كلمة رئيس التحرير …..
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي
بدءا .. من يرضى بالاتفاقات المذلة .. يصبح كمن يقدم زوجته للغزاة عن طوع .. يغتصبها اولئك تحت بصره وهو يقول لهم في سره وعلانيته .. زيدوها .. ومن يريد ان يكون رئيسا عليه ان يصبر على خراميش القط الذي يلعب معه .. وان لا يتوجع الا عندما يهجع الى فراشه في الليل ليحدث نفسه وليس الاخرين .. ذلك ان الذل الذي يصيبنا نحن الفلسطينيين .. قد اوصلنا بالكفر باولئك الذين يتربعون على عرش (سلطة) لا تعمل للشعب وانما للعدو الصهيوني .. وهي تكرس مقولة طيب الذكر حواتمه .. الذي قال يوما .. اعطوني قطعة من فلسطين حتى ولو كانت جحر ضب فاحرر لكم البلاد .. وها هم قد اعطوك قطعة اسميا وسيطروا عليها فعليا .. فما الذي يحدث ؟
بدءا لثانيا .. فالكل يعلم ان العدو الصهيوني لا يمكن ان يعطي جزءا من ارض فلسطين الا بعد ان يقران ذلك ملهاة .. فنهاية المسرحية مأساوية .. وهذا ما حدث بالفعل .. فزلم عباس يعطونه الاذن بأن يمتطي ظهور الشعب الفلسطيني لفترة قادمة وربما يظل على رقابنا حتى يموت .. حتى وان مات فانه يترك لنا ارثا من المطبلين والمزمرين الذين لا يهمهم فلسطين ولا شعبها .. بل يهمهم ان يظهروا امام العدو وكأنما هم يتحسرون على الجنود الذين يحاول اطفال فلسطين قتلهم .. . رغم ان موت طفل فلسطيني نتيجة الكذب والخديعة انه قام او حاول القيام بعملية طعن لجندي مغتصب .. يجعلنا على البعد نتقيأ ..
ولا نريد ان نبحث او حتى نفكر ان هذه السلطة التي قام عباس بالتوقيع نيابة عنها في اوسلو .. لانها ليست سلطة وانما هي (سلطة) بفتح اللام .. فقد اثرى كل رجالها الذين يعملون تحت امرة عباس .. وبقي الفقر والخوف والرعب يسيطر على باقي افراد الشعب ولا يهمهم في ذلك موت طفل او اطفال او حتى عملية حرق لبيت فلسطيني او لاقامة مستعمرة جديدة .. وليس لهم الا الظهورفي الفضائيات لكي يحدثونا عن النضال والموت في سبيل الوطن .. وتحسرهم على من مات او قتل او استشهد .. فمن يعمل تحت امرة أفاق فهو من الافاقين .. ومن يرضى لنفسه ان يعيش ذيلا لمن يحتل الارض فهو لا يفرق كثيرا عنهم .. والحجة في كل ذلك قصر اليد وبعد العرب عن قضية فلسطين رغم انهم (اي عباس وسلطته ) هم الذين اوصلوا الشعب الفلسطيني الى هذه الحالة المهينة .. والتي يأباها كل حر شريف .. وكان من نتيجة ذلك ان رأسها في ذلك الوقت الشهيد ياسر عرفات قد مات مسموما .. رغم تحفظاتنا الكثيرة على تصرفاته .. ولكنه كان نسبة الى اولئك الذين يقرفوننا في كل يوم .. ملاك جاء من السماء .
لقد قامت الثورة الفلسطينية في بداياتها وكان كل حكام العرب يعادونها .. ولم تستأذن احدا بقيامها .. حيث كان ديدن اولئك الاوائل ان يبدأوا الثورة حتى لو كانت بعدة افراد .. وكبرت الثورة .. واخذت كل تأييد الشعب العربي عدا حكامها .. لان الحكام – أي حكام – لا يهمهم الا ان يظلوا على كراسيهم .. ومن كان منهم يصفق للثورة فانما كان نفاقا حتى لا يقوم شعبة بالانقلاب عليه .. ومن ثم اخذت الثورة تنحسر وتنحسر حتى غدت اسما فقط .. واوصلتنا الى حال من الاشمئزاز من اولئك الذين يتربعون على جسد الثورة ولا هم لهم الا الحكم والاثراء .. فخرج الينا دحلان وغيره الكثير ينسقون مع العدو علانية دون خوف او وجل .. والحجة في ذلك ان العدو يمكن اذا ما تقربنا منه ان يعطينا فتات دولة يقال لها سلطة .. لكنها بالفعل سلطة تعمل لهم ولا تعمل للشعب الذي شرد في آفاق الارض فامتدت هجرتهم الى كل انحاء هذا العالم .. بحيث تجد في كل قطر من اقطار الدنيا عائلة فلسطينية هربت من الظلم .. ظلم العدو .. وظلم ذوي القربى .. وحتى لا يغضب عباس وزلمه فاني واحد منهم ..
ثم جاءت الينا حماس التي توسمنا فيها ان تصحح مسار الثورة .. فاذا بها تقسم الشعب الفلسطيني الى فئتين .. احداهما تهتف لفلسطين .. والثانية تهتف لاسرائيل .. مع علمنا بان الهتاف لا يجدي .. فهو مثل الضراط على البلاط .. فهل يؤثر الضراط بالبلاط .. فاتجهت الى حزب وليس الى منظمة مقاتلة .. واخذ الاهتمام بفلسطين يتلاشى حتى غدا لقيمة يأكلها الشعب .. وقذيفة توجه اليه ولا توجه الى صدر العدو .. واصبحت الشعوب العربية تقول في سرها وعلانيتها .. ما شأننا بفلسطين .. علينا ان نصحح اوضاع الوطن الذي نحن فيه اولا .. فكثرت بذلك الاعترافات بالعدو منها ما هو علني ومنها ما هو سري .. وانساقت دول عربية مع التيارفغدت اسرائيل دولة ديدنها الاخوة .. ومن بعد ذلك جاء ما يسمى بالربيع العربي .. الذي اوصلنا الى حال من الذل والمهانة .. فنسى الشعب العربي فلسطين .. واتجه الى ان يستنجد بهذا العالم الذي يعمل لمصالحه ولا يعمل او حتى ينظر الى مأساة الشعب الفلسطيني .. لكي يوقف المذابح التي توجه الى صدره مباشرة او بالواسطة .. وعلى سبيل المثال اصبح النداء والاستنجاد بامريكا واوربا التي لم تقم يوما بذكر شعب فلسطين في ادبياتها.. فهناك اسرائيل التي تسيطر على الانتخابات في امريكا .. وعلى اليمين المتطرف في اوربا .. بحجة ان اسرائيل قد كان لها تاريخ في فلسطين .. مع ان كل التواريخ التي يطرحها العدو مزورة .. فهذا العالم لا يأبه للشعوب .. وانما يأبه لمصالحه .. ومصلحة امريكا واوربا مع اسرائيل دائما .. وليس مع ذلك الشعب الذي ترك ارضه وبلاده ظلما وبهتانا.
وهو محق في ذلك .. فان الموت والدمار وظهور منظمات تقول انها اسلامية مع انها بعيدة عن الاسلام بعد الارض من السماء .. ولسوف يظل الحال على حاله حتى يستقر هذا الوطن .. عندها .. نرى ان فلسطين قد عادت الى الشعب العربي لكي تصبح قضيته الاولى .
ولا نريد في هذه العجالة ان نطرح المزيد .. ففلسطين اليوم ليست في ذاكرة التاريخ .. حتى ولا هي في ذاكرة عربي واحد قبل ان يستقر ويرى رغيف الخبز الذي يأكله قد تحول الى رصاصة بدلا من الطعام .. ونحن اليوم مثلما هم الجياع على مائدة للئام .. نأكل الفتات فقط .. وفقط .
ملخص القول ان القيادة الفلسطينية الحالية .. ليست الا صورة مشوهة لشعب فلسطين .. وانما هي سلطة تعمل لمصلحة اسرائيل .. ولا يد للشعب الفلسطيني في ذلك .. فهو يقاوم ويقاوم .. بالحجارة حينا وبالسكاكين حينا آخر .. وفي كل ذلك .. نحن نقول ان القيادات التي تتربع على سلطة مزيفة .. لا هم لها الا العيش حتى وان كان تحت سلطة لا تأبه له .. وانما تأبه لنفسها فقط .. فكثر بذلك المتنطعون بالحلول حتى لو اعطوهم قطعة من جهنم لكي يستقروا فيها ..
ولسوف يظل الحال على حاله .. حتى يأتينا الله سبحانه باناس يرون في فلسطين وطنا .. وليس قطعا متناثرة تخدم مصالح العدو .. فاغربوا عن وجوهنا .. لقد قرفناكم .. قرفنا خلافاتكم .. قرفنا العملاء الذين يظهرون بين فترة واخرى بكل وقاحة وينسقون مع العدو .. فنحن على البعد .. تظل فلسطين في وجداننا .. ولا تقولوا اننا نجمع النقود لانفسنا فقط .. وانما هي حياة التشرد التي كنتم من اخترعها حتى تفرغ فلسطين من سكانها وتتشرد في بقاع الارض .. وعندما كما هو الحال .. تظلون تركبون ظهور الباقين في البلاد .. حتى يئن الحمل على صاحبه فيتوجع فقط ..
وفي كلمة اخيرة .. اعطوا تلك السلطة لاسرائيل ..فلربما قامت بالعطف على شعب شرد اهله فتعطيهم الطعام والعيش .. اما انتم .. فلا تعطونه غيرالوعود الكاذبة .. ويمكن في مقبل الايام او السنين .. ان يخرج الينا شعب يريد المقاومه .. وبذا نبدأ من جديد .. ولا اقول وداعا .. ولكني اقول .. اذا تمكن الشعب الفلسطيني من الامساك بقضيته دون اولئك الذين يحكمونه حاليا .. فيمكن ان يحدث التغيير .. ولله في خلقه شئون .