مابعد الموت – قلم : سحر فوزي

آراء حرة ….
كتبت /سحر فوزي – مصر
لحظات فارقة بدلت سعادتنا بالحزن…مكالمة مدتها ثوان معدودة حولت الضحكات إلى بكاء ونحيب.. انقلبت كل ترتيبات الفرح والزواج ، وتحولت الآمال والأحلام إلى كوابيس مزعجة لا نفيق منها أبدا..رحل الابن الطيب النقي في صمت، كما كان يعيش في صمت، و دون أي مقدمات..رحل وترك لنا اياما لاتمضي ..وساعات لاتمر. وكأن الزمن توقف عند لحظة الرحيل ..رحل وتركنا نعيش أحداثا قاسية لم نكن نتصور ان نعيشها في يوم من الايام .. السواد غطى سماءنا، والقهر سكن نفوسنا .. قلوبنا تحترق ،ودموعنا تحفر انهارا من الاحزان .
الآن لاتجدي كلمات المواساة ونصائح التحلي بالصبر،
فمن أين نأتي بالصبر ؟ ومن يبيعه لنشتريه فتعود حياتنا كما كانت مرة أخرى.. أي صبر هذا الذي يجعلنا نحتمل ان تتحول قاعة الفرح إلى سرادق عزاء ، وأن تتبدل بدلة العرس بالكفن الأبيض ، والزفة بجنازة ،والزغاريد بالنحيب ، وكؤوس الشربات بأقداح القهوة ،والمعازيم بالمعزيين،لحظات غريبة كئيبة، الجميع يربت على كتفك ويهمس في أذنك بكلمات المواساة التي لا تطفئ نيران قلبك،ولا تشفع لأحزانك أن ترحل ولاتعود ،
ساعات معدودة بعدهاإنصرف كل إلى حاله.
الآن سكتت الاصوات وتكلمت الدموع ، وأصبحت الذكريات الوسواس الذي يلازمنا ويذكرنا في كل لحظة بمن رحل، ويحكي لنا حكايات ومواقف تزيد لهيب القلب إشتعالا ، لتدل على أن مرحلة مابعد الموت التي يعيشها الأحياء. أصعب بكثير من الموت نفسه.
،(((كان عمرك أيام قصيرة
فلم لاتبقى ياحبيبي طويلا
لم يعد لدي جلد على فراقك يوما
واحزاني صارت على معزتك دليلا)))