عندما يكتب التاريخ معنى العطاء..! – شعر : يونس عاشور

الشعر …..
يونس عاشور* – مصر …
عند ضفّة النّهر التقينا..
وعلى الودِّ تناغينا..
ومشينا نتحدّث عن حكايات الحياة..
وتساءلنا سوية..
عن زمانٍ كانَ فيه موتٌ وحياة..
واقتفينا خيرَ قولٍ من تواريخ الأباة..
في محطاتٍ عديدة كنا نرتجي منها النجاة..
وعطاءات رشيدة قد تجلّت في نهج الهداة..
واشراقات مفيدة ينتفع بها الجفاة..
من مقولات سديدة..
نستقي منها المواعظ والحِكم..
نقتفي منها كلّ ذكرياتٍ في القِدم..
نتخطّى كل عائق فيهِ ذَمُّ وندم..
هكذا تعلّمنا الحياة بإصرار واقتدار..
هكذا تمرّسنا المعارف والعلوم..
وفتحنا كلّ بابٍ فيه إبداع وفنون..
عندها تخطينا المصاعب..
وتخلّصنا المتاعب..
عبر إرشادٍ كانَ له صوتاً ثقيلا..
لم نكن عنه نحيد..
أو نعودَ للوراء..
دون جدوى أو بناء..
في بناءِ النفس بالصّمود والعهود..
قد عهدنا العهد عهداً في ممررات الكفاح..
ووقفنا نتطلع نحو غايات الفلاح..
فيها منجاة وظفر..
فيها حياةَ المُسْتَقَر..
فيها منهاجاً مُنْتَصر..
***
بعدها تذكّرنا الفواصل..
بين قيدٍ وحصار..
بين طمسٍ وانحدار..
لكنّنا بقينا صامدون نتذكّر
خير ذكرى للبواسل..
خير مجدٍ للقوافل
ينبري فيها الأباة..
يرسمونَ اللحن رسماً فيه رمزاً للأشاوس..
كم عرفنا التاريخ كان يحكي لنا صدقاً في المواقف..
رغم تزوير الكتابات بين السطور..
وغياباً في الحضور..
لأناس بذلوا كلّ غالٍ ونفيس..
كي ينهضوا نحو حياة مستقرة..
تعطي تاريخاً وعبرة..
لرجالٍ طالما كانوا على العهد سائرون..
يرتجونَ التضحيات..
واقفون للعطاء..
***
رحلة بيننا كانت تؤتي ثماراً في الطريقة..
قد رجعنا بشواهد ودلالات حقيقة..
في الرؤى كانت عميقة..
حيث بعداً يتجلى في الحضور الشجري..
يعطي معنىً للخليقة..
بتواريخ عريقة..
من طبائع في السليقة..
وحوارات أنيقة..
بين رقيِّ في مقاماتِ الرجال المخلّصين..
هكذا التاريخ يصنع الأباة..
هكذا التاريخ يكتب معنىً للعطاء..
هكذا التاريخ يعطي وصفاً للدعاة..
كل عطايا تنبثق من سِيرٍ لها وزن ثقيل..
من صفات وسمات خيّرة تعلوا الجبين..