فعلها كبيرهم هذا – بقلم : وليد رباح

اراء حرة …
بقلم : وليد رباح – رئيس التحرير
عندما قطع سيدنا إبراهيم عليه السلام رؤوس التماثيل التي كان يعبدها الملك النمرود واتباعه .. تجمعت ثلة من الكهنة واتهموه بانه الفاعل .. فقال لهم كلمته المشهورة : فعلها كبيرهم هذا.. وأشار الى اضخم تمثال بينها .. فقال كاهن متحمس وهو يتحسس جيبه المملوء بالذهب .. هل تتحرك الحجارة لتقطع رؤوس باقي التماثيل .. قال سيدنا إبراهيم .. اذا كنت تعرف انه حجر فلماذا تعبده .. وتوقف الحوار
والحوار سادتي على وزن ( الحمار) فلم يتحاور اثنان الا كان ثالثهما الشيطان .. فمن يدعون للحوار في سوريا هم ثلة من المتبروزين امام التلفزيونات ولا يدرون ما الذي يجري الا من خلال نشرات الاخبار التي تقول فيها المحطات الفضائية ما ترغب .. وتعزف عما لا ترغب ..
لقد قصم الرأس المقطوعة للطفل الفلسطيني في حلب ظهور أولئك المتبروزين الذين يمدون المنظمات الإرهابية التي يقال انها ثورة .. وهي ليست بثورة .. وانما عصابات خلقتها أنظمة مجرمة وتابعت مدها بالحياة ثلة من المليونيرات العرب .. الذين لا يهمهم ان تقطع الرؤوس بالفؤؤوس .. وانما يبذرون على عملائهم الفلوس .. فمن اين يحصل أولئك المجرمون على التمويل .. خاصة وان أسلحتهم من اجود أنواع الأسلحة وهي في معظمها أمريكية الصنع .. سياراتهم ذات الدفع الرباعي من صنعها .. مدافعهم بعيدة المدى من صنعها أيضا .. وسائل اتصالاتهم من الصناعة نفسها .. ذخيرتهم أيضا منهم .. ومع كل ذلك .. تلقي الطائرات الامريكية وطائرات الحلفاء الافا من الاطنان من الذخيرة الحديثة على رؤوس من يقولون انهم ارهابيون منذ سنوات ثلاث .. وكأنهم يلقون بكميات من القطن المندوف على أولئك الذين يسمون انفسهم ثوارا وهم اوسخ واجبن ما عرفت الإنسانية من قذارة .. والذين اتخذوا من الإسلام مركوبا لان عواطف الناس المؤمنين بالله لا تعترف بشىء الا عندما يذكر اسم الله .. فهل فوض الله أولئك بان يقوموا بقتل عباده على تلك الطريقة البشعة ..
أيا كانت جنسية هذا الطفل .. سواء كان سوريا او فلسطينيا او يمنيا او ليبيا او تونسيا او حتى سعوديا أومن اتباع بوذا او او ما شاكل ذلك .. واغلب الظن انه لا يعرف شيئا في هذه الحياة سوى ثدي امه .. ولا يعرف شيئا عن (الثورات) والمنازعات .. ولا شيء يعرفه سوى قطعة الخبز التي لا يجدها اهلوه في سوريا الا بشق النفس .. ثم يأتي مجرم فاسق واغلب الظن انه مثلي لكي يقطع رأس الفتى متلذذا بالذبح وكأنه يذبح شاة او ارنبا او دجاجة .. ثم يفتخر برفع رأسه على الملآ وكأنه قد حرر القدس او فلسطين او أوقف حملات الطائرات التي ترمي حممها على اليمنيين والليبيين والفلسطينيين . ليقول بملء فمه ( الله اكبر ) وكان يجب عليه أيضا قبل الذبح ان يقول : نويت ان اذبح هذا العميل على سنة الشيطان حتى يقنعنا ان الشيطان كان بين القاتل والقتيل وقت الذبح .
لن اطيل في هذه العجالة .. فالملايين من العرب العاربة الذين انزل الله لهم الإسلام لكي يهذب ارواحهم قد زادها الإسلام المزيف خشونة الطبع وقسوة القلوب شاهدوا بأنفسهم ما لا يخطر على عقل بشر .. ثم يأتي متحدث باسم الإرهابيين ليقول انه عمل فردي .. فان كان عملا فرديا يا ابن الزانية .. فلماذا هو مقاتل في صفوفك ..
وبما ان الإسلام يقول ان الجزاء من جنس العمل .. فلن يهدأ لنا بال قبل ان يذبح المجرم كما ذبح البرىء .. عندها فقط سوف تطمئن ارواحنا وروح الشهيد الذي ذهب ضحية الحقد والتبروز امام الفيديوهات والتلفزيونات ..
وكلمة أخيرة : اعذروني أيها السادة على بعض الكلمات التي وردت .. فالكاتب لا يطيق ان يرى عصفورا يذبح فكيف به لو كان انسانا له أحلامه المستقبلية وله امه وابوه واخوته وحياته التي كان يحلم بها ذات الألوان المبهجة .. فاذا به في نهاية الامر ضحية لمطواة ثمنها دولارا او بعض دولار .. ومجرم يرى في ذبح الناس طريقا الى الجنة ..