منوعات ……
بقلم: سعيد مقدم ابو شروق – الاهواز ….
ليوم عندما استيقظت صباحا، ألقيت نظرة فاحصة على النخلات، كانت (القنطارة) تحمل 15 طلعة، إحداها قد تفتقت؛ ولهذا علي أن أستعجل في شراء اللقاح.
لكني لا أفضل الذهاب إلى السوق بسبب عدم مبالاة الناس من الاتقاء من فيروس كورونا، والذي بدأ ينتشر انتشار النار في الهشيم، وقد قتل لحد الآن 200 إيرانيا و وأصاب أكثر من ستة آلاف وخمس مئة! هذا حسب الإحصائية التي تعلنها الجهات الرسمية.
أما الجهات غير الرسمية، فإنها تتكلم عن 800 وفاة وأكثر من عشرة آلاف إصابة.
ولو كانت الجهات الرسمية تعلن الأرقام الصحيحة في قنواتها التلفزيونية وغير التلفزيونية وما أكثرها! لأخذ الكثيرون بالحيطة وبقوا في بيوتهم، أو لقللوا من تجوالهم في الأسواق والأماكن العامة.
معظم الناس في الأسواق لا يستخدمون الكمامات!
أين شركات النفط لتقوم بواجبها التوعوي اتجاه هؤلاء، لتوزع عليهم كمامات، أو سوائل للتعقيم؟!
أم إنها تستكثر عليهم بضع كمامات مقابل هذا النفط كله؟!
أين المنطقة التجارية لتقوم بواجبها؟!
أخشى إن استمر هذا التستر والكتمان عن الحقائق، واستمرت اللا مبالاة من جهة الحكومة وشركات النفط والمنطقة التجارية؛ فقد تحل الكارثة، ويفتك هذا الفيروس بالشعب.
في المحمرة أعلنوا تعطيل أكثر من عشرين ممرا تجاريا وسوقا، منها سوق السمك، وممر الجمهورية التجاري، وكنز المال، وممرات الهواتف النقالة.
ولكن هل هذا وحده يفي بالغرض مقابل سرعة تفشي الفيروس وقد انتشر في أكثر من 100 دولة؟!
ركبنا السيارة واتجهنا نحو الحفار لنشتري اللقاح من هناك، دخلنا شارعين أو أكثر ولم نجد؛ حتى رأت أم شروق نخيلا عند رجوعنا فجنحنا نحوها، خرج لنا شيخ يبلغ الستين، حاولت أن لا أصافحه طبقا للتوصيات الصحية التي تذاع هذه الأيام، لكنه مد يده نحوي! … فصافحته.
بقت أم شروق والأطفال في السيارة.
قال في ابتسامة: تفضل…
قلت: أبحث عن لقاح لنخلاتي.
قال: لحظات حتى أحضر (الفروند).
عند رجوعه كان يحمل الفروند والمنجل؛ اتجه إلى نخلة باسقة، وقال:
سأقص لك طلعتين من هذا الفحل.
ولما رآني أتكمم بالكوفية، خاطبني في شيء من الجد:
أزح الكمامة من فمك وأنفك، بيئتنا هنا نقية، لا يوجد فيها غش، ولا كذب، ولا فيروس كورونا.
ثم أردف قائلا:
كورونا لا يصيب الفقراء، إنه جاء لينتقم من الظالمين.
وصعد النخلة بسهولة وكأنه يتمشى على الأرض، قص لي أربع طلعات ونزل.
ثم خاطبني فقال:
اعلم، إن اللقاح دواء لكل داء. وقريتنا تعقم باللقاح كل صباح ومساء، ولهذا نحن لا نخشى الإصابة بالفيروس.
أخرجت محفظة نقودي وفتحتها أمامه وقلت:
تفضل، خذ ما شئت…
قال: رح يا رجل، أنت ضيفي.
شكرته كثيرا وترجيته أن يأخذ مبلغا… لم يطلب سوى 300 ألف ريال.
أدري أن سعرها في السوق يفوق المليون؛ وأن الرجل لم يؤخذ إلا أقل من الثلث.
عند رجوعنا، فتحت الطلعات وجزأت شماريخها وعلقتها في الهواء الطلق كي لا تفسد.
غدا سأصعد النخلة لتلقيحها بإذن الله…
سعيد مقدم أبو شروق – الأهواز