اراء حرة …
بقلم : بكر السباتين …
ماذا يعني تصريح مشوه من شخصية عربية خلافية يطالب بعدم السماح بإقامة دولة فلسطينية، والاكتفاء بدولة الكيان الصهيوني! وماذا لو رد عليه البعض: لتمنحهم إمارة خليجية من بلادك ما دمت تخضع الأمر للخيارات الكيانية وتعبث في المبادئ السيادية متجاوزاً حقوق شعب ما لبث يقاوم في سبيل تحرير وطنه السليب من العدو المتربص بأمتنا العربية المغيبة في سبات عميق.. والمترنحة من هول السرطان الخياني الذي يواصل تشويه خلاياها العقلية!
دعونا نفهم الأمر من التصريحات الأخيرة للقائد العام السابق لشرطة دبي الفريق (ضاحي خلفان) الذي قال في تغريدة له على (تويتر):
“يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء، يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم نختلف معهم على وراثة أرض. وأن الفيصل في الحكم مَن يقدّم دليلاً.. أقترح عدم قيام دولة فلسطينية، وإنما الاكتفاء بدولة إسرائيلية تضم الفلسطينيين واليهود وتضم للجامعة بعد 70 عاماً سيكون العرب 75% من سكانها”.
وهذا يذكرنا بالتصريح الأخير لملك البحرين الذي اعتبر فيه الكيان الإسرائيلي الضامن للأمن العربي من المحيط إلى الخليج.. فهل هذه التصريحات تدخل في سياق التمهيد لدخول الكيان المحتل لجامعة الدول العربية!
ألا يدل هذا الكلام أيضاً على أن العقل العربي الملوث بات معطوباً وتتحكم به شحنات كهربائية زائدة، ما تجعله يتخبط في تقييم الواقع وتقدير المكانة واستشراف المستقبل!؟ ألا يعني أيضاً بأن مقدرات بعض الدول العربية تديرها الصهيونية من وراء حجاب حتى يتسابق البعض لتقبيل أخمص قدم هذا الكيان العنصري المحتل! أسئلة قد تراود القارئ الحصيف حينما يطلع على ما أردف به الخلفان قائلاً:” بهذا نعيش مع اليهود في سلام دائم.. لأن قيادة دولة فلسطينية بإدارة عرب، بتكون زيادة دولة فاشلة في العالم العربي على الدول الفاشلة عربياً وما أكثرها.. حتى يعيش العرب في الدولة الشراكة يهودياً وعربياً بإدارة يهودية ناجحة، ثم يكونوا بعد 70 سنة أغلبية، وتعلموا من اليهود. كجنوب أفريقيا الآن ويحكموا”.
فماذا لو قال أحد العقلاء كما جاء في بعض التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، رداً على هذه التصريحات المشوهة:
“هي فرصة سانحة يا خلفان لتعطوا الكيان الصهيوني (المحتل لفلسطين)، إمارة دبي فنساؤه (يا زير النساء) جميلات!”.. وكما غرد البعض أيضاً في السياق نفسه في إمكانية أن تطبق الإمارات العربية الرؤية الخلفانية بتسوية مشاكلها العقيمة مع إيران على ذات الأساس بالتنازل عن الجزر الثلاث! وذلك بعد استئذان الكيان الصهيوني الذي يتعامل معه الخلفان كإمارة خليجية!. أما الفلسطينيون ( والحديث موجه للخلفان) فهم بناة حضارة حقيقية فاتركهم لشأنهم.. وتذكر بأن الأستاذ الذي علمك أبجديات القراءة كان فلسطينياً عمل مدرساً في بداية نشوء الإمارات العربية والتي يعتبرها وطنه الثاني. أسوة بالفلسطينيين الذين ساهموا باقتدار في بناء هذا البلد العزيز باقتدار… وكلامك أضحكهم كثيراً لأنهم يعرفونك جيدا وهو يمثلك شخصياً ويخالف توجهات الإماراتيين الشرفاء.. وينبغي أن تدرك بأن الكيان الإسرائيلي لو اطلعت على تجربته جيدا وعن كثب؛ فهو أفشل دويلة على وجه الأرض.. وخاصة في مجال حقوق الإنسان.. ومآل فلسطين أخيرا لشعبها.. واعتقد بأن الخائب (دحلان) الذي ينادمك كأس الخمر فيما لو تبقت لديه كرامة سيبصق على وجهك احتجاجاً على تصريح أبله صادر عن شخصية نكرة!!! أما السؤال الملح في هذا السياق فهو:” هل تأكدتم الآن بأن الصهيونية تحولت إلى مصطلح فضفاض. فهي لم تعد تعني كل اليهود.. فجماعة مثل (ناطورا كارتا) اليهودية الرافضة للصهيونية هي غير صهيونية الانتماء.. أما هذا المعتوه المسمى (ضاحي خلفان) وأمثاله فهو (صهيوعربي) ينتمي إلى أقصى اليمين لأنه يعامل الكيان الإسرائيلي كإمارة عربية!!! وهو ما لا نقبله لبلد ساهم الفلسطينيون في بنائه كالإمارات العربية التي نعتز بها.. لأننا نعلم أيضاً بأن هذا الخلفان يغرد خارج السرب الإماراتي.. وهو شخصية خلافية محروقة على الصعيد العربي ويذكرنا بتوفيق عكاشة الذي ولى عنا مدبراً إلى غير رجعة ذات يوم مشرق.. عالمكم أجمل بدون هؤلاء!!