بقلم : بكر السباتين …..
ربما هي فكرة شاعرية حضارية وجميلة تبنتها وزارة الثقافة الأردنية.. بأن تغرس شجرة وإلى جوارها شاهد يحمل اسم أحد المبدعين في غابة للمبدعين تحتضنها مدينة عمان ..وإن كان على المعنيين بالفكرة تطوير المكان ليرقى إلى المستوى السياحي المرموق ذو الطابع الثقافي بمرافقه المطلوبة مما طالب بذلك الشاعر سعد الدين شاهين حيث أعلمته وزيرة الثقافة بأن وزارة الزراعة اشترطت عدم إقامة أي مبنى على الأرض المستقطعة لهذا المشروع الرائع.. ولكن مجرد استعراض أسماء المكرمين ستصاب بالدهشة.. أنا لا أريد الحديث في هذا السياق عن مبدع(!!!!) سكنت روحه سنديانة احتفى بزرعها فيما لو كان يستحق التكريم أم لا؛ لأن الحقيقة لا تغطى بغربال؛ ولكن أن تغيب قامات أدبية كبيرة عن التكريم! فهذا مدعاة للدهشة.. فهل يعني ذلك(كما يقال في الكواليس) بأن الاختيار جاء على قاعدة الولاء أي صار للوزارة شلة خاصة بها، وهو ما لا اتوقعه!؟ أم أن السبب يعود إلى توكيل مهمة الاختيار لشخص لا يدرك تفاصيل المشهد الثقافي الأردني. والسؤال المهم هو: لماذا لم تشكل الوزارة لجنة متخصصة توافقية التوجهات لاقتراح الأسماء التي تستحق التكريم دون محاباة! وفق معايير تراعي حجم المنجز الثقافي للمبدع، وكفاءته، وعمره ورياديته.. فمثلا كيف يتم تجاهل فنان تشكيلي كرمه العالم.. وتسابقت المتاحف العالمية والخليجية على اقتناء لوحاته بأثمان تجاوزت النصف مليون دينار فتبخل عليه وزارة الثقافة بشجرة وشاهد يحمل اسمه كالفنان العالمي ورائد الفطرية والترقين عبد الحي مسلم زرارة.. وغيره من الكبار !! ألا يثير الأمر بعض التكهنات! ولكن في محصلة الأمر فثمة من احتصل على هذا التكريم بجدارة! أسماء مشهود لها بالعطاء. وقد بادرت رابطة الكتاب بتكريم عدد منهم في سياق برنامج مدروس بعناية، وفي وضح النهار .. وقاماتهم سنديانة ظليلة وعميقة الجذور.. واستملكوا في ذاكرتنا بساتين الروح المغروسة بسنديانات الإبداع فتبوح بالحكمة والجمال؛ لتحاور شمس الروح وتضيء النهار فينا..