قصائد للشاعر : عبد الرحيم الماسخ

الشعر …..
شعر : عبد الرحيم الماسخ – مصر
الشعلة
شعر  عبد الرحيم الماسخ
أموتُ
يأكلُني السُكوتُ
وأنتِ تبتسِمين في شجرٍ ضياءا
تُطلقِين عبيرَكِ الشادِي سماءا
تقبضِين على الينابيع الوليدةِ في مسام النهر
تصطادين من شجَني نداءا
لا يردُّ على انحناءِ السامِعين له انحناءا
تعبُرين
تصيرُ أوهامي عُيونا
تقرأ ُ الريحَ التي تخلو بها الجُدرانُ ضاحكًة
وتنسَكِبين شابِكًة غُروبَكِ : وردًة في عُروةِ الصمت
الظلامُ يفوح
رائحة ُ الترابِ تشقُّ أوْدِية َ اغتراب
لا تكفُّ ولا تبوح
وقلبيَ المذبوحُ يهتفُ بيْ : تمرُّ
أراكِ
يبتسمُ انتفاضي في الشراكِ يردُّ كيدَ الليل ِ في نحر النهار
وشوقيَ الساري يُجَرِّحُ بيْ أدِيمَ النار
تكبو مُهرة ُ العُمر
السماءُ تسِيلُ مِن وتَرٍ أنِينا
أنتِ أنتِ
أنا ببحرِ الوقتِ أنتظرُ السفينا
وأتَّقي موتي بموتي
موجة ٌ تلقى بيَ الأمواجَ: تابوتا خلا من سرِّهِ
أبصَرهُ البحرُ فهاج
الطعنة ُ اختمرتْ بآهٍ
أشعلتْ في ظُلمةِ العُمق ِ سِراجا
واختفت
***
كمون
شعر  عبد الرحيم الماسخ
وردة ٌ
نسِيَتْها الغيومُ
لتذكُرَها الريح ُ, تنِزعُ عنها العبيرَ رداءً رداء
وتهدي العراءَ مفاتِحَ أشجانِها
الليلُ يلقِي مِظلَّّته في عيون السما
شجرٌ خائفٌ
واحتمالٌ يضمُّ احتمالا
يسوقُ الجُموحُ الخيالَ إلى غُنوةٍ من دموع
تشقُّ لفتنتِها أغصُنًا في الضلوع
تشيرُ إلى الطير
والطيرُ يُوقِعُها الماءُ والحَبُّ
جَدْبٌ يُعاهدُ غيما
فينسدلُ الرمل
روحٌ تصارعُ في عُنقِ الحجَرِ العمُرَ/ الجِذرَ
تقتربُ النار
والمُرتجَى يتحجَّرُ
بحرٌ يُسلِّمُها للمعادِ مُكبَّلةً بانفراد
تودِّعُ حُلما وتذبُل
ما بينها والعتابِ انتهى
الريحُ تعقِدُ للنار رايتها
النارُ يشربُها الورد
يهوي الرماد
وتبقى البذورُ / الجذورُ بأرضٍ تدُور
إذا وافقَ الحُلمُ غفوتها افتتحتْ للينابيع حِضنا
يُعيدُ الربيعَ لها مَوطِنا !
*****
وئام
شعر:  عبد الرحيم الماسخ
ينضحُ الماءُ من جرَّةِ العمرِ
والنهرُ يجري
وثابتة ٌ أنتِ كالصمتِ
كالمُنتمَي
كالقدَرْ
يا ندَى الروح ، أين التقى
جدّدَ الشوقَ – بعد زوال الفتوح –
إلى المُرتقي
دون عِلم السفرْ !
تتمنّى الجهاتُ احتواءكِ
والأغنياتُ ارتواءكِ
والذكرياتُ انطواءكِ حول غصون القمرْ
وتعيشُ انجذابا عميقا إلى فرحةٍ لم تزل
في الغيوبِ
وصبرًا مقيما بصفحة باب الطُيوبِ
وقد هبَّتِ الأمنياتُ بروض السحَرْ
الفضاءُ يشدُّ مظلته فوق ركْضِي
فينحسرُ الظلُ عن سفرِ الأرضِ
في عتمةٍ القدَرْ
يتفلَّتُ عمري: يماما جريحا
ويتركُ أبراجه تهمِسُ الريحَ ,
تغرسُ أحلامها في آذانِ المطرْ
وكما أنتِ أنت تسِيلين نبعاً
إلى غرْسِ ذاكرتي
يتحدَّى شذي المُنحَدرْ