منوعات …..
بقلم: بكر السباتين – فلسطين – الاردن …
(1)
المبدع يكتب بوجدانه أما الناقد فيقيم العمل فنياً بأدواته الفينة غير الملزمة.. الكتابة الإبداعية موقف مستقل للمبدع أما النقد فهو موقف الناقد الفني تجاه النص.. أما إذا ناقش الناقد فكرة النص ورؤية المبدع فهنا ستخضع الآراء لمبدأ الحوار الموضوعي بعيداً عن الوصاية الأكاديمية أو حشر النص في منطقة الهامش واعتبار ما يقوله الناقد هو المركز..
فالناقد يقيّم العمل فنياً، فمثلاً يطابق بين القصة القصيرة وشروطها الفنية بعد أن يحدد جنسها الفني كالطبيب ليحدد أدوات القياس؛ لكنه لا يتدخل بحركة الأشخاص أو عقارب الساعة إن كانت تراكم الزمن أو تشرذمه.. أو ملامح المكان فيها وتفاصيل العقدة وطبيعة النهاية حتى الحوار الخارجي أو اللاشعور، وكذلك الأمر مع الشعر حيث يخضع النص لمنطق الاقتصاد في اللغة وعدم المبالغة ويعنيه تماسك ووحدة النص والفكرة، وتطابق الصورة الشعرية مع المشبه لأن المشبه به وأداة التشبيه والصورة من أدوات التقييم للناقد، والأهم أن تكون لدى الناقد القدرة على تجنيس النص وتشخيصه؛ ليستخدم بناءً على ذلك الأدوات الفنية اللازمة كأنه النطاسي.. ثم يوجه المبدع فلا يفرض توصياته.. والأهم أن يحترم الناقد النص ويتعامل معه كأنه كائن حي له مشاعره وشخصيته المستقلة عن المبدع. أي أن الكاتب لا بد ويخرج من النص على اعتبار أن الرواية برمتها تمثل موقفه السياسي أو الثقافي، أما دائرة الأحداث في النص فالمبدع غير مسؤول عن نتائج أفعال الشخصيات داخل الفكرة والسياق العام.. ربما سيختلف الأمر في جنسي السيرة الذاتية أو المديح المباشر في إطار شعر المناسبات.
(2)
اليسار بكل فئاته مثل كرة الحديد إذا دحرجت على الثلج لا يكبر حجمها، والسبب تقوقعه على نفسه في إطار نظري صارم وعدم تفاعله الإيجابي مع المجتمع من خلال خطاب يأخذ معطياته من هموم الإنسان وقضاياه والتفاعل معها على أرض الواقع سواء بتبسيط الخطاب الثقافي أو تفعيل المشاريع التنموية الشعبية التي تعالج جيوب الفقر والمبادرات الشبابية الاجتماعية أسوة بمؤسسات المجتمع المدني.. على الأقل كانت شعلة اليسار يوقدها العمالُ والفلاحون؛ لكنها في الصالونات الثقافية فقد اختطفتها البرجوازية إلى المناطق المغلقة في معركة المحاصصات الحزبية والمعنوية وكأن اليسار بات يحكم المجتمع بانتظار خطاب النصر.. فمتى يزول الحاجز الكبير بين اليسار والشعب!! عجبي.
(3)
المقاومة أفشلت صفقة القرن وجعلت أتباعها يترنحون في سكرتهم من هول الضربة الماحقة.. الذباب الإلكتروني يشيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه لا وجود للصفقة لا بل وينكرون وجود المقاومة من أصله وكأنهم لا يستمعون لصوت الضحايا في غزة وكيف أن المقاومة ردعت العدو الصهيوني رغم أنها محاصرة من العدو والصديق.. أحد المضحكين من أتباع صفقة القرن وهو فلسطيني “يرثى لحاله” يصفق للمال الخليجي ويصف العمران الخليجي الكرتوني بأنه دليل عل تقدم الخليج على الصين وكأنه يقول بأن النهضة المزيفة في الخليج أهم من الانشغال بالمقاومة وهذا قمة العهر بكل أشكاله ومضامينه!! رغم أنه كلام لا وزن له.. من هنا تنفست الصعداء متيقناً بأن قضيتنا تخلصت من زبد السيل وانتشرت المياه الصافية لتروي الحقول.. وبالمناسبة حينما انتقد الدول الخليجية التي تدعم صفقة القرن، أو تمول حملات دحلان الانتخابية، فإنني استثني الشعوب المغبونة التي لا تملك من أمرها شيئاً.. فحيا الله المقاومة ومن يمدها بالمال والسلاح وخيب كل من ينسق مع الاحتلال الإسرائيلي أمنياً.. فإلى انتفاضة لا بد منها في الضفة الغربية المحتلة حتى تميد الأرض تحت أقدام الكيان الإسرائيلي المتغطرس الزائل.. انتظروا مقالي القادم عن “استراتيجية جديدة للذباب الإلكتروني لقلب الحقائق “عجبي!
(4)
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، إن حزب “اليمين الجديد” الذي يقوده كل من وزيرة العدل السابقة أييلت شاكيد ووزير الدفاع نفتالي بنيت، قرر خوض الانتخابات العامة المقبلة بشكل مستقل عن كتلة “يمينا” التي تضم أحزاب اليمين القومي الديني. ويناور “اليمين الجديد” للاندماج في حزب الليكود، بعد إشارات سابقة بهذا الشأن، خاصة أن الأول فشل في اجتياز نسبة الحسم (الحصول على أربعة مقاعد) في انتخابات أبريل/نيسان الماضي، ووجد نفسه خارج الكنيست.. وخاصة أن الوقت المتأزم ليس لصالح أحد في هذه الانتخابات المتعسرة. إذ يتوقع أن يتم حل الكنيست الإسرائيلي بعد أسبوعين تقريبا في حالة فشل أي عضو من أعضائه في تشكيل حكومة جديدة في أعقاب فشل كل من نتنياهو وكذلك زعيم حزب “أزرق-أبيض” بيني غانتس في ذلك.
وخلاصة القول فإن الفلسطيني لا يثق بالقاتل لمجرد أنه بدل ملابسه لتنسجم مع قناعه الجديد.. والاحتلال حتى لو زفته كل الطبول العربية سيبقى رهينة الخوف من المجهول الذي تتمترس خلفه المقاومة فلا يستطيع تحديد منصات صواريخها على صعيد مادي ومعنوي.. عجبي!
(5)
إن ردَّ السوبرمان الأرعن، مايك بومبيو وزير الخارجيّة الأمريكيّ الذي طالب فيه وزراء الخارجيّة العرب بالتّطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بدَلًا من إدانة قرار حكومته بتشريع الاستِيطان في الأراضي العربيّة المُحتلّة يتّسم بالوقاحة وقلّة الأدب ويرسخ من سمات التعالي التي يتسم بها رجال المقامر الأمريكي الأشقر، ترامب، فما طلبه بومبيو يمثل الخروج عن كل الأعراف الدبلوماسيّة!
علماً بأن كلَّ ما فعله وزراء الخارجية العرب هو أنهم في اجتِماعهم الأخير، فقط! عبّروا عن التِزامهم بالقانون الدوليّ وقرارات الأُمم المتحدة عندما اعتَبروا القرار الأمريكي باطِلًا ولاغِيًا، ولكنّ الوزير بومبيو لم يتقبل متل هذا الرد من العبيد الصاغرين.. وهنا يأتي مكمن هذه الغطرسة الأمريكية التي لا تقيم وزناً للعرب خلافاً لموقفها الحذر والمكبوح إزاء الشعوب الحية الأخرى.. عجبي!
(6)
” أعلنت مديرية الأمن العام امس ، أن جميع وحداتها الشرطية المعنية بتنفيذ الحملة الأمنية الخاصة على ظاهرة إطلاق العيارات النارية وحيازة الأسلحة غير المرخصة ، والتي بدأت بتاريخ 27 حزيران الماضي ، تمكنت خلال الأسبوع الواحد والعشرين من الحملة من إلقاء القبض على 24 شخصاً في مختلف محافظات المملكة وضبط بحوزتهم 25 سلاحاً نارياً ومن ضمنهم شخص واحد من جنسية عربية ،واتخذ بحقهم جميع الاجراءات القانونية والادارية اللازمة ،ليكون حصيلة الحملة الامنية منذ بدايتها القاء القبض على 1393 شخصاً ضبط بحوزتهم 1623 سلاحاً نارياً.” الدستور
والسؤال هو ماذا عن الأسلحة المرخصة فهل جميعها موافية للشروط الأمنية! حينما تحدث مناسبة ما في الأردن تتحول سماء عمان إلى جحيم.. فما هي مصادر هذا السلاح الذي يخزنه الشيطان في معاقله داخل بيوتنا! فإذا غضب الجار من جاره تحولت الحارة إلى متاريس داخل كرنفال للموت.. عجبي!
(7)
خواطر ترطب القلوب
خرجت من بساتين القرنفل معبقة بالطيب، وفي يدها زهرة واحدة. لم يهن عليها حصاد الودِّ في غير موسم العشاق.
***
تتسلق الياسمينة قلوب العطاشى إلى الحنين فيبوح عطرها بسلافة الوجد..
***
يتلحفان بالغمام فيبوح بأسرارهما المطر..
***
بعدما غابت الأغاني عن المروج جف اللسان..
3 ديسمبر 2019