يا أنهار بابل – شعر : سهى الجندي

الشعر …..
شعر : سهى الجندي – العراق ..
ناوليني قدح الأحلام العتيقة
كي يبعث المارد من جديد
ويطارد حلم الخلود
فيعرف القاعدون أنه
ليس للحلم حدود
إلام تظلين باهتة؟
كعجوز يبيع الحساء في دلهي
أو طفل جندوه في أحد الكهوف
أنا اليوم أسيرٌ وأغني لك
عن فراشات صارت بروجا
ونخيل صار أدراجا
يا فاتنة السرد القديم
وملهمة المغامرين
خبري كواكبك
أني ما هجرتهن
ولا عشقت غيرهن
يا أنهار الحكايا الملهمات
أنت الخلود وما سواك هلوسات
وكل الهوى أكاذيب
وبلقيس ما عشقت سليمان
هبت رياح الأساطير وانت غافلة
فانبجس من الينابيع اثنا عشر
وسجد من الكواكب أحد عشر
واقتلعت رياحيني وسياجي
فكيف تنكرينني؟
ألا تذكرينني؟
يا دولاب المقادير
عركتَني حتى اختفت ملامحي
وراحت مع السبايا عشتار وأنات
يا أنهار بابل
انهضي من السبات
فليل على سعف النخيل
وعكا تغير لونها
وتندب العشق القديم
وتوجعها الذكريات
ألم نكن عاشقين ذات يوم؟
ألم تصهرنا الأمسيات؟
ألم نكتب كثيرا قبل “إقرأ”؟
ألم نعجز الكون قبل المعجزات؟
فإن كنا غريقين
فمن يرمي لنا طوق النجاة؟
دعينا الى بابل نعود
لو على حصان من خشب
دعينا نشرب نخب الإياب
ونصنع أقداحنا من ذهب
دعينا نقهر زيف السنين
فالليل والنهار لديها سواء
والعهر والحب لديها سواء
والقتل والموت لديها سواء
نحن اليوم جريحان
وبلسمنا العشق والوفاء
فانهضي يا بابل من السبات
وانشري الحب في دجلة والفرات
ليغدو في الصدر قلب وأغنيات