أمريكا تكشف حقيقتها وتدير ظهرها للعرب.

اراء حرة (:::)
طلال قديح : كاتب فلسطيني من السعودية (:::)
كان العالم كله ينتظر خطاب الرئيس الأمريكي أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان البعض يعلقون عليه آمالا كبيرة، و يتوقعون مواقف جريئة ومسؤولة تتوافق مع دور أمريكا كقوة عظمى في نصرة الحق ومناهضة الظلم حيث كان وممن حصل..                  لكن للأسف، فإن الدولة الأقوى ، تنكرت لكل القيم والمبادئ وضربت بها عرض الحائط إرضاء لربيبتها إسرائيل  .. وهكذا ضاعت الآمال وتبخرت الأحلام ، فكان خطاب أوباما بمثابة الضربة القاضية وطعنة نجلاء لكل الأصدقاء والحلفاء.
أدار أوباما ظهره للعرب ، وأغفل ذكر قضيتهم الأولى بل قضية المسلمين والعالم الحر، وهي قضية فلسطين التي تشهد الآن تداعيات متسارعة بدءاً بالاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى في تحد سافر للعالم الإسلامي، والقوانين الدولية..ومرورا يالتوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي..وصولا إلى قمع المظاهرات وما يترتب عليه من قتلى وجرحى وأسرى بلا تمييز بين الرجال والأطفال والنساء..فكلهم أعداء.
كان العالم يتوقع أن يولي الرئيس أوباما –في خطابه- قضية فلسطين اهتماما خاصاً، كونها مفتاح الحرب والسلام في الشرق الأوسط، الزاخر بالخيرات الوفيرة التي يسيل لها لعاب الكثيرين..
لكن أبى إلا أن يظل حليفا مخلصا لإسرائيل، يمدها بكل أنواع المعونات بلا قيد أو شرط من الإبرة وحتى الطائرة والصاروخ ، معتقدا أنها على حق دائما ومهما فعلت.. بل ذهب إلى أبعد من ذلك، ليتبنى مواقفها، ويبرر جرائمها مهما بلغت.. ويتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور ، كل من يعاديها..؟؟.
أدارت أمريكا ظهرها للعرب وقضيتهم وكأن الأمر لا يعنيها، ولا يستحق حتى الالتفات إليه من قريب أو بعيد. متناسية أنها وحلفاءها من الغرب هم سبب كل بلوى ومصيبة عانيناها..
وهكذا كان خطاب أوباما ، يتبنى سياسة إسرائيل، ويتغاضى عن موقف حق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطين على حدود حزيران 1947م وعاصمتها القدس، وفق قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن. التي لا تلزم إسرائيل بل العرب.
لو وقف الغرب ومعه أمريكا على الحياد، وابتعدوا عن المداهنة والممالأة، وسلكوا الطريق السوي الواضح بلا لف أو دوران- لأصبح العالم أفضل ونال كل ذي حق حقه ، وعاش العالم في سلام وأمان وتفرغ الكل للبناء والإعمار، وانتفى الفقر والعوز وغاب القهر والظلم والاستبداد.  لكن أنى ذلك وقد جُبلوا على مغالبة الحق، ومسايرة الباطل..!!
آن الأوان بعد هذا الخطاب ،أن نصحو من غفلتنا ، ونفيق على أن لا عزة لنا ولا عودة لحقوقنا إلا بوحدتنا وتكاتفنا ، وما حك جلدك غير ظفرك.. وإيماننا بأننا كلنا في الهم عرب.. والغرب غرب، والشرق شرق،  ولن يلتقيا أبدا..أفيقوا ياعرب..أفيقوا قبل أن تندموا..ولات ساعة مندم. !!
واشتدي أزمة تنفرجي، فقد لاحت بالأفق بادرة أمل تتمثل في رفع العلم الفلسطيني على مبنى الأمم المتحدة اعترافا بحق فلسطين في الحرية والاستقلال والدولة المعترف بها دولياً..شاء من شاء وأبى من أبى..!!