من كل اتجاه تهب الرياح من كل اتجاه .. هكذا أفكر أنا- بقلم : ادوارد جرجس

أراء حرة ….
بقلم : إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك …
عيد القيامة المجيد وتهنئة للمسيحيين بهذا العيد المبارك ، وأُمنيات بالخير للجميع وللعالم كله في هذه المناسبة ، وأمنيات الخير للجميع والعالم لا تعني أنهم اعتنقوا أو دعوة لاعتناق المسيحية كما تفهمها اللاعقول !!! التي تثرثر بأن التهنئة توضع تحت بند الحرام ولا داعي للإطالة في هذا الموضوع مستنداً إلى مقولة ” الضرب في الميت حرام ” وكم من العقول مات فكرها . جوهر العقيدة المسيحية يقوم على ثلاث نقاط : تعاليم السيد المسيح التي أثارت حقد وحسد كهنة اليهود ومجمعهم _ صلبه على يد اليهود _ قيامته . أود هنا أن أقتطع الجزء الخاص بالصلب لأتأمل في كل ما يحيط به أو بمعنى أدق الشخصيات المحيطة به . منذ ميلاد السيد المسيح من السيدة العذراء والجنون ملك فكر اليهود لأنهم تخيلوا أن السيد المسيح جاء ليملك على الدنيا ويزيل ملكهم ، فقفز جنون هيرودس ليقتل جميع أطفال بيت لحم من من عامين فأقل لأنه ظن أن بينهم الطفل ” يسوع ” الذي كان قد هرب إلى مصر مع أمه العذراء ويوسف النجار ، أحيانا ً كثيرة أفكر هل ما يزال هذا الجنون حتى الآن فيقتل هيرودس أطفال فلسطين وهو يظن أن الطفل ” يسوع ” بينهم !!! . شخصيات أخرى وهم الكهنة ورؤساء المجمع الذين أتت تعاليم المسيح مضادة لكل أفكارهم المتكبرة التي تبحث دائما عن العظمة والأبهة والمُلك الأرضي والطمع الذي وصل إلى مخالفة الوصايا وواحدة منها كمثل ، التحريض بأن لا يكرم الأبناء الأباء من مالهم بحجة أن هذا المال الأفضل أن يكون قربانا للهيكل لغرض في نفوسهم الجشعة لأن هذا المال كان يعود الجانب الأكبر منه لهم !! . شخصية الخيانة ، يهوذا الإسخريوطي الذي باع سيده ومعلمه بثلاثين من الفضة ، كان لصاً فخان ، كم تتكرر هذه الشخصية الآن ، شخصية الخيانة ، خيانة الأوطان ، خيانة قضايانا العربية ، كلها مبنية على المصالح التي تحكمها المادة والخيانة هي الخيانة . شخصية الوالي الروماني ” بيلاطس ” ، كان مؤمناً ببراءة السيد المسيح ويحاول أن يطلقه من أيدي اليهود والموت الذي يطالبون به ، لكن كانت محاولات سلبية وليست إيجابية خوفاً على منصبه فلقد استطاع اليهود بكل خبث ومكر أن يضعوا في رأسه أن السيد المسيح وتعاليمه تُعادي ” قيصر ” ، وأنه لو أطلقه فهو أيضا يعادي قيصر فتغلبت سلبية الخوف على المنصب وتركه لهم ليصلبوه . شخصية تلاميذ المسيح الذين هربوا خوفاً ولم يبق منهم سوى تلميذ واحد صحبه حتى الصليب ، تُظهر الخوف البشري الذي يمكن أن يبعد البعض عن الحق ، التلاميذ كانوا مع السيد المسيح وسمعوا تعاليمه وشاهدوا معجزاته وبالرغم من هذا هربوا عندما قبض على السيد المسيح ، كم من شخصيات في الحياة الآن تكون مؤمنة بقضية ما لكن سرعان ما تلقيها كورقة مهملة عند الاستشعار بأي خطورة يمكن أن تذهب بهم إلى الزنزانة أو تخلخل مراكزهم ، في الحقيقة كلمات مقصرة لم تفي بالشكل المطلوب نظراً لضيق المساحة حاولت أن أوضح بها أن الشخصيات البشرية متشابهة في كل زمان ومكان ، وأن الشخصيات البشرية التي تقتل الفلسطينيين الآن في يوم الأرض لا تختلف عن الشخصيات التي ساقت السيد المسيح إلى الصلب . كل عام والجميع بخير وسلام .
edwardgirges@yahoo.com