيرة هو هراء .. لان الكلام يظل كلاما .. ولان الجزيرة تنتقي خمسين شخصا في مظاهرة ضد النظام المصري فيصورونهم يمينا وشمالا وفوقا وتحتا لتعلن انها استطاعت اختراق الامن وصورت المظاهرة العرمرمية التي خرج فيها الملايين ضد النظام .
النظام المصري مشغول بالحفاظ على مكتسباته .. وسواء كنا معه او ضده فان هذا لايغير من الامر شيئا ..
داعش انفلشت على بقاع الارض لانها تمس شغاف قلوب المسلمين كذبا .. فبات الكثيرون يتمنون نصرها سرا خيفة غضب سلطات بلادهم .. فقد كبرت وكبرت ولم نسأل انفسنا من الذي يمولها بالمال وكل انواع الاسلحة الحديثة التي نراها .. دون ان نستطيع التعرف على الممول الرئيس في هذه المعمعه .
الوطن العربي بكامله يذبح من الوريد الى الوريد .. واصبح البيت العربي فيه من المخالفة ما يندى له الجبين .. فهذا فرد من العائلة يؤيد داعش.. وذاك يؤيد النظام .. وثالث يؤيد اسرائيل .. ورابع يؤيد الاخوان .. وخامس يؤيد ( ام العيال ) فقط .. واصبحنا في العائلة الواحدة نقتتل دون اسباب واضحه ..
اما الكتاب والصحافيون فحدث ولا حرج .. يعطونك السم في الدسم .. يؤيدون هذا ويلفظون ذاك وهم مثل النعاج ليس لهم غير الشتيمه .. يعطونك المشكلة ولا يكتبون الحل هذا ان وجد ..
أكتب هذا وما زال الشيوخ يدعون ويستدعون .. والعلمانيون يتمنون ولا يفعلون شيئا .. داعش ستموت كما ولدت .. الانظمة العربية سوف تتغير في مقبل السنوات .. فالثورة الفرنسية لم تستقر الا بعد ستين عاما من بداياتها .. وكانت الرؤوس تطير مثل رفوف العصافير قبل ان تستقر ..
بعد كل هذا .. هل من حل ؟؟ واني لا اقول الحل كذا وكذا .. انه في داخل انفسنا ..
وفي رأيي ان ساعة الولادة قد قربت .. فلا عسل دون قرص النحل .. انني اؤمن بالشعب الذي مهما طال تفرقه الا ان يستفيق يوما ..
اما ما قبل الاستفاقة فسوف نعود الى عنوان هذه الكلمه .. هل تفضلون داعش ام اسرائيل .. انها معادلة صعبه .. فانا شخصيا لا اؤيد ايا منهما .. فهما مثل المرض لا يستأصل الا بالعلاج . واني لمحتار مثلكم تماما .. ولكني اؤمن بالمستقبل رغم سيل الدماء .. انها ولادة امه .. ولسوف تكبر هذه الامة لتحاسب كل من تخاذل في حمايتها .. ولسوف تكتب على قبور اولئك المتخاذلين جملة مفيده .. هنا يرقد ( ابن علقمي آخر) اراد ان يمحو من ذاكرتنا ان نحيا بكرامه .. وانا لله وانا اليه راجعون .. فما رأيكم ؟؟؟