قصيدتان للشاعر نمر سعدي …

الشعر ….

أحتاجُ مصيَدةً

قالَ طفلٌ: أريدُ سماءً إضافيَّةً
كي أطيرَ إلى نجمةٍ من ورقْ
قالَ آخرُ: أحتاجُ مصيَدةً لعصافيرِ هذا الربيعِ
لأنصبَها تحتَ قلبي
قالَ بحرٌ بعيدٌ: أريدُ التنزَّهَ خارجَ هذا المكانِ
على ساحلِ البحرِ أو في كتابِ الحبقْ
قالَ شخصٌ غريبٌ: أريدُ الرجوعَ إلى البيتِ
أو قمراً مكتملْ
ويدينِ اثنتينِ لأجمعَ ما قد تطايرَ من رغبتي
في الأزقَّةِ مثلَ الغبارِ..
وكيْ أتحسَّسَ زوجَيْ حجَلْ
قالتْ امرأةٌ: هاتِ لي عنباً في الربيعِ
وكُن لي ممَّراً لأعبرَ ضفَّةَ قلبي إلى ما أريدْ
شاعرٌ قالَ: ينقصني في حياتي صليبٌ مُريحٌ
لأغفو عليهِ وأحلمَ…
قالتْ قصيدتُهُ: لا تدعني أكرِّرُ نفسي
لأشباحِ هذا الفراغِ وخذني
لأقربَ مقهى يُطلُّ على اللازوردِ البعيدْ
*
قلقٌ أبيض

تنسلِّينَ بخفَّةِ المها من بينِ أصابعي
وكالماءِ من شقوقِ قلبي
تتركينَ الفراشةَ تخبطُ في العقلِ
والطائرَ الطنَّانَ يضربُ بأجنحتهِ
وجهَ البحيرةِ الصغيرةِ
في مكانٍ ما من الجسدِ
لأني نسيتُ أن أسألكِ وأنتِ تمدِّينَ يدَكِ
إلى جهةِ الفراغِ بانكسارِ أميرةٍ فينيقيَّةٍ:
هل كنتِ تريدينَ الإمساكَ بطرفِ الستارةِ؟
أم بطرفِ القصيدةِ؟
أم بجناحِ غيمةٍ طارتْ للتوِّ من عينيَّ؟
كلَّ مساءٍ ألقي بظلِّي على طحلبِ البحرِ
وأرجعُ بخفَّيْ حنيني
كلَّ مساءٍ أشتهي ما ليسَ لي
وأرجعُ بقلقي الأبيضِ كرملِ المحيطِ
من قصائدكِ الكثيرةِ
*