اراء حرة (:::)
ناجي شراب – غزه (:::)
تكافح المرأة من أجل إستكمال حقوقها السياسية بتولى نفس المناصب السياسية العليا المحتكرة على الرجال.وخصوصا على مستوى الرئاسة فى الولايات المتحدة ،وان تدير ألأمم المتحدة بتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة الذى بقى حكرا على الرجال.ويخضع لحسابات وقرارات الدول الخمس الدائمه فى مجلس الأمن.وقد تكون عين المرأة على رئاسة الولايات المتحدة بإعتبارها الدولة الأولى وألأقوى فى العالم، وهى الدولة التى حتى الآن لم تصل المرأة فيها لمنصب الرئاسة ،وقد تشكل إنتخابات الرئاسة ألأمريكية القادمة الفرصة لتحقيق هذا الحلم السياسى الكبير,وفى هذه الإنتخابات تنافس هيلارى كلينتون أولا على ترشيح الحزب الديموقراطى ، ويقف جانبها زوجها بيل كلينتون والرئيس اوباما نفسه. وإذا ما حازت على ترشيح الحزب تكون قد قطعت نصف الطريق للرئاسة.فقد سبق لها أن نافست على المنصب مع الرئيس أوباما ، ولم يتحقق حلمها ، وعلمت وزيرة للخارجية ألأمريكة وهو منصب ليس سهلا ، وقبلها عضوة مجلس شيوخ، وهى بخبرتها مؤهلة لهذا المنصب ، وهى ليست بعيدة عنه، ويبقى مدى إدراك وإستعداد الشعب الأمريكى على قبول إمرأة تحكمه، وأعتقد ان هذه الفرصة قد تمنح لها كأول أمراة كما منحت للرئيس اوباما كأول أسود امريكى يصبح رئيسا، وقد نأخذ وقتا طويلا ليتكرر هذا ألأمر ثانية ، وعليه أتنبأ ان تفوز هيلارى كلينتون بمنصب الرئيس, وكما نعلم فالمراة قد كافحت طويلا إلى أن حصلت على حقوقها السياسية فى الولايات المتحدة فقط فى عام 1820 حصلت على حقوقها اى مايقارب خمسين عاما بعد وضع الدستور الأمريكى . وعلى المستوى العالمى نجحت المراة فى ان تصل إلى المناصب السياسية العليا فى المانيا ميركل هى السيدة الأولى ، وقبلها بريطانيا تاتشر تولت منصب رئاسة الوزراء، وحصلت على المنصب فى أكثر من دولة اوروبية وحتى آسيوية كالهند وبنجالاديش وفى الباكستان بينيظير بوتو وفى تركيا تانسوتشيلر.وحصلت على اعلي المناصب فى الإتحاد ألأوروبى وما زالت، وتقلدت مناصبا عسكرية عليا كوزارة الدفاع فى فرنسا مثلا، ولم يبقى منصبا إلا تولت ، ولا شك انها اثبتت جدارة وكفاءة فى توليها للمناصب، وهذا يأتى فى سياق سعيها الدؤوب لمساواتها الكاملة بالرجل. ويبقى المنصب الأعلى الذى قد تتطلع إليه المرأة هو تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة ، فولاية بان كى مون على وشك الإنتهاء، وهناك من يتوقع ان تنافس المرأة على هذا المنصب، وإن كان كما اشرنا يخضع لحسابات معقدة تختلف عن الحسابات السياسية للمناصب التى حصلت عليها فى دول ديموقراطية .ففى الحالة الثانية معايير الديموقراطية والتصويت السياسى تختلف عن تصويت الدول فى الأمم المتحدة ، ففى الدول الذى يحكم التصويت السلوك السياسى للمواطن، وهنا يلعب تصويت المراة دورامهما وحاسما،اما فى حالة الأمم المتحدة فالتصويت تصويت دول تحكمه مصالح سياسية عليا، وتفاهمات دولية ليس لها علاقة بالديموقراطية.هذا على الرغم من ان المرأة ترأست جلسات الجمعية العامة للأمم المتحددة كما فى مندوبة البحرين، وترأست لجان عليا وما زالت كلجنة الحقوق السياسية . لكن يبقى منصب الأمين العام هو الجائزة الكبرى التى ترنو لها عيون كل امراة فى العالم، ويعتبر فى حال تحققها أكبر إنتصار فى معركة الحقوق السياسية ، فالرمزية والدلالة السياسية التى تجسدها ألأمم المتحدة ليست كأى دولة حتى لوكانت الولايات المتحدة ،فالأمم المتحدة منظمة عالمية التكوين ، وتضم كل الدول كبيرها وصغيرها ضعيفها وقويها، والمرأة من خلالها يمكن ان تقود العالم كله، حتى لو كانت وظيفة ألأمين العام وظيفة إدارية ، لكنها فى الآونة ألأخيرة اخذت بعدا سياسيا ، واصبح له مكانته, ودوره فى كل القضايا الدولية.وإتاحة الفرصة للمرأة لتولى هذا المنصب قد يأخذ بعدا جديدا،بما لديها من قدرة على الإقناع وإثبات وجودها ، وحمل رسالة ألأمم المتحدة ، والتاكيد أن الأمم المتحدة فعلا تقوم على مبدأ المساواة ، والتاكيد من خلالها على مبدأ المواطنة العالمية. لا شك ان تولى المرأة لهذا المنصب سيكون إكتمالا لإنتصار الأمم المتحدة فى التاكيد على قضية الحقوق الإنسانية ونشرها فى كل بقاع العالم، ورسالة إلى الدول التى لم تاخذ المراة دورها ومكانتها وخصوصا فى الدول والمجتمعات العربية والإسلامية الأجدر ان تمنح فيها المرأة كامل حقوقها.
دكتور ناجى صادق شراب
drnagish@gmail.com