كلمة رئيس التحرير (:::)
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي (:::)
لا نشك ابدا ان المذاهب من صنع الانسان ، وان الدين الفطري من عند الله .. لذا فانك ترى المذاهب فيها من الترا هات الكثير .. وفيها من التشويه اكثر .. واغلب الظن انها وضعت لأسباب مصلحية شخصيه .. بعضها للحكام في ذلك الزمن والبعض الاخر فقها لتغليب رأي على آخر .. ثم توارثها الأبناء جيلا بعد آخر حتى غدت جراثيمها تلوث الدم منا بالكثير مما يجب لفظه .. مع التحفظ بان الكثير منها اجتهاد لم يرد في النصوص الإلهية مفصلا فجاء الانسان لكي يضيف اليها من عنده ومن تصرفه الشيء الكثير او القليل .. ثم فرضت علينا وتوارثناها فأصبحت في مجملها عصبية اعادت الينا الكثير من الأمور الجاهلية .
فابن حنبل لم يكن نبيا مرسلا .. ولا كان الشافعي او أبو حنيفة او ابن تيمية الهة او شبه الهه .. ولا جعفر الصادق او الائمة الاثنا عشر اربابا نعبدهم .. ولم يكن الوحي يأتي لأي منهم ولا أوصى الله رسوله محمدا (ص) بان يتبع الناس محمدا بن عبد الوهاب .. ولكنهم كانوا مصلحين لأمور الدين ( حسب رأيهم ) واذا كان الخلف ( غير الصالح) الذي نحن منه قد اقر عدم المساس بكتب أولئك .. واعتبر البحث فيها من المحظورات بسبب قصر عقولنا .. وبحجة ان زمن الفقه والاجتهاد قد ولى .. فان العقل يقول بان كل ما يصدر عن الانسان قابل للنقاش .. قابل للخطأ والصواب .. اذن لماذا لا نشرح ( مع تشديد الراء وكسرها ) أعمالهم .. ولماذا لا نخطئ من اخطأ منهم ونزكي من جانبه الصواب .. ونحن نعلم اننا نغوص في بحر من الاشواك عندما نطرح هذا الامر .. فالكثير من العقول الباهتة .. ربما قادتنا الى درجة لا تحمد عقباها .. لكننا نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله . وبعد ذلك فليأت الطوفان ..
ولا يعني هذا ان المذاهب في مجملها خاطئة.. لكننا نقرر ان فيها الكثير من الخطأ والصواب على حد سواء .. فرغم نزوغها نحو المصلحة الشخصية او الاجتهادية فان فيها من التيسير الشيء الكثير .. كما ان فيها من التعصب الكثير أيضا .. لذا فان الاختلافات فيها غير جوهريه .. واغلب الظن انها كتبت في وقت كان العرب فيها هم المسيطرون على أنظمة الحكم الإسلامي .. وجاء التفصيل على مقاس العرب .. ولم يكن العجم قد دخلوا في الإسلام بعد الا من اتى بعد ان ملآ العجم ارض العرب .. فذا فانك تجد فيها معلومات عمومية يقبلها البعض ولا تنطبق على الاخر .. لكنها مع كل ذلك تكرس جملة من اللوازم التي ان حدت عنها تعتبر خصما لها .
واضافة لما نطرح .. فان الحيدة عن سنة الرسول (ص) قد أخرجت لنا من آراء الشيوخ وذوي العمائم ما عجزت كتب الفقه عن مجاراتهم .. فإضافة للمذاهب المعتمدة من قبل الازهر او السلف او العتبات المقدسة او غيرهم .. فان الفتاوي التي تظهر هذه الأيام في معظمها مفصلة على مقاس الحاكم .. وقد نسي أولئك ان الرسول قال : اعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر .. وسواء كانت هذه الجملة من حديث الرسول ام انها حكمة فإنها تمس شغاف قلوبنا عندما ننطق بها .. مما يجعلنا نوافق على الكثير ونلفظ الكثير أيضا ..
لقد قاد اختلاف المذاهب في التفسير والاجتهاد الى حروب أوقعت الالاف من الضحايا على مدار التاريخ الإسلامي .. وتلك سبة في جبين المسلمين وليست سبة في جبين الإسلام.. فالإسلام واضح وضوح الشمس .. اسلام الفطرة الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .. فقد كان المسلم يعبد ربه قرب ناقته في رحلاته دون ان يعرف ابن حنبل او جعفر الصادق او محمد بن عبد الوهاب او المالكي او ابي حنيفة .. وكان اسلامه على الفطرة ليس فيه من التعقيدات ما نراه في هذه الأيام .. مما يجعلنا نفكر تفكيرا جديا ان الثوابت التي طرحها أولئك يجب ان تطرح للبحث ثانية وثالثة ورابعه .. حتى نصل الى نتيجة تتوافق مع الظروف الحالية للإنسان المسلم .. فالكثير من الأمور قد تغيرت والكثير من الشوائب يجب ان تشطب والا فأننا ندس رؤوسنا في الرمال .
وقد يعتبر البعض ان طرح مثل هذا الموضوع يقود الى الاختلاف .. ونحن نعترف .. نعم .. انه يقودنا الى الاختلاف .. لكنه أيضا يقودنا الى الاتفاق في نهاية المطاف .. والا ما نفع العقل الذي زرعه الله في رؤوسنا .. وهل من الحكمة ان نستخدم ذلك العقل فقط في أمور حياتية لا تمت الى الدين بصله .. ونترك الكثير من المجتهدين سواء كانوا محدثين او قدامى للعب بعقولنا كيفما يشاؤون او شاءوا وفق اهوائهم ..
الاف من الضحايا سقطوا عبر التاريخ والاف يسقطون هذه الأيام .. والسبب هو التعصب لمذهب دون الاخر .. وما يجري في العراق أمثولة .. ولا ادري ان كان حرق المساجد وتفخيخها وحرق المصاحف وقتل الائمة وخدام المساجد يندرج تحت قائمة المذاهب .. في وقت نهب جميعا للتصدي لمن يرسم رسوما مسيئة للرسول او للإسلام .. مع ان الإسلام يزداد بريقا كلما خط قلم رسام تلك الرسوم المسيئة .. وهل يندرج هذا تحت قائمة الإرهاب .. ام انه قضية محدثة جلبها الاختلاف .
الإسلام رغم كل الاجتهادات التي طرحت وتطرح بسيط بساطة الماء عندما تشربه في يوم قائظ .. ومع كل ذلك فنحن لم نزل نؤله هذا ونلفظ ذاك .. واني لأعلم ان الكثير من هؤلاء وأولئك قد يعتبرونني مارقا .. ولكني لا القي بالا لهم .. فهم المستفيدون من الاختلاف ليس اليوم فقط وانما على مر العصور ..فمتى نستفيق .؟؟؟؟