كَتَبَتْ عناويني على أديم التُّراب – شعر : د. جمال سلسع

الشعر …..
دكتور جمال سلسع – فلسطين المحتلة ..
سبعونَ عاماً…
ما التَقيتُ سوى بنعشِ جنازتي!
وعروبتي لا… لا تواسي دمعتي…!
فبكى عليها … واشتكى…
دميَ المُباحْ!
أَتَرَكتُ ظلِّي مِثلَ مِرآةٍ…
على وَجَعي؟
من؟…من يكسِرُ المرآةَ،
بوحُ النايِ أَوجَعَهُ النواحْ؟
أَتَرَكتُ خطوي كالهَزيمَةِ في يدي؟
ماذا تَبَقَّى إنْ تَعَرَّتْ من يدي
لُغَةُ الرِّماحْ؟
سبعونَ عاماً ما اكتَفَيْتُ،
أَسيرُ نحوَ متاهَةِ المجهولِ،
والمجهول يملؤني بدمعٍ فاضَ من قلبي!
أَيُضيؤني يأَسُ النُعاسِ؟
أَتبكي في حالي الجِراحْ؟
سبعونَ عاماً أَو يَزيدْ
استيقَظَتْ عيني على وجَعِ الثَّرى…
ما بينَ هاويَةٍ تقومُ،
وأُخرى تَكْتُبُ كيفَ ينكَسِرُ الكمانُ،
كَدَمْعَةٍ فوقَ الصَّباحْ؟
سبعونَ عاماً شَرَّدتْ حُلُمي…
وذاكِرتي نزيفُ عُروبَةٍ…
عرَّى أَغاني القَمحِ،
أَوجَعَني اليِبابْ!!
والقدسُ في يَدِها دموع النايِ،
والأقصى يَصيحُ،
كأَنَّ أَهلَ العُربِ يعشَقُ نومَ صبحٍ…
فوقَ منحَدَرِ الضَّبابْ!
ما كُنْتُ أَدري…!
أَنَّ…أَنَّ عبادةَ الأصنامِ،
أَقْربُ للهوى….
من قُبْلَةٍ للقدسِ يَسكُنُها الكِتابْ!!
سبعونَ عاماً أَو يَزيدْ
قَتَلَتْ صلاحَ الدينِ،
أَبْقَتْ في منابِرِهِ الغُرابْ!!!
وعُروبَتي مِثلَ المراثي،
لا تُضيءُ سوى الدُّموعِ،
ودَمعَتي حيرى
سؤالُ همومِها لا … لا يُجابْ!!
سبعومَ عاماً أَو يَزيدْ
ما زالَ بينَ أَصابِعي لُغَةُ الثَّرى
كَتَبَتْ عناويني على جِذعِ التُّرابْ!
هل يُشبِهُ التَّاريخُ لومي؟
أَمْ على بابِ العُروبَةِ،
يستحي منِّي العِتابْ؟
قد مرَّ نسيانٌ على كأسي…
وما مرَّ على دمي
سوى مُرِّ الشَّرابْ!!
أَسِراجُ قلبي يَنْطفي بعُروبَتي؟
ما زالَ في قِندِيْلِها…
زيتُ السَّرابْ!!
ما…ما اشتَريتُ دمي الثّمينَ،
بِظلِّ عرشٍ من ورقْ!
فَدَمي كغيمَةِ قُبلَةٍ…
لَبِسَتْ تَضاريسَ السَّحابْ
إسمي يُفَتِّشُ عنْ بقايا القَمحِ،
كي يمشي على جسرِ الحنينِ،
وقمحي يَبحَثُ عنْ حِجارةِ خيمةٍ…
تَشْتاقُ مِقلاعَ الشّهابْ!!