قراءة في قصة تـأتأة صديقي للكاتبة كنينة دياب بقلم : سهيل إبراهيم عيساوي – فلسطين المحتلة …

اصدارات ونقد …..
قصة الأديبة السورية كنينة دياب ، رسومات الفنانة الاء مرتيني ، اصدار أ.دار الهدى- عبد زحالقة ، تقع القصة في 28 صفحة من الحجم الكبير ، غلاف سميك ومقوى.
القصة : تتحدث القصة عن صبي بهي الطلعة جميل البسمة ، يداعب قطة جميلة ، التي كانت تلتهم أوراق الورد ، كان جاره يزن يراقبه ويستغرب من تصرفاته ، وعندما نادى عليه تلكأ في الرد ، وعندما رد بكلمات متقطعة بالكاد فهمها يزن، كاد ينفجر من الضحك لكنه تمالك نفسه ، عرف يزن أن اسم صديقه مهند ، قال له ” اس س م م مي م م ه ه ن ن د ” ، أسرع يزن الى أمه وحدثها عن جيرانهم الجدد ، أغلقت الأم الكتاب ، وعن صعوبته في الكلام ، ورغبته في زيارتهم ، وعن القطة التي تلتهم الورد ، وفعلا بادرت أم يزن الى زيارة الجيران الجدد ، تحمل سلة من الفواكه من أشجار الحديقة ، كان مهند في استقبالهم ، يسير ببطيء وتأرجح ، ويستصعب الإجابة على جميع الأسئلة ، رحبت بهما امرأة مسنة وسمينة ، تمشي يتثاقل واضح ، مع الأيام توطدت العلاقة ،بين العائلتين ،حيث كان الصبيان يغرقان في تركيب القطار وسماع صفارته ، أما أم يزن صارت تتقبل صوت صفارة القطار دون تذمر ، كانت أم يزن تشجع مهند دوما على الكلام حتى لا يشعر بالارتباك أو الخجل ، وهو بدوره كان يختار الكلمات القصيرة جدا فقط ، ” شكرا ، نعم ، حلوة ، يزن ، ، ماما ، تمام ، قالت أم يزن لابنها ” تعدني أن نحاول مساعدة ذلك الصبي بقدر ما نستطع ” قالت له التأتأة حالة نفسية مؤقتة كما فهمت من أمه، وهو يتناول الأدوية حتما سوف تساعده بالنسبة للعب بالكرة العب معه وأنت جالس ورويدا رويدا زد درجة الصعوبة ، عندما انتهت العطلة الصيفة كان مهند يسير وحده الى المدرسة برفقة يزن ، اذا تعب يستريح قليلا عند جذع شجرة على حافة الطريق، فقد تابع معالجة مرض الكساح عند الأطباء فقد تأخر في صغره في النطق والسير وعندما وصل المرحلة الثانوية صار يتكلم بشكل واضح دون تلعثم أو تأتأة انما ببطء واضح ، وخلال التعليم الجامعي افترقا ، وبعد سنوات عديدة التقيا ، عرف يزن ان مهند عين معلما في الأرياف بعد تخرجه وما لبث ان عين مفتشا في وزارة المعارف لموضوع الحاسوب ،لما سأل مهند يزن عن اخبار أمه قال له انها توفيت منذ مدة ، حزن مهند لأنه كان يناديها ماما أم يزن ، وأخبره مهند ان عمته توفيت الاسبوع الماضي التي كان يناديها أمه ، والان يعيش مع زوج عمته في البيت القديم ويرعاه ، وسال يزن عن القطة التي تقطف وتأكل الورود ، أعلمه مهند انها لم تكن تأكل الورود بل تقطف الورد اليه لأنه لم يكن يقوى على السير ، تركها بعد التحاقه بالجامعة .

****
رسالة الكاتبة

– القصة تطرح موضوع التأتأة الذي يقض مضجع العديد من الأطفال والأسر في أرجاء المعمورة الكاتبة كنينة ذياب تمنح الأطفال والأسر جرعة قوية من الأمل
– تعالج قصة “تأتأة صديقي” موضوع الإعاقة الشائك ، كيف يجب ان تتعامل الاسرة مع الإعاقة من الدعم وتشجيع وعلاج
كثيرة من حالات التأتأة هي نفسية ومؤقته مثل حالة مهند –
من المهم متابعة العلاج الجسدي والنفسي لدى الأطباء المختصين –
– تطرح الكاتبة طرق عملية لمعالجة موضوع مثل تشجيع الأصدقاء وافراد الأسرة التحدث بجمل وكلمات قصيرة ، وزيادة ثقة الطفل بنفسه .
– تطرح طريقة عملية لمساعدة الأطفال الذي يعانون من مرض الكساح كيف يمكن ممارسة الرياضة وملائمة الرياضة لوضعهم الصحي العلاج بشكل تدريجي
– ضرورة قضاء الأطفال لوقت الفراغ بعيدا عن الأجهزة التكنولوجية مثل الهواتف الخلوية فكان يزن و مهند يلعبان بألعاب رياضية وتركيبية وفكرية مما يساهم بنمو العقل ويقوي الجسم ويطرد الملل
– دعم الخالة لمهند كيف ساعدته ورعته واعتبرته مثل أبنها دعمته في تخطي أزمنه
– مهند صاحب إرادة دخل الجامعة وتدج في المناصب حتى وصل الى وظيفة مفتش في وزارة المعارف ولم تقف مشاكله الصحية عائقا امام تقدمه
– الوزارة شجعت مهند ولم تغلق الأبواب في وجهه ،فهو يتيم ومن اسرة متوسطة الحال استطاع تحقيق ذاته فكان عصاميا
– مهند حافظ للجميل بعد وفاة عمته يقوم برعاة زوجها المسن
صداقة الطفولة أمتن الصداقات وأطولها عمرا –
****
ملاحظات حول القصة
– في بداية القصة بعض الحوارات كانت تبدو مكررة لأن الصبي نقلها لنا مثل في حديثه عن القطة التي تأكل الورد ثم ينقلها لأمه مرة أخرى ص3- 4
– القطة اعتنت بمهند فترة طويلة ، تقطف له الأزهار وتهتم به حتى ينام تبدد عنه البرد، عندما ذهب للدراسة للجامعة لم يهتم بها ولم ينقلها لشخص يثق به ليهتم بها بل يقول انها ليست وفية تتركك وتذهب الى من يطعمها ص 27
– في نهاية القصة ص28 ورد ” نعم نعم .. فصداقات الطفولة تبقى دائما ولا يمكننا نسيانها ابدا ” حسب رأيي هذا الاستنتاج وأن كنا نتفق معه لو ترك لذكاء القارئ لكان أفضل

خلاصة
قصة تأتأة صديقي ، للكاتبة المبدعة كنينة دياب ، قصة جميلة موفقة ، من حيث المضمون واللغة ، والطرح الإنساني ، وتعالج موضوع الإعاقة وتقبل الاخر ، وموضوع التأتأة ، هذه المواضع التي يتهرب الكثير من الادباء على طرحها بسبب حساسيتها وبسبب قلة الأدوات التي بحوزة الأدباء ، من خبرة وعلم نفس جسارة ومهارة ، الكاتبة خاضت هذا المضمار ، ونجحت في معالجة الموضوع ، وزرع روح الأمل في نفوس الأطفال الذين يعانون من هذه المشاكل الجسدية والنفسية ، تقول لهم بإمكانكم بإرادتكم وايمانكم بأنفسكم ودعم العائلة والأصدقاء والمجتمع، تخطي كل العقبات والوصول الى أعلى الدرجات ، ودخول الجامعات دون التعثر ، والتميز والتقدم في عملكم ، هي لا تقول ان المشاكل سوف تختفي تماما بعصا سحرية ، هنالك عقبات يجب تذليلها ، و يمكن التحايل على ما تبقى من مشاكل مثل التفكير قبل الكلام والتدرب الدائم ، واختيار مهنة تلائم الشخص ، أيضا قامت الكاتبة بالاحتفاظ ببعض المعلومات حتى نهاية القصة فنجحت في صدم القارئ بشكل إيجابي : القطة لم تكن تأكل الأزهار والورد ، وأم مهند كانت عمته اضاقة الى قصة نجاح مهند ، قصة تأتأة صديقي قصة علاجية بامتياز ،أخيرا نبارك للكاتبة إصدارها الجديد والمميز وللقارئ العربي
سينسى الأطفال الكورونا ولكنهم لن ينسوا من تواصل معهم بمحبة – بقلم رانية مرجية الناطقة الإعلامية للمجتمع العربي بشركة المراكز الجماهيرية
أثلج صدري وأغبط روحي المبادرة الطيبة الرائعة المباركة التي اطلقها كل من محبوبي الأطفال الطفلة المبدعة ميلا ناصر . عمو كامل منصور. الحكواتية ريم حتحوت .. الحكواتية لينا داوود والحكواتية حنان ابو الزلف من أجل الأطفال أينما كانوا ليقولوا لهم نحن نحبكم ومعكم ودائما سنكون معكم , الى ان تمضي هذه الفترة على خير, ودون أدنى شك ستمضي, وسنعود لحياتنا ومدارسنا . ولكن مع قيم اكبر الا وهي التضامن التسامح محبة الاخر الايمان والمسؤولية. فكلنا الان في ذات المركبة , تجندوا أصدقائي الرائعين معا ,حبا وطواعية ليعلموا احبائنا ان نواجه أي امر بابتسامة امل رجاء وايمان كبير أن كل الأمور ستعمل للخير معا. ونجحوا نعم نجحوا ,فقد وصلني اليوم اكثر من 150 رسالة وكلها من أطفال يؤكدون لي مش راح نطلع للشارع راح نضل بالبيت تنسمع ونشوف خالتو لينا , خالتو ريم ,خالتو حنان , عمو كامل , وصديقتنا ميلا .
لهذا أرى ان من واجبي كإنسانة أولا , بعيدا عن عملي كناطقة إعلامية للمجتمع العربي بشركة المراكز الجماهيرية , ان اركز مجهودي في هذه الفترة لتعميم كل جديد وجديد يطلقوه احبائي المميزين الرائعين , عبر صفحتهم على شبكة التواصل الاجتماعية , لكافة المواقع المحلية ولمواقع الوطن العربي.
انها فرصة لنتشابك اكثر ونتواصل أكثر ونتبادل الآراء والأفكار القصص الأغاني الألعاب الفعاليات الرقصات وحتى الصلوات , وتعزيز كل من حولنا ولا سيما بهذه الفترة بالذات فإن قوة المجتمع ، ومرونة المجتمع ، والتضامن المتبادل هي التي تملي قدرة الأفراد في المجتمع على التعامل بشكل أفضل مع مخاوفهم وقيودهم واحتياجاتهم.
هذه الفترة جاءت لتجدد فينا روح الانتماء للإنسانية جمعاء روح المحبة والعطاء بمواصلة النشاط الافتراضي مع أصدقائنا واحبائنا الأطفال , ومرة أخرى الف شكر وشكر الطفلة المبدعة ميلا ناصر . عمو كامل منصور . الحكواتية ريم حتحوت .. الحكواتية لينا داوود والحكواتية حنان ابو الزلف
على مبادرتهم المباركة , سينسى الأطفال مع مرور الزمن ازمة الكورونا , لكنهم لن ينسوا من قدم لهم هدية حتى وان كانت افتراضية فالكلمة الطيبة لها اثر كبير لا تنسى أو تموت . أتمنى لنا كل الصحة والعودة السريعة إلى الروتين ،