: إمرأة بحجم وطن..! ابناؤها الخمسة مؤبدات في معتقلات الاحتلال وابنها السادس استشهد عام 1994…! بقلم : نواف الزرو

 

فلسطين ….
بقلم : *نواف الزرو – الاردن …
في فلسطين في كل بيت قصة وفي كل عائلة حكاية، ولكن قصص فلسطين وحكاياتها كل واحدة منها تحكي النكبة الفلسطينية منذ بداياتها، وكل واحدة منها تحكي حكاية الوطن الفلسطينيي، بل كل حكاية منها بحجم الوطن الفلسطيني، وفي فلسطين ملاحم وبطولات لا حصر لها، ابطالها رجال ونساء واطفال ، ولكن للمرأة الفلسطينية حضور مميز في المشهد البطولي الفلسطيني…وهناك عشرات النساء الفلسطينيات كل واحدة منهن خنساء فلسطينية بما قدمته من تضحيات كبيرة وعظيمة، ومن بين هؤلاء الفلسطينيات تبرز حكاية السيّدة لطيفة محمد ناجي أبو حميد -ام ناصر- والملقبة بـ”خنساء فلسطين، او “سنديانة فلسطين”، فقد عانت أم ناصر مثل بقية النساء المضحيات بكل شيء من أجل أن يبقى الوطن، فأصبحت رمزاً وعنواناً للتضحية والفداء بعد أن قارع أبناؤها جميعاً الاحتلال الإسرائيلي في مدينتهم، ليسقط من بينهم شهيد “عبد المنعم أبو حميد” ويذهب خمسة منهم إلى سجون الاحتلال وتهدم بلدوزرات الاحتلال بيتها خمس مرات.
الجميع في الوطن المحتل هناك يعرفها ويعرف حكاية ابنائها المناضلين، والجميع في خارج الوطن سمع عنها وعن ابنائها أو قرأ عنهم خلال السنوات الماضية، ونحن نستحضر حكاية ام ناصر ابو حميد اليوم لنذكر بان هناك في فلسطين قصص حكايات لا يجوز ان تنسى ابدا، ومناسبة استحضارها ان ابنها المناضل ناصر في حالة غيبوبة منذ 12 يوما، بعد إصابته بالتهاب حاد في الرئتين، نتيجة تلوث جرثومي”، وقال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، إن الوضع الصحي للأسير أبو حميد حرج للغاية، ويعاني من انعدام في المناعة، ولا يستجيب للعلاجات حسب المعلومات، وهو ما يزال على أجهزة التنفس الاصطناعي في مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي—“الأيام”2022-1-16”. ويذكر ان الأسير ناصر معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن سبع مؤبدات و50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات الإسرائيلية، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لعدة سنوات، بينما استشهد شقيقهم عبد المنعم أبو حميد برصاص قوات الاحتلال في تسعينيات القرن الماضي، وتضامنا مع ابنها أعلنت والدة الأسير ناصر مساء الخميس 13 يناير 2022 الإضراب عن الطعام إلى حين إطلاق سراح ابنها لتلقي العلاج، وبيّن نادي الأسير أن ناصر يبلغ من العمر (49 عامًا)، ويقبع اليوم في سجن “عسقلان”، وكان قد تعرض على مدار السنوات التي سبقت اعتقاله عام 2002، للاعتقال عدة مرات وذلك منذ أن كان طفلًا، حيث تجاوز مجموع سنوات اعتقاله أكثر من (30) عامًا. كما أن شقيقه نصر البالغ من العمر (47 عامًا)، والذي يقبع في سجن “عسقلان”، تعرض كذلك للاعتقال منذ أن كان طفلًا، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال (29) عامًا، وكذلك شقيقهم شريف (45 عامًا) تعرض للاعتقال عدة مرات قبل عام 2002، وأمضى قبل هذا الاعتقال تسع سنوات، حيث واجه عمليات الاعتقال كما أشقاؤه منذ أن كان طفلًا، ويقبع اليوم في سجن “جلبوع”، ويقضي ناصر حُكمًا بالسّجن لسبعة مؤبدات و(50) عامًا، ونصر خمسة مؤبدات، وشريف أربعة مؤبدات.
ويشار هنا الى ان ثلاثة أشقاء منهم دخلوا الـ(20) في سجون الاحتلال وهم: ناصر ونصر، وشريف أبو حميد وهم كما اشير من بين خمسة أشقاء يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد في سجون الاحتلال-21/04/2021”..
ويذكر أن للأشقاء الثلاثة، شقيقين آخرين يقضيان أحكاماً بالسّجن المؤبد وشقيقا آخر شهيد وهم: محمد (38 عاماً) المحكوم بالسّجن المؤبد مرتين و(30) عاماً، وإسلام (35 عاماً) والمعتقل منذ عام 2018، والمحكوم بالسجن المؤبد و8 سنوات والذي قضى سابقاً قبل اعتقاله عام 2018، خمس سنوات ونصف في سجون الاحتلال، وشقيقا آخر شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد الذي قتله الاحتلال عام 1994.
ويوثق في سجل هذه العائلة المناضلة المكافحة الصامدة المضحية أن الاحتلال اعتقل على مدار العقود الماضية جميع أبناء العائلة إضافة إلى والدهم، كما هدم الاحتلال منزلهم خمس مرات، كان آخرها العام 2019، كما حرم والدتهم من زيارتهم لسنوات، كانت أطول مدة منع استمرت خمس سنوات متواصلة، بينما فقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.
ننحني احتراما واجلالا لهذه العائلة المناضلة، وللوالدة ام ناصر التي نقول عنها دائما انها: سيدة بحجم الوطن الفلسطيني.
Nzaro22@hotmail.com