اصدارات ونقد ….
تصدر قريباً في العاصمة المصرية القاهرة، مجموعة قصصية تحمل عنوان “بعد الرحيل”، وهي باكورة أعمال الكاتبة والقاصة الشابة إنجي الحسيني.
المجموعة التي جاءت في 176 صفحة من القطع الصغير، وصدرت عن دار همسة للنشر، ضمن 13 قصة قصيرة متنوعة، بين ما هو إنساني واجتماعي وعاطفي، بأسلوب سهل وسلس، قالت المؤلفة في مقدمتها إنها تكتب “عن الحب.. ذلك الشعور الذى أصبحنا نقتقده فى معترك الحياة المادية، ذلك الإحساس الذى يضيف للحياة نكهة وصبغة تقوينا على مرارة الحياة”.. استلهمتها من واقع الحياة ومواقفها البسيطة التي ربما لا ينتبه لها أحد، ولكنها قد تسبب معاناة وضغطاً نفسياً لا نتوقعه.
تحاول الكاتبة في “بعد الرحيل” التجوال ما بين الواقع والخيال. وكأنها تنسج من هذا الخط الفاصل ليس مجموعة قصصية، بل الكثير من التساؤلات: هل يكون للحرية ثمن يجب أن ندفعه؟ هل الحرية قيد يطوق إرادتنا إذا أردنا أن نكسره فيتم اتهامنا بالخروج عن الأعراف والتقاليد؟ هل تلعب الصدف واللقاءات العابرة دورا ناجحا في حياتنا فتقرب قلوب اًوتبعد أخرى.. أم أن البعض يأتى “بعد الآوان” ؟ هل الحياة قاسية على البعض منا إذا أعطتنا، ثم أخذت منا في المقابل ؟ فتكون المبادئ ثمنا للنجاح ويكون الفراق ثمنا للحب ويكون الموت حلا فى أغلب الأحيان.؟
تلجأ إنجي الحسيني للبحث فيما وراء القسمات والضحكات لتعود إلى أسئلتها التي لا تنتهي مرة أخرى، وكأنها تبحث عن ملاذ آمن لكل بسمة كسيرة، أو كل قلب تفتت عواطفه على صخرة التناقضات اليومية، متأرجحة بين الوفاء والخيانة، بين الثبات على المبدأ والانتهازية، بين الأمل واليأس، باختصار بين مفردات الحياة بكل تفاصيلها، وبين فلسفة الموت ربما كبداية وليس نهاية.
برعت إنجي في نسج أقاصيصها والتي جاءت تحت عناوين “ثمن الحرية، لحظة حساب ، موعد مع الحب، شلة الأنس، بعد الرحيل، بين أحضانه، الغريمان، طريق الوصول، بعد الأوان، الخائنة، رحلة العمر، لحظة الانتقام، سميرة” في تقديم وجبة قصصية مصحوبة بأسئلة لا تنتهي، ربما لا تقدم جواباً بعينه، ولكن يكفي أن كل علامات استفهامها يمكن أن تكون ضوءاً في آخر نفق الحياة، علينا رغم كل الصعوبات أن نبحث عنه.. أو نتلمس طريقه.