مغترب : أنت والمناديل الملونة – بقلم : وليد رباح

آراء حرة ….
بقلم : وليد رباح …
على مشارف الوطن .. حلمت انك تحملين الوهم على اجنحة من الضباب ، وتركضين خلف الغيم وخلف الابواب الموصدة .. تنادين وتصرخين فلا يستجيب لك الابناء .. لكني عندما افقت من الحلم . رأيت وجه الله في وجهك .. ورأيت الياسمين معرشا على اجفان حيفا ونائما في احضان مروجك الخضراء .. فعلمت انك حبلى بالالغاز وبالشوك والحب والوجع .

آه ايتها الحبيبة الغارقة في بحر من الالم .. استميحك العذر لشدة حبي لجبالك .. للشوك ينمو على حواف الطرقات التائهة .. للزاد القليل والسفر الطويل والمناديل الملونة .. لكل ما يذكرني انني ابنك الضال في عواصم هذا العالم استجدي الرغيف وازهار البنفسج ..

انت وشذى العطر صنوان .. فمدي الي رائحة الارض بعد سقوط المطر كي اتنشق عبير زهورك البرية .. انت والهجر صنوات .. فالق بي على مشارف الموارس التقط الحب كما يلتقطه الطير فتسد جوعي وتردين لهفتي .. انت والموت صنوان .. فافردي لي جناحك كي تحمليني الى عالم من الشوق انسى فيه غربتي حتى بين اهلي .

انت واطفالي صنوان .. فاغفري لي ان ممدت صوتي عبر اثيرك ازج اليك اللوم والعتاب مغلفا في اكياس من الالم والفزع ..
انت وحبي صنوان .. فلا تعذبينني بحبك القاسي ومدي الي يديك المحناتين بالفرح .. واجعليهما حبلا ينتشلني من شوك الطريق ووعثاء السفر ..

أعود اليك كما تعود القطرة الى البحيرة .. اسافر عبر شعابك مشغوفا بالحب الابدي للقنوات التي تغذي مروجك الخضراء ..
وان كان هنالك من عتاب .. فانا الملوم الذي تلقى على كاهلي كل عذابات الفقراء . وانا الصابىء الذي عرف طريقه ثم تاه بين غابات هذا العالم .. وانا المولود الجديد الذي فتح عينيه على سعة المدن وهي تكبر في عينيه ثم يضيق بها جسده ..

على مشارفك اموت واحيا الف مرة .. وكرامة لعيونك ازحف على مرفقي من الناقورة حتى مشارف رفح .. ارسم تضاريسك على جسدي خارطة مثقوبة بالحبر والرصاص .. يدميني شوك الطريق فاواصل السير .. تهجرني نفسي فاطلب منك الغفران .. اعطش فاستنجد بدموع عينيك كيما تروين عطشي .. اجوع فآكل من لحم يدي .. اسافر عبر المسافات الطويلة فتدلني الطرقات .. فدموعك التي ترسم خطوطا على ترابك الاحمر .. تدلني على بحر الوطن .